وزير التعليم: المراجعات النهائية المجانية تستهدف التخفيف عن كاهل أولياء الأمور    الأوقاف: افتتاح 12 ألف مسجد في عهد السيسي بتكلفة 18 مليار جنيه    الأوقاف توزع 56 طن سلع غذائية من صكوك الإطعام في 11 محافظة    مصر تشهد ارتفاعا ملحوظا فى أعداد السيارات الكهربائية    البرلمان العراقي يتجه لجولة ثالثة من التصويت على انتخاب رئيسه    الأمم المتحدة: 800 ألف فلسطيني أجبروا على النزوح من رفح جنوب غزة    رسالة قوية من الترجي لجماهيره قبل مواجهة الأهلي    توخيل يختمها ب خسارة مع بايرن ميونيخ ... ليلة وداع ماركو رويس.. بوروسيا دورتموند يستعد ل ريال مدريد برباعية أمام دارمشتات ... نجم منتخب مصر يسجل فى تعادل فرانكفورت مع لايبزيج    تجديد حبس الأب المتهم بقتل ابنته وتقطيعها لأشلاء في الجيزة    مصرع شاب وإصابة آخر في حادث مروري بالفيوم    السكك الحديد تعلن تشغيل قطارات إضافية بمناسبة عيد الأضحى المبارك    جامعة دمنهور تحتفل باليوم العالمي للمتاحف    فصائل فلسطينية تعلن استدراج قوة للاحتلال.. وقتل 5 جنود وإصابة آخرين    أعراض الذبحة الصدرية عند الرجال والنساء، وما هي طرق علاجها؟    لافروف: روسيا منفتحة على الحوار مع الغرب بشأن الاستقرار الاستراتيجي    19 صورة لاكتشاف نهر بجوار الهرم الأكبر.. كيف بنى المصريون القدماء حضارتهم    عزة مصطفى: عادل إمام شخصية وطنية.. وكل الشرائح العمرية تحب أعماله    الوالدان يستحقان معاملة خاصة.. الأزهر يناقش حقوق كبار السن بملتقى المرأة الأسبوعي    متحدث فتح: نتنياهو لا يريد حلا.. وكل من يقف جانب الاحتلال سيلوث يده بدماء الأبرياء    «الصحة» توجه نصائح هامة لمرضى الجيوب الأنفية للحماية من التقلبات الجوية    «معلومات الوزراء» يعلن أجندة وبرنامج عمل مؤتمره العلمي السنوي بالتعاون مع جامعة القاهرة    حصاد تريزيجيه مع طرابزون قبل مواجهة إسطنبول باشاك شهير فى الدوري التركي    مذكرة قواعد اللغة الفرنسية للصف الثالث الثانوي 2024.. لا يخرج عنها الامتحان    المعارضة الإسرائيلية: على جانتس الاستقالة اليوم    وزير التعليم: لدينا 46 ألفًا و994 طفلًا من ذوي الهمم.. و159 ألفًا و825 بمدارس الدمج    بالخطوات.. طريقة الحصول على نتيجة الشهادة الابتدائية 2024    خالد المولهي: جميع الفرق الإفريقية تخشى الأهلي داخل أو خارج أرضه (خاص)    برج الثور.. حظك اليوم السبت 18 مايو: عبر عن أفكارك    كوكا يقود تشكيل ألانيا أمام سامسون سبور في الدوري التركي    رسميًا.. إشبيلية يعلن رحيل مدربه بنهاية الموسم    أخبار مصر.. غدا طقس شديد الحرارة ورياح والعظمى بالقاهرة 38 درجة    العلاج على نفقة الدولة.. صحة دمياط تقدم الدعم الطبي ل 1797 مواطن    معلومات عن متحور كورونا الجديد FLiRT .. انتشر أواخر الربيع فما أعراضه؟    هل مواقيت الحج والعمرة ثابتة بالنص أم بالاجتهاد؟ فتوى البحوث الإسلامية تجيب    حزب الله يعلن استهداف تجمعا لجنود الاحتلال بثكنة راميم    «التمريض» تطلب من وزير المالية إعادة النظر في الدعم المقدم للفرق التمريضية    حبس المتهم بسرقة مبالغ مالية من داخل مسكن في الشيخ زايد    حكم شراء صك الأضحية بالتقسيط.. علي جمعة يوضح    مصرع طفلة دهستها سيارة "لودر" في المرج    عاشور: دعم مستمر من القيادة السياسية لبنك المعرفة المصري    مسؤولو التطوير المؤسسي بهيئة المجتمعات العمرانية يزورون مدينة العلمين الجديدة    8 تعليمات مهمة من «النقل» لقائدي القطارات على خطوط السكة الحديد    مصر تنافس على لقب بطولة CIB العالم للإسكواش ب3 لاعبين في المباراة النهائية    السفيرة سها جندي تترأس أول اجتماعات اللجنة العليا للهجرة    محافظة القاهرة تنظم رحلة ل120 من ذوي القدرات الخاصة والطلبة المتفوقين لزيارة المناطق السياحية    فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة يحتل المرتبة الثالثة في شباك التذاكر    «الصحة»: وضع خطط عادلة لتوزيع المُكلفين الجدد من الهيئات التمريضية    انطلاق امتحانات نهاية العام 2024 ب«أعمال الإسكندرية».. وعميد الكلية يتفقد اللجان (صور)    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    محافظ المنيا: استقبال القمح مستمر.. وتوريد 238 ألف طن ل"التموين"    موناكو ينافس عملاق تركيا لضم عبدالمنعم من الأهلي    جهود قطاع أمن المنافذ بوزارة الداخلية خلال 24 ساعة فى مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية    وُصف بالأسطورة.. كيف تفاعل لاعبو أرسنال مع إعلان رحيل النني؟    "الإسكان": غدا.. بدء تسليم أراضي بيت الوطن بالعبور    ما حكم الرقية بالقرآن الكريم؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل: ينبغي الحذر من الدجالين    الفصائل الفلسطينية تعلن قتل 15 جنديا إسرائيليا فى حى التنور برفح جنوبى غزة    الأرصاد: طقس الغد شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء    بالفستان الأحمر.. هانا الزاهد وعبير صبري في زفاف ريم سامي | فيديو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور صبري الشبراوي جراح الإدارة المصري‏:‏
راهنت علي الشباب‏..‏ وثورتهم لم تكن مفاجأة لي

د‏.‏صبري الشبراوي أحد من راهنوا علي شباب مصر في إحداث نهضتها والعمل علي تطويرها فهو أستاذ الإدارة بالجامعة الأمريكية لقب ب‏'‏جراح الإدارة المصري‏'‏ والرئيس السابق للجنة التنمية البشرية في الحزب الوطني عضو مجلس الشوري السابق‏.‏
وهو يرسم معنا مستقبل مصر الذي يتشكل الان وكيف يمكن نقل مصر من الحكم العسكري إلي الحكم المدني وكيف يمكن أن تكون خيرة علماء مصر وشبابها أعضاء فاعلين في رسم هذا المستقبل والأهرام المسائي يقرأ معه حاضر مصر ومستقبلها وخرجنا من تلك القراءة بهذا الحوار‏:‏
‏*‏ كيف قرأت الأحداث التي شهدتها مصر وأبرزها ثورة شبابها؟
‏**‏ يمكنني القول ان مصر كانت‏'‏ حاملا‏'‏ خلال العشرين سنة الأخيرة وتنتظر ولادة جديدة والثورة كانت هي الولادة الجديدة كما أن تلك الثورة هي نتيجة طبيعية لمعاناة شعب وصبر شعب كما أن الشباب الذين فجروها لم يظهروا فجأة أو فعلوا ما فعلوا بلا خلفية معرفية كما أن هؤلاء الشباب لديهم مخزون من التراكمات والضغوط فضلا عن المعاناة التي عاناها ذووهم في الإنفاق عليهم وتعليمهم‏.‏
‏*‏ هل كان منتظرا من الثورة ما حققته من مكتسبات؟
‏**‏ شباب مصر خاصة شباب الثورة هم من يطلق عليهم‏'‏ شباب الندرة العلمية‏'‏ فهو شباب مفتوح علي العالم بحكم التقنيات العلمية الحديثة التي يعتمد عليها في الانفتاح علي العالم خاصة أن الشباب المصري يعيش في مجتمع منغلق منذ عام‏1952‏ حيث عمل الحكم الناصري علي غلق المجتمع المصري علي نفسه وقد شعر المصريون بهذا بمفاجأتهم بنكسة‏1967‏ والتي وضح تأثيرها بشكل خاص علي الشباب ليصدموا بخسارة كبيرة وبالتالي أصبح هؤلاء الشباب في حالة خنوع وخضوع أما شباب الثورة فهم شباب ما بعد انتصارات أكتوبر اعتاد علي الانفتاح علي العالم ومقارنة أوضاعه بأوضاع نظرائه في الدول المختلفة ومن حقه أن يتساءل‏'‏ اشمعني أنا مش كده؟‏'‏ فهو يشعر بأنه لم يحصل علي حقه وبالتالي رفض هذا الوضع وعبر عنه‏.‏
‏*‏ لكن هناك من كان يتهم هؤلاء الشباب بأنهم‏'‏ شباب الفيس بوك‏'‏ المعزول عن عالمه ووطنه السلبي غير القادر علي تحمل المسئولية‏...‏
‏**‏ من اتهمهم بذلك هم من عاشوا عصر الخنوع والخضوع وبالتالي تربي علي الخوف ويري أن هذه الأجيال غير مستعدة أو قادرة علي دفع ثمن الحرية والثورة أثبتت عكس ذلك جملة وتفصيلا وهذا هو سبب الانتقادات والاتهامات الموجهة لهؤلاء الشباب‏.‏
‏*‏ تقول إنك راهنت طوال مسيرتك كانت علي الشباب فلماذا؟
‏**‏ عاصرت مدة إقامتي في الولايات المتحدة الأمريكية العديد من الثورات منها ثورة الشباب في الستينيات وثورة السود لاستعادة حريتهم وهي الفئة التي نشأ بها الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما وعايشت كلا من الثورتين ويمكنني التأكيد علي أن الشباب كفئة عمرية هم أقدر من يقوموا يالثورات خاصة وأن درجة المخاطرة لديهم مرتفعة كثيرا ولا يتجملوا من المسئوليات ما يعيقهم عن ذلك وأخص بالذكر في ذلك شباب الطبقة المتوسطة ودائما ما أصف الشباب بأنهم مثل الذهب بمجرد تلميعه يعود إليه بريقه وأؤكد علي أن الشباب هم أمل الحرية وطالما آمنت بهم في إحداث التغيير‏.‏
‏*‏ هل يعني ذلك أن الثورة بما حققته لم تشكل مفاجأة بالنسبة لك؟
‏**‏ لم تمثل مفاجأة بالنسبة لي علي الإطلاق بكل ما اكتسبته من تحقيق لمطالبها فطوال الوقت وأنا أكتب ضد الفساد وكثيرا ما تطرقت له وهاجمته لكن مصر قبل‏25‏ يناير كانت تسودها ثقافة التشكيك والنكران مما يؤكد أن ندرة مبدعة ولا يسمع ما يكتب في ذلك رغم أهميته‏...‏وأتذكر في ذلك أن غلاف أحد أعداد مجلة المصور عام‏1987‏ نشر علي لساني‏'‏ المصريون مخزون حضاري لم يستثمر بعد‏'‏ ومازلت علي رأيي حتي هذه اللحظة ويحتاجون لإعادة اكتشاف طول الوقت‏.‏
‏*‏ وبماذا تعلق علي ما حدث من محاولات الكثيرين القفز علي الثورة وشبابها ومكتسباتها؟
‏**‏ دائما التغيير والحروب ما يصاحبها وجود الانتهازيين ولكن ذكاء ثورة شباب‏25‏ يناير يكمن في أن لها محركين يمثلون عقلها الذي نظم لها الإيقاع وليس قيادة وبالتالي تجنبت بذلك التربص بالقائد الذي لو أصيب انهارت الثورة فهي ثورة ذكية جدا جدا والشباب قادر علي جعل هؤلاء الانتهازيين منبوذين ومرفوضين‏.‏
‏*‏ وما تفسيرك لانقلاب الكثير من الشباب علي موقفه المؤيد للبرادعي كرمز للتغيير ومرشح مرتقب للرئاسة؟
‏**‏ محمد البرادعي شخصية جيدة ومن المؤكد أنه ساهم في هذه الثورة ولديه خبرة دولية كبيرة ولكن الترشح للرئاسة مسألة أخري تماما فهي انعكاس لرأي الشعب وعن نفسي لم أكن لأتردد عن الترشح لهذا المنصب لو كنت أصغي من عمري الآن بعشر سنوات فلا يمكن حرمان أحد من الترشح لأنه حق أيا كان الشخص‏.‏
‏*‏ هل يعني ذلك أن الشعب هو من يبارك قرار ترشح أي فرد للرئاسة؟
‏**‏ وجهة نظري تنطلق من أنني ضد الإحتكار‏,‏ فالاحتكار يقتل الابتكار ويؤدي إلي الإنهيار في كل القطاعات من الأسرة إلي الشركة إلي المؤسسة إلي الدولة وعلي كل المستويات وما كانت تعيشه مصر قبل‏25‏ يناير هو احتكار للسلطة وللمال الذي أدي بدوره إلي إصابة أفراد النظام كافة بالنرجسية‏;‏ فالرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان محبوبا جدا ولا يختلف أحد علي محبته وتقديره لكنه اتبع نظام المركزية في السلطة مما أدي إلي قوة النظام وضعف الشعب وكانت النتيجة أنه مع موت عبد الناصر ماتت الثورة لأن الشعب ضعيف ومنغلق علي ذاته‏.‏
‏*‏ كيف ترسم معنا مستقبل مصر في هذه المرحلة المفصلية التي تمر بها؟
‏**‏ مستقبل مصر يتحدد بخمسة إجراءات من شأنها النهوض بمصر وتأسيس الدولة المدنية علي أسس صحيحة ولابد أن نجيب عن تساؤل‏'‏ كيف سنبني مصر؟‏'‏ ونشر ثقافة احترام الوقت والعمل وتعظيم قيمة مصر كبلد والتخلي عن ثقافة الإهدار واختيار القيادات التي تمثل إضافة للمواقع التي ستتولي شأنها‏...‏هل تعلمين لماذا انعدم الذوق في مصر لسنوات؟ لأننا كنا شعبا مقهورا ويريد تفريغ ما بداخله ولم يجد إلا هذا الأسلوب‏.‏
‏*‏ وماذا عن تلك الإجراءات؟
‏**‏ أول تلك الإجراءات الاستثمار في البشر وتغيير الخريطة البشرية في مصر وتغيير معالمها تحقيقا لمبدأ‏'‏ إنسان أفضل لإنتاج أفضل لحياة أفضل‏';‏ فلابد من وضع مواصفات لكل مهنة والتقييم المستمر لأداء العاملين بالدولة وتطويره باستمرار فالمصانع والمؤسسات تتقادم لكن الثروة البشرية متجددة باستمرار‏,‏ يتواكب مع ذلك الاستثمار في التعليم والبحث العلمي لأنه الأساس الذي يخرج به العالم نفسه من الفقر ولابد أن تنفق المؤسسات و الهيئات العاملة في مصر علي إختلافها من حسابات تكلفتها علي تدريب من يعملون بها لأن من شأن ذلك زيادة الإنتاجية لاشك ويمكنني القول أنه لا ابتكار بدون بحث علمي ولابد من أن تدعم الدولة العلم لتصبح قادرة علي منافسة العالم فدول كثيرة تقدمت لأنها أنفقت فقط من‏4%‏ إلي‏5%‏ من ناتجها القومي علي البحث العلمي مثلا في حين أن هذا النسبة لم تتخط عندنا‏0.5%‏
‏*‏ كيف تتضمن تلك الإجراءات مواجهة الفساد الذي أصبح مثار الأحاديث الان؟
‏**‏ لابد من محاربة الفساد وبعنف في مختلف القطاعات ولابد من إدارة كل هذه القطاعات بمنهج عالمي في الإدارة العلمية فضلا عن وضع أسس لاختيار القيادات فالإدارة علم ولابد من اختيار القيادات بناء علي عدد من القدرات التي لابد وأن تتوافر فيهم كي يتولوا القيادة كل علي حسب طبيعة القطاع المعني فالاختيار في مصر في هذا الصدد يتم بدون تحديد مواصفات للمسئول ويقابله في الوقت ذاته حصوله علي امتيازات عديدة‏.‏
‏*‏ كثر الحديث عن استغلال لبعض المسئولين لمواقعهم في جني أموال ليست من حقهم واستغلال نفوذهم في تحقيق مكاسب شخصية‏...‏كيف يمكن التعامل مع ذلك من واقع خبرتك؟
‏**‏ لابد من استعادة كل الأموال التي حصل عليها مسئولون سابقون أيا كانت مواقعهم لاعادة تدويرها في خدمة مصر ولابد أن تقوم السلطات المعنية أولا باستعادة تلك الأموال ثم بعد ذلك تباشر التحقيقات والمحاكمات لان ذلك يمثل اولوية أولي في ظرفنا الراهن‏.‏
‏*‏ وكيف يمكن الاستفادة من ذلك في مسألة اختيار القيادات والمسئولين في الدولة في مستقبلنا المرتقب؟
‏**‏ هذه مسألة هامة جدا‏;‏ فلابد أن يتغير أسلوب اختيار الوزراء والمحافظين علي سبيل المثال‏;‏ فحينما يتم اختيار وزراء جدد لابد من طرح ثلاثة أسماء مطروحة لتولي كل وزارة علي أن تمثل الأسماء المرشحة أمام لجنة الإستماع سواء بمجلس الشعب أو مجلس الشوري ثم تعرض علي أعضاء المجلسين وكذلك الأحزاب السياسية لتتم مناقشة هذه الشخصيات واختيار انسبها للوزراة أو المحافظة المعنية ولابد من أن يقدم إقرار ذمة مالية عن ثروته قبل تولي المسئولية‏...‏آن أوان الإقلاع عن أسلوب‏'‏ نجيب ناس تمشي الأمور‏...‏فمصر ليست تكية‏'‏ إضافة إلي الاعتماد علي الندرة العلمية فمصر غنية لكن الإدارة غبية‏.‏
‏*‏ هل لك أن تفسر قيام مسئولين سابقين أخيرا بالكشف عما كان يدور في مواقع المسئولية في العديد من الصحف وتفسير توقيت الكشف عن ذلك؟
‏**‏ المسئولون السابقون أنفسهم هم أسباب الفساد ولا يمكن أن أعلق علي ذلك إلا بأنه نوع من الإنتهازية السياسية واقتناص الفرص وكيف سيتحدثون عن فسادهم وقت توليهم المسئولية وهم السبب الرئيسي فيه وهناك رئيس وزراء سابق بدأ أخيرا في سلسلة حوارات تحدث فيها عن الفساد رغم أنه كان السبب الرئيسي فيه ومنح أراضي لرجال الأعمال في عهده بل كان سببا في انهيار مشروعين من أكبر المشروعات المصرية حينها‏.‏
‏*‏ ما هما هذان المشروعان؟
‏**‏ لن أجيب عن هذا السؤال فالجميع يعلم عمن أتحدث وهذين المشروعين‏.‏
‏*‏ بمناسبة الحديث عن الفساد‏...‏نشر مؤخرا أنك أحد من حصلوا علي فيللا في مارينا بحكم موقعك السابق بالحزب وكذلك مجلس الشوري فبماذا ترد؟
‏**‏ هذه اتهامات لا أساس لها من الصحة فهذه الفيللا قمت بشرائها منذ‏22‏ عاما وقمت بسداد ثمنها علي أقساط وذلك وقت أن كان حسب الله الكفراوي وزيرا للاسكان بل انني قمت باقتراح إنشاء شارع الشانزليزيه دون أن أتقاضي مليما واحدا والذي جنت منه المدينة أرباحا تخطت‏150‏ مليون جنيه‏.‏
‏*‏ تصاعدت أخيرا وتيرة الاحتجاجات الفئوية التي تشتمل علي العديد من المطالب بعد أحداث ثورة‏25‏ يناير‏...‏كيف تقرأ هذا المشهد؟
‏**‏ لابد من اتباع ثقافة إعادة الهيكلة في كل المؤسسات وربط زيادة الرواتب بزيادة الإنتاج وليس تقديم الحلول السريعة بتحقيق زيادة فورية في المرتبات استجابة للمطالب‏.‏
‏*‏ هل يعني ذلك ان الاستجابة للمطالب ستشكل خطورة علي المدي البعيد؟
‏**‏ بالطبع لأن ذلك سيؤدي إلي الإهتمام بضخ النقد المصري في حين أن الإنتاج في انخفاض وبالتالي ستزداد الأسعار وكأننا نحارب في قضية خاسرة‏.‏
‏*‏ يتولي المجلس الأعلي للقوات المسلحة حاليا إدارة شئون مصر فكيف يمكن معاونته علي مهمته في تهيئة مصر للحكم المدني من وجهة نظرك؟
‏**‏ لابد أن يفكر المجلس الأعلي للقوات المسلحة من الان في الاعتماد علي خيرة علماء مصر ومعاونتهم لوضع أسس الدولة المدنية المنتظرة ولابد أن تظهر اللقاءات بين المجلس وهؤلاء العلماء في وسائل الإعلام فلابد من مجموعة مدنية ترسم مستقبل مصر في كل المجالات وهذا هو المنهج الذي سينفي عن المجلس الأعلي للقوات المسلحة التفكير بمنطق عسكري فقط ويقدم دلالة عن انتقال السلطة فعليا مستقبلا لنظام مدني‏...‏ ليس لدينا إلا‏6‏ أشهر فنحن في سباق مع الزمن‏.‏
‏*‏ وهل من المطلوب وضع شباب الثورة في مشهد رسم مستقبل البلاد كما يطالبون ويطالب البعض؟
‏**‏ مجموعة شباب الثورة لا يمكن أن تضع بمفردها رؤية للبلاد لكن لابد للقوات المسلحة من الاستعانة بمجموعة من خيرة شباب مصر كمستشارين لوضع خطة متكاملة لإدارة مصر في المستقبل ثم تكوين مجموعة تنفيذية بناء علي معايير تطرح علي الشعب‏.‏
‏*‏ هل سيكون من السهل الانتقال لحكم مدني في مصر بحكم أنها التجربة الأولي من نوعها في تاريخها؟
‏**‏ بالطبع سيحدث الانتقال لدولة مدنية فارقا كبيرا في وضع مصر وسياستها وتقدمها فدول كالبرازيل واليابان و أسبانيا دول تقدمت بالفكر المدني وأسبانيا تحديدا تحول نظامها من عسكري إلي مدني وأصبحت من أفضل الدول في العالم‏.‏
‏*‏ لكن هناك اجراءات اتخذها الجيش قد تدلل علي قرب حقيقة الانتقال لدولة مدنية بالفعل؟
‏**‏ ما تحقق ليس إلا المطالب التي نادي بها ثوار التحرير فقيمة مصر حاليا علي مستوي العالم أكبر من قيمتها لدي أهلها أنفسهم بسبب هذه الثورة وبسبب ما حققته فقد أثبتت أن الشعب المصري هو شعب متحضر للغاية وأن لديه القدرة الكاملة علي تقرير مصيره بنفسه بعد أن كانت الصورة الذهنية المتكونة عنه أنه شعب كسول وسلبي‏.‏
‏*‏ قد يرتبط ذلك بكيفية التعامل مع الاحتجاجات الفئوية التي تشهدها مصر حاليا ألا تتفق معي؟
‏**‏ أري أنه لابد من نشر ثقافة‏'‏ القناعة الشخصية‏'‏ بمعني أن يمثل العمل والإنتاج بالنسبة للمواطن المصري أهم قيمة وأن يعمل ضعف ما يعمل وينتج ضعف ما ينتج خاصة في المرحلة الراهنة لتعويض ما فقدته مصر من خسائر جراء الأحداث التي صاحبت الثورة وأن تكون العقيدة في ذلك هي‏'‏ بناء مصر‏'‏ فهذا ليس وقت مطالب بل وقت العمل‏.‏
‏*‏ وكيف تري تعامل عدد من الهيئات في مصر مع الأزمات التي تواجهها؟
‏**‏ نحن نعاني سوء إدارة الأزمات فنحن ندير الأزمة بأزمة مثلها والشاهد علي ذلك مثلا إغلاق البنوك فترة طويلة في مصر نظرا لما بها من احتجاجات‏.‏ ولابد ألا تستخدم الحرية بشكل خاطئ فنزيد وتيرة الاحتجاجات والمطالب الفئوية‏.‏
‏*‏ فسر لنا سر التلاحم بين الشعب والجيش طوال أيام الثورة وحتي الان؟
‏**‏ التلاحم كان لأن موقف الجيش كان حضاريا جدا منذ نزوله للداخل وللعلم فالجيش المصري يتمتع عالميا بسمعة طيبة ويوصف بأنه جيش مدني متحضر حتي قبل أحداث‏25‏ يناير كما أنه لم ولن يطلق رصاصة واحدة علي أحد من أبنائه وهو ما شهدناه طوال أيام الثورة ال‏18.‏
‏*‏ هذا يجرنا للحديث عن مشهد اخر وهو العلاقة بين الشعب والشرطة وما طرأ عليها من متغيرات بحكم الأحداث الأخيرة والدعوة لعودة ثقة الشعب في الشرطة‏....‏
‏**‏ المسئولية في تجاوزات الشرطة تقع بين رئيس الجمهورية ووزير الداخلية وضباط الداخلية وأفراد الأمن المركزي للأسف كانوا بمثابة أدوات ساء استخدامها وهؤلاء الضباط والأفراد هم من الشعب ويعانون الإحباط والأزمات مثلنا تماما‏.‏
‏*‏ هل هذا يفسر خروجهم للمرة الأولي في مظاهرات للمطالبة بحقوقهم المادية؟
‏**‏ لابد من الوقوف في صفهم ووضع خطة محددة كي يستردوا بها حقوقهم لأنهم مهضومو الحق بالفعل ولابد أن يتخلي قطاع الشرطة وبالمثل كل القطاعات عن مبدأ‏'‏ سرية المرتبات‏'‏ حيث يتقاضي أفراد دون أفراد رواتب مرتفعة جدا لا تمكن مقارنتها مع رواتب الأدني منهم ودعيني أسوق لكي مثالا علي ذلك بما عايشته من أحداث الأمن المركزي‏1986‏ حيث رأيت في هذه الأيام كيف أن جنود وأفراد الأمن المركزي يتم تجميعهم بأعداد كبيرة في سيارة واحدة في مشهد غير إنساني بالمرة ويشهد الله أنني بكيت بشدة حينما ذهبت إلي أحد البنوك إبان تلك الأحداث ووجدت أحد أفراد الشرطة من حارسي البنك يتناول غداءه بقطعة سميط وملح‏...‏فلماذا يتحمل هؤلاء كل هذه المعاناة ولحساب من خاصة أنها مستمرة حتي الآن‏.‏
‏*‏ وماذا عن إعادة الثقة؟
‏**‏ لابد من إعادة هيكلة الشرطة من جديد بحيث يتم تعليم أفراد الشرطة ثقافة حقوق الإنسان وكيفية التعامل مع المواطنين لإزالة الصورة القديمة المتكونة عنهم وتهيئة مناخ جديد في العلاقة بين الطرفين ولا يكفي ما اتخذه وزير الداخلية من إجراء تغيير شعار الشرطة‏.‏
‏*‏ سؤال أخير‏...‏ هل مصر بحاجة إلي تعديل الدستور أو إلغائه؟
‏**‏ الدستور لابد وأن يلغي ويتم إعداد دستور جديد يتواءم مع الفترة المقبلة والدولة المدنية التي تنتظرها مصر‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.