أنا سيدة أقترب من الثلاثين, تزوجت في بدايات عشرينياتي زواج صالونات من رجل كان يعمل في إحدي الدول العربية وأنجبت منه طفلي الأول, وأثناء حملي في طفلتي الثانية توفي في حادث فعدت إلي بلدي وبعد مرور سنوات قليلة تعرفت عن طريق الأقارب علي شخص متزوج وأب لثلاثة أطفال. تقدم للزواج مني لأنه كما قال لم يعد يحب زوجته ذات المشاكل الكثيرة ولا يجرؤ علي طلاقها بسبب الأبناء, وافقت عليه لسعادتي بقبوله لوجود أطفالي معي لكن بعد وقت قصير مللت من هجره لي لفترات تطول كثيرا بحجة انشغاله بزوجته وأبنائه الذين لا يعلمون بأمر زواجنا, ورغم اتفاقنا في البداية علي عدم الإنجاب إلا أنني قررت الإنجاب منه أملا في عودته لي وتوطيد علاقتنا لأحصل علي نفس اهتمامه بأسرته الأولي, لكنه عندما علم بحملي ثارت ثورته وأجبرني علي الإجهاض في ظروف مؤلمة ليس وقت الحديث عنها. المشكلة الآن أنه لا يستطيع مسامحتي علي إقدامي علي الحمل دون إذنه, وأنا لا أستطيع مسامحته علي إجباري علي إجهاض طفله... هل تري أملا في استمرار الحياة بيننا وماذا يجب أن أفعل لمداواة هذه الآلام عند كلينا ؟ يجيب علي المشكلة الدكتور مدحت عبد الهادي استشاري العلاقات الزوجية قائلا: سيدتي هذا مقطع من رسالتك يوضح سبب زواجك من هذا الرجل بالتحديد وافقت عليه لسعادتي بقبوله لوجود أطفالي معي ومقطع آخر يكشف سبب زواجه منك تقدم للزواج مني لأنه لم يعد يحب زوجته ذات المشاكل الكثيرة فبالله عليك هل يعقل أن تقرري الزواج فقط لهذه الأسباب ؟ هل ناقشتيه في نوعية المشاكل الكثيرة التي تسببها له زوجته ؟ هل راجعت نفسك ربما كنت تملكين نفس قناعات زوجته الأولي تجاه نفس الأشياء فتتسببين له في نفس المشكلات ؟ إن ما حدث بينكما حتي الآن هو نتيجة طبيعية للأسباب الواهية التي تزوجتما من أجلها.. الزواج يا سيدتي أساسه تأسيس البيوت وإعمارها يعني بيت بنأسسه ونبنيه وليس بيت إيجار بهدف المتعة المؤقتة ولحين ميسرة أو لغاية ما تفرج! نعم.. إن راجعت نفسك جيدا ستكتشفين أن قراركم بالزواج كان بغرض المتعة فقط, والدليل أن كل واحد منكما بعد الزواج همه ليس إنجاحه ولكن همه هو الحفاظ علي بيته وأسرته الأولي الأمل الوحيد أمامكما هو الجلوس معا لتحديد الأسباب الحقيقية التي جمعتكما, ومراجعتها مع واقعكما وتحديد مسئوليات كل طرف ووضع خارطة طريق لتوزيع تلك المسئوليات بينكما, وأيضا تحديد ما هو مطلوب من كل طرف لإنجاح هذا الزواج.. علي أن يكون منهجكما خلال الحوار هو المكاشفة والمصارحة الفجة التي تعبر عن واقع وحقيقة احتياجاتكما النفسية والعقلية والعاطفية والجسدية من بعضكما لبعض.. سيدتي السعادة الزوجية واستمرار الزواج هما غاية تحتاج إلي مجهود الطرفين لبلوغها, وليست مجرد محطة تنتهي بمجرد الوصول إليها... فالزواج عملية مستمرة تحتاج إلي طرفين يأكلان معا, ينامان بجوار بعضهما البعض, يتحاوران معا وأيضا ينجبان! هذه هي الروابط التي تقوي العلاقة وتضمن لها الاستمرارية وتتولد عنها العشرة التي ستشعرك بالأمان والاستقرار, وهذا يفسر إحباطك وشعورك بعدم الأمان بعد أن أجبرك علي الإجهاض, لذلك يجب عليك تصحيح وضعك معه لتصبحي زوجة ثانية لها كل الحقوق ولست مجرد خليلة لإشباع غرائزه وشهواته فقط.. يمكنكما أيضا أن تلجآ لاستشاري علاقات زوجية ليساعدكما علي فهم رغباتكما ودوافعكما الحقيقية, ومساعدتكما أيضا في فهم الفروق الشخصية بينكما لتحديد أنسب طرق التفاهم... مع خالص تمنياتي لكما بالنجاح والسعادة.