عصفت رياح الثورة بنقابة المهن التمثيلية في مصر كغيرها من النقابات المهنية, وظهرت حدتها في الاجتماع الذي عقد مساء أمس الاول بنادي النقابة في شارع البحر الاعظم بالجيزة, حيث تمت دعوة اعضائها لاجتماع عاجل اشبه بجمعية عمومية مصغرة لمناقشة طبيعة المرحلة القادمة والاجراءات التي سيتم اتخاذها بعد استقالة مجلس النقابة السابق برئاسة د. اشرف زكي, بينما تتولي تسيير اعمال النقابة حاليا لجنة تضم د. خليل مرسي امين الصندوق ود. سامي نوار وكيل النقابة والمخرج الكبير د. حسين جمعة باعتباره اكبر الاعضاء سنا. وشهد هذا الاجتماع الكثير من الخلافات رغم محاولة خليل مرسي اقناع الحاضرين بضرورة الالتزام بالحوار المتحضر, واحترام الرأي الاخر وعدم التجريح في احد سواء في حضوره او غيابه, وهو مافشل تماما في تحقيقه خلال الاجتماع رغم غياب المؤيدين لاشرف زكي الذين آثروا الابتعاد في حين ان الكثير منهم حضر بالفعل الي مقر النادي. بينما حاول البعض ممن يعرف عنهم الدخول في صراعات طويلة مع النقيب السابق لاغراض شخصية منذ اللحظات الاولي افتعال حالة من العصبية والفوضي وانتزاع الكلمة للتأكيد علي ان اشرف زكي تم اسقاطه اثناء التظاهرات في ميدان التحرير من الفنانين المشاركين ولم يستقل كما قيل او ان المجلس تم حله بناء علي الحكم القضائي الصادر في2 يناير بالغاء القانون رقم100 المختص بتنظيم عمل النقابات, مع الاشارة الي ان كل هذه محاولات من اشرف زكي للالتفاف علي ما تم تحقيقه والعودة مرة اخري. في حين أكد د. خليل مرسي ان هذا الكلام عار من الصحة, مشيرا الي انه حصل علي نص الحكم القضائي من د. تهاني الجبالي نائبة رئيس المحكمة الدستورية العليا والذي ينص علي ان الغاء القانون رقم100 جاء بسبب عدم دستوريته واحتوائه علي الكثير من المخالفات وبما ان الانتخابات النقابية الخاصة بكل النقابات تمت بناء علي هذا القانون فان المجالس الادارية الخاصة بها الغيت بالغاء القانون, والخطوة الواجب اتخاذها الآن هي العودة للقانون القديم السابق لهذا القانون والعمل به والدعوة لجمعية عمومية عاجلة لاجراء انتخابات جديدة, بالاضافة الي ان هذا القرار سار من يوم2 يناير2011 وتمت ابلاغ النقباء به علي مستوي الجمهورية. وعلي الجانب الآخر ظهرت خلافات بين شعب النقابة الداخلية بعد صدام بين محمد ابوليلة من فناني السيرك وبعض الممثلين والمخرجين لوصفهم فناني السيرك بالبلطجية والغوغاء في غمرة العصبية والانفعالات التي تضمنها الاجتماع وهو ماتم الاعتذار عنه فيما بعد, بينما قام الشباب من الحضور بالهتاف في اثناء تصاعد حدة الامور بكلمة سلمية... سلمية... سلمية وهو الهتاف الذي اشتهر في ثورة ميدان التحرير للتهدئة ومنع تصاعد الخلافات. كما تعالت الكثير من الاصوات الرافضة لكلمات مخرجين وفنانين يرون انه علي اعضاء النقابة الاصلاح من انفسهم حتي نصلح حال النقابة بشكل عام وكذلك مجلسها المقبل. وقال الفنان احمد صيام انه اذا كان د. اشرف زكي قد اخطأ فهو ليس خطؤه بمفرده بدليل ان اعضاء النقابة واظبوا علي انتخابه لاكثر من22 عاما فهل يعني هذا اهم تمسكوا بالخطأ طوال هذه المدة من الزمن. اما الفنان جمال اسماعيل فاهتم في كلمته بالاشارة الي ضرورة ان يكون النقيب بعيدا تماما عن اي مناصب حكومية في مؤسسات تابعة للدولة, لان طبيعة منصبه تفرض عليه المطالبة بحقوق الفنانين ضد رؤسائه وهو ماقد يتعارض مع المنصب, في حين يري عدد من المؤيدين لاشرف زكي ان منصبه كنقيب للمهن التمثيلية اثر علي ادائه في البيت الفني للمسرح لانه اهتم بارضاء اعضاء النقابة, وهو مايمكن ملاحظته في التطبيق الصارم لقرار النقابة بمنع غير النقابيين من العمل في مسارح الدولة وهو ما اغضب عددا من المخرجين لعجزهم عن الاستعانة بمواهب متميزة من غير النقابية مع تضييق مساحة الحصول علي تصاريح بالعمل ايضا. وخلال الاجتماع تجددت طلبات الاعضاء الحاضرين بالتشديد علي هذا البند في لائحة النقابة وتعديلها ايضا بحيث لايسمح لجهات الانتاج بتشغيل افراد من غير النقابيين الا بنسبة1% فقط من فريق العمل بعد ان كانت10% حتي تتاح فرصة اكبر لاعضاء النقابة للوجود في الاعمال الفنية, وايضا تفعيل البند الخاص بسعي النقابة لدي جهات الانتاج لتشغيل اعضائها والحرص علي حقوقهم. بينما نادي مجدي ادريس بتفعيل قرار الضبطية القضائية وتحميل الاعضاء مسئولية الابلاغ عن المخالفات في الاعمال الفنية التي يشارك كل منهم فيها, وهو القرار الذي كان اشرف زكي قد اعلن عنه من قبل ولاقي الكثير من الانتقادات والسخرية بسببه, والذي يعطي الحق لنقابة المهن التمثيلية بالقبض علي اي ممثل يعمل بدون تصريح او عضوية النقابة وايضا تحريك دعوي قضائية ضده وضد جهة الانتاج. ومن جانب آخر تم توزيع بيان بعدد من الطلبات وصل الي36 طلبا قابلة للزيادة وحضر الاجتماع عدد قليل من النجوم وحرص اغلبهم علي الاستماع دون الادلاء باي كلمات ومنهم محمود حميدة ويسرا اللوزي وحنان مطاوع وجلال الشرقاوي وسوسن بدر ومحمد عبدالحافظ, وممن كانوا خارج الاجتماع حنان شوقي واحمدعبدالعزيز وانتصار وماجد المصري.