للوزير أحمد أبوالغيط تاريخ دبلوماسي مشرف, وخبرة كبيرة منذ عمل في سلك الخارجية المصرية مرورا بمنصبه مندوبا دائما لمصر في الأممالمتحدة ثم وزيرا للخارجية المصرية في فترة حرجة ومهمة من تاريخ المنطقة من2004 وحتي2011, شهدت حرب اسرائيل ضد لبنان وهجومها علي غزة وتطورات الملف النووي الايراني. هذه الخبرات هي ما أهلته لنيل شرف ترشيح مصر له أمينا عاما لجامعة الدول العربية خلفا للدبلوماسي المخضرم نبيل العربي,وهذا الترشيح لقي توافقا وترحيبا من كافة الدول العربية, باستثناء دويلة قطر غير المؤثرة علي القرار العربي. وتأتي رئاسة أبوالغيط لهذا الكيان العربي العريق الجامع للدول العربية في مرحلة هامة وخطيرة من عمر المنطقة العربية والشرق الأوسط, بل والعالم كله, فعدد لا بأس به من الدول العربية يعاني خطر التفتت والتقسيم, من العراق شرقا مرورا بسورية واليمن الي ليبيا في شمال القارة الافريقية, وهناك دول تعاني الحرب علي الارهاب, وعلي رأسها مصر, ولم يكن للجامعة دور في السنوات الخمس العجاف الماضية, حيث قتل العربي أخاه العربي, واشتدت الحرب وأصبحت أكثر شراسة, وخلفت العرب مهاجرين ومشردين هربا من القتل الذي لا يرحم, الذي أفرزته سقطة تاريخية حاولوا تسويقها تحت مسمي براق, ألا وهو الربيع العربي, الذي قضي علي نصف العرب, وكافأ اسرائيل وأمريكا, وكان مخططا أن تضرب ثورة الخراب العربي كل الدول العربية وعلي رأسها مصر, وكان الله رحيما بنا وأنقذنا بثورة30 يونيو التي انتفض فيها الشعب تحت زعامة الرئيس السيسي, وبدعم من الجيش المصري والشرطة الوطنية, حتي استطعنا الخروج من هذا النفق المظلم, هذه الظروف العصيبة والملابسات والقضايا المتشابكة تعني أن مهمة الرجل ستكون صعبة, وأن دوره مع الجامعة سيكون حاسما ومصيريا وربما غير مجري حركة التاريخ, فدعواتنا له بالتوفيق, وتهانينا للجامعة والشعوب العربية لتولي أبوالغيط المسئولية. *أعتب علي الشعب المصري انشغاله بالمعارك الكلامية عن العمل والانتاج, وأتمني أن يعود الي طبيعته المبدعة القادرة علي الانجاز, وأن يبقي متسامحا متمسكا بأخلاقه الطيبة خاصة في التعامل والتفاعل بين أفراده في الشارع ومكان العمل وفي مختلف ظروف الحياة اليومية, فالشعب المصري المعروف بتدينه, مسلمين ومسيحيين, لا يعرف العنف والقتل والتدمير, كما أنه شعب صبور وحكيم ومتأن في قراراته نتيجة خبرة ورثها من الأجداد عبر آلاف السنين, وما يحدث الآن من سلوك منفلت هو أمر طارئ سيزول قريبا. كل يوم نقرأ في الصحف عن حوادث بشعة لا يصدقها العقل, حوادث كثيرة تفوق المعدل العالمي,وهذه قضية تجب دراستها وايجاد الحلول وابتكار السبل لمواجهتها والقضاء عليها, وهنا يأتي دول المؤسسات الدينية ممثلة في الأزهر الشريف والكنيسة المصرية, والعلمية ممثلة في جامعاتنا العريقة المهتمة بدراسة المجتمع وسلوكياته, ثم مؤسسات الدولة من أجهزة الأمن والنيابة والقضاء, وقضاؤنا مشهور بالشرف والأمانة علي مستوي العالم. كما أنه لا بد أن نترك كل مسئول, تحمل المسئولية وقبل التكليف, يؤدي عمله, فان أجاد عمت الفائدة علي الجميع, وان أخطأ حوسب وفقا للقانون والدستور, ويجب ألا نقف له بالمرصاد ونتصيد له الأخطاء الصغيرة والتقديرية, فطبيعي أن من يعمل يخطئ, المهم ألا يكون هذا الخطأ متعمدا, أو يشوبه فساد أو تربح أو أي شيء يخالف القانون, وألا يكون هذا الخطأ نتيجة قلة الكفاءة أو انعدامها, فكل مسئول في هذا التوقيت يحمل رأسه وتاريخه علي كفه نتيجة هذا الجو المسموم من النقد وتصيد الأخطاء والتخوين وعدم الثقة في النفس وفي الآخرين,وليعلم الجميع أن ما تحقق خلال العامين الماضيين, نتيجة جهد وعرق الرئيس والحكومة, لم يكن ليتحقق في عقود من الزمان مع أي قيادة أخري, لكنها الوطنية الجارفة, والذوبان حتي النخاع في حب الوطن, وتحيا مصر.