السعادة الزوجية مفهوم نسبي لا يسهل قياسه وتعميمه.. وهو يعني فيما يعني رضا الزوجين عن حياتهما الزوجية بشكل عام وبدرجة عالية. وترتبط السعادة الزوجية بنجاح العلاقة الزوجية في وظائفها ومهماتها والتي تتمثل في الجوانب التالية: تأمين العيش المشترك، والسكن والحب، وتلبية الرغبات النفسية والعاطفية والجنسية للطرفين، وفي إنجاب الأطفال وتربيتهم، وفي تلبية متطلبات المنزل والمعيشة، وفي تحقيق المتطلبات والأدوار الاجتماعية المتنوعة، وغير ذلك. وتتأثر السعادة الزوجية بالنجاح أو الفشل (النسبي) في تحقيق الوظائف السابقة بالنسبة للزوج أو الزوجة أو كليهما وبشكل مرض ومقنع. وبعض العلاقات تنجح في تحقيق عدد من الوظائف الزوجية، ولكنها تفشل في بعضها الآخر.. ولا بد من القول بأن العلاقة الزوجية هي مشروع طويل الأمد يتطلب الإعداد والجهد والجد وفيه مسؤوليات متنوعة.. وكلما أنجزت مهمات معينة ظهرت مهمات ومسؤوليات أخرى يجب إنجازها. وتتأثر السعادة الزوجية بعدد من المشكلات الحياتية مثل عدم الإنجاب، والضعف الجنسي عند الرجل أو البرود الجنسي عند المرأة، ويمكن لكل ذلك أن يخلق زواجًا تعيسًا مضطربًا. -الشخصيه النكدية: وأيضًا فإن الشخصية النكدية، أو الشخصية الأنانية، أو الشخصية العدوانية المضطربة، أو الشخصية ضعيفة المهارات.. يمكن لها إذا كانت تنطبق على أحد الزوجين، أن تحول الحياة الزوجية إلى جحيم وإلى مشكلات لا تنتهي. -الملل الزوجى: ويلعب الملل الزوجي أو الفتور الزوجي دورًا كبيرًا سلبيًا في التعاسة الزوجية.. وأسبابه متنوعة، وبعض أسبابه ترتبط بالمجتمع وثقافته، وتكوين الزوجين وثقافتهما وعقدهما النفسية وتاريخهما الأسري. وفي حالات الملل الزوجي تزداد المشكلات الزوجية ويزداد الخصام والصراخ والسلبية وابتعاد كل طرف عن الآخر في نشاطاته وأهدافه اليومية.. ويلجأ البعض إلى الاستغراق في العمل أو في هوايات أو نشاطات خاصة يهدف من خلالها أن يثبت نفسه وأن يخفف من إحباطاته وأن يعطي نفسه شيئًا من التوازن والمتعة والتجديد، ولكنه يضيف بذلك مزيدًا من الضغوط على علاقته الزوجية ويساهم بزيادة تسميم أجوائها. -علاقات فاشلة: ومن الممكن أن يتورط أحد الزوجين في علاقة عاطفية فاشلة أو مزيفة أو متسرعة.. يمكنها أن تضيف إلى مشكلات العلاقة الأصلية المضطربة، وربما تؤدي إلى مرحلة اللاعودة أو الطلاق. ومن الممكن بالطبع حدوث الترميم أو الإصلاح أو التجدد خلال مرحلة الملل الزوجي.. وربما يكون الملل والروتين والجمود دافعًا طبيعيًا إلى تجدد العلاقة وإلى اقتراب الزوجين من بعضهما في كثير من الحالات.. وأخيرًا. ** مفاتيح العلاقة الزوجية: لا بد من التأكيد على أن السعادة الزوجية والعلاقة الزوجية الناجحة ترتبط مفاتيحها بعدد من الأمور والصفات والسلوكيات، ومنها: المسئولية، والتفاعل، والتعاون، والمشاركة، والحوار، والصداقة، والحب، والحساسية للطرف الآخر، وعين الرضا، والتكيف، والتوافق، والتكامل، والمرونة، والواقعية. وأيضًا فإن العلاقة الزوجية تبدأ وتكبر وتنضج وتشيخ وتموت.. ولا بد من التنبه لهذه الدورة الطبيعية والتدخل المستمر لرعايتها وتصحيح أخطائها ومشكلاتها وضمان حياتها لسنوات طويلة. ولا بد من تقديم كل العون للعلاقة الزوجية ومساعدتها على الاستمرار في تحقيق أهدافها وسعادتها من قبل أطراف العلاقة أولًا ومن قبل الأهل والأصدقاء والمجتمع ثانيًا.. ولابد من وجود خدمات متخصصة لرعاية الأسرة والزواج وتقديم الدعم والنصح والعلاج في حالات المشكلات الزوجية والأسرية. والكلمة الطيبة لها دورها دائمًا.. وكذلك الحوار والتفاهم ورفع الظلم وتعديله وأخذ كل ذي حق حقه.. وتبقى السعادة الزوجية مطلبًا وحلمًا يسعى الجميع نحوه.