القاضي ضربة في رأس سيد البلد

عن أداء أسوان أمس قل ما تشاء, فهذا الفريق الذي اعتبره البعض ظاهرة كروية قد تنتهي في أي وقت أثبت بما لايدع مجالا للشك أنه بالفعل يستحق لقب الحصان الأسود لبطولة الدوري العام في هذا الموسم.
فعلي الملعب السعيد لا يعرف الأسوانيون طعم الخسارة وبالأمس كان علي موعد جديد مع انتصار آخر علي الاتحاد السكندري ليزيد من أوجاعه وهمومه التي لاتنتهي, خاصة أن هزيمته أمس هي الرابعة علي التوالي مع مدربه البرتغالي ليونيل بونتيس.
ولم يكن فوز أسوان المستحق وليدا للصدفة بل نتاج عمل وجهد لجهازه الفني بقيادة عماد النحاس المدرب الواعد الذي وضعاسمه في مصاف المدربين الكبارمتفوقا علي كثير من المديرين الفنيين الذين يقبضون عشرات الآلاف من الدولارات وأيضا من الجنيهات والبرتغالي بونتيس واحد منهم.
فنيا كان أسوان في قمة تألقه وأهدر أهدافا بالجملة من بينها جمل تكتيكية رائعة ومنها هجمتان لإيريك تراوري وأمير عابد صورة طبق الأصل من هدفي إيفونا وعمرو جمال في مرمي الزمالك ولولا عدم التوفيق وبعض الدلع لعاد سيد البلد إلي الثغر بفضيحة مدوية
في المقابل ومن تصريحات ليونيل بونتيس المدير الفني للاتحادبعد اللقاء يمكن تلخيص الحال الذي وصل إليه سيد البلد, فالرجل خرج ليقول إن النتيجة العادلة هي التعادل وإنه خسر بأخطاء فردية, فأي عدالة كان يتحدث عنها البرتغالي ومنافسه قد أهدر7 فرص محققة لاتضيع, وأي أخطاء تلك التي تحدث عنها وفريقه مهلهل ولم يكن قادرا علي مجاراة لاعبي أسوان لا فنيا ولابدنيا وتكفي كوارث خط ظهره خاصة قلبي الدفاعبازوكا وعمرو نبيل اللذين بث فيهما البوركيني إيريك تراوري الرعب في كل كرة كانا يتسلماها. وكانت ركلة الجزاء التي احتسبت لمصلحة الاتحاد في الشوط الأول فرصة ذهبية للتعادل وأطاح بها مدافعه هشام شحاتة خارج المرمي نقطة فاصلة في دفة اللقاء,.
ومن خلال اللقاء الذي أداره عوض سعفان ولم يكن موفقا في معظم قراراته هناك العديد من النقاط التي أفرزها سيناريو البداية والنهاية.
النقطة الأولي أن فريق الاتحاد السكندري جاء إلي أسوان مستقلا قطار النوم قبل المباراة بيوم ولمدة16 ساعة مرهقة فتأثر لاعبوه بهذا الإرهاق. والنقطة الثانية هي الإدارة الجيدة للقاء من عماد النحاس المدير الفني لأسوان والذي صنع شخصية كروية للفريق, فلم يعد يتأثر بغياب لاعب أو أكثر حتي ولو كان هذا اللاعب بحجم فؤاد سلامة وحمادة السيد وإبراهيم الشايب.
أما النقطة الثالثة والتي تؤكد احترام سيد البلد لممثل الصعيد فهي حرص مدربه علي اللعب بثلاثة من لاعبي الارتكاز هم عاشور الأدهم وهاني سعيد وعبد الرحمن فاروق مقابل لاعبين فقط من أسوان هما محمد رزق وعبدالله فاروق.
وتبقي النقطة الرابعة التي لفتت الانتباه في جملتين رائعتيننفذهما إيريك وأمير عابد في حالتين شديدتي الشبه بجمل الأهلي في لقائه الأخير أمام الزمالك, مما يؤكد وعي النحاس الجيد واستفادته من الأستاذ زيزو.
وعودةلمجمل أحداث هذه المباراة فقد بدأها أسوان بطريقته المعتادة1/3/2/4 بالاعتماد علي سرعات البوركيني إيريك ومن خلفه أسامة مرعي وشكري نجيب والفيومي الذي وظفه النحاس وعلي غير العادة في مركز جديد هو قلب خط الوسط, فيما غلب علي طريقة الاتحاد الطابع الدفاعي الذي لم يلتزم به اللاعبون.
هي5 دقائق فقط تملكت خلالها حمي البداية لاعبي الاتحاد السكندري وفيها كانت صدمة هدف اللقاء الوحيد الذي سجله المدافع إبراهيم القاضي برأسية مستغلا عرضية أحمد عبد العزيز من ضربة حرة من خارج الصندوق بعدها تعددت فرص أسوان إلي أن احتسب الحكم ركلة جزاء لزعيم الثغر أهدرها لاعبه الأعسر هشام شحاتة. لم يهتز عماد النحاس عندما تعرض لاعب ارتكازه محمد رزق للإصابة فدفع بسيد الشبراوي في مركز الظهير الأيمن, وأعاد أمير عابد نجم المباراة لمركز لاعب الوسط المدافع فأجاد وقدم واحدة من أجمل مبارياته, فيما كان دفاع سيد البلد مهتزا مع كل كرة عرضية أو طولية في العمق لينتهي الشوط الأول بالتقدم الأسواني.
في شوط المدربين الثاني كان لابد وأن يغامر بونتيس لإدراك التعادل فدفع بالمهاجم محمد شعراوي بدلا من الجامبي علي داربو ويتحسن حال زعيم الثغر نوعا ما, ثم عاد ليشرك كريم مانش علي حساب المدافع هشام شحاتة, ليرد عليه عماد النحاس بتغييرين دفعة واحدة بإشراك حمادة يحيي ومحمد فوزي تريكة بدلا من شكري نجيب ومحمد الفيومي, ويتواصل مسلسل إهدار الفرص السهلة لأسوان الذي استغل سقوط منافسه بدنيا, خاصة بعد أن ألقي ليونيل بونتيس بآخر أوراقه الهجومية بإخراج عاشور الأدهم والدفع بمصطفي جابر ليكتفي أسوان بهدفه الغالي الذي سيكون دافعا قويا لاستكمال مشواره الصعب في المباريات القادمة.
أسوان عزالدين عبدالعزيز
وثيقة المباراة
حقق الفريق الكروي الأول بنادي أسوان فوزا غاليا علي الاتحاد السكندري بهدف مقابل لاشيء في اللقاء الذي جمع بينهما في ستاد أسوان في الجولة18 للدوري الممتاز. ورفع أسوان رصيده إلي22 نقطة فيما تجمد رصيد الاتحاد عند22 نقطة. وسجل هدف المباراة الوحيد إبراهيم القاضي في الدقيقة الخامسة من عمر اللقاء.
التشكيل
أسوان: محمود رضا- أمير عابد- إبراهيم القاضي- باسم عيد- أحمد عبد العزيز- عبدالله فاروق- محمد رزقسيد الشبراوي- محمد الفيومي محمد فوزي- شكري نجيبحمادة يحيي- أسامة مرعي- إيريك تراوري.
الاتحاد: محمود السيد- محمود شعبان- محمد بازوكا عمرو نبيل- هشام شحاتةكريم مانش- عاشور الأدهم مصطفي جابر- هاني سعيد- عبد الرحمن فاروق- علي داربومحمد شعراوي أحمد الألفي- هيرمان كواو.
النحاس: القادم أفضل
وصف عماد النحاس المدير الفني لأسوان الانتصار بالغالي الذي منح الفريق ضربة بداية قوية في الدور الثاني وخطوة نحو التقدم لمركز جيد في جدول الترتيب. وأشاد النحاس بمستوي لاعبيه مشيرا إلي أن فريقه هدد المرمي السكندري عدة مرات ولم يحالفه التوفيق الكامل في تسجيل سوي هدف وحيد خرج به فائزا.
وأكد النحاس أن الفترة المقبلة ستشهد نتائج رائعة لأسوان مع اكتساب الثقة بشكل أكبر.
بونتيس: الأخطاء وراء السقوط
اعترف ليونيل بونتيس المدير الفني للاتحاد السكندري بأن هناك أخطاء فردية للاعبيه أدت لهذه الخسارة, وقال بونتيس الذي هنأ أسوان بالفوز أنه لابد وأن نعيد الثقة للاعبينا مهما حدث, كما لابد من التركيز في المباريات القادمة لإسعاد الجماهير, خاصة أن هذا الفريق لايزال في مرحلة الإحلال والتجديد ونحن نقاتل من أجل استقراره. وحول تأثير الأزمات التي يتعرض لها الفريق علي استمراره في مهمته, خاصة أن الخسارة أمام أسوان هيالرابعة علي التوالي, قال المدير الفني يجب أن يعلم الجميع أن مصلحة زعيم الثغر فوق مصلحة أي لاعب أو مدرب وأنه مستمر حتي يستكمل المهمة.
حكاية الانسحاب والعودة
في الجنوب
فتح الدكتور حسن عبد القادر رئيس نادي أسوان النار علي جميع المسئولين وعلي رأسهم الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب وأحد أبناء محافظة أسوان وكذا المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة بسبب معاناة ناديه وعدم قدرته علي توفير تكاليف سفر الفريق في مباراة الزمالك القادمة بالقاهرة.
وقال عبد القادر في حديث لإحدي القنواتالفضائية علي الهواء أمس وقبل بداية مباراة فريقه مع الاتحاد السكندريإن هناك ضغوطا شديدة من أعضاء مجلس إدارة ناديه لإعلان انسحاب الفريق رسميا من بطولة الدوريمكتفيا بما قدمه من عروض جيدة بالدور الأول, وأضاف عبد القادر أن الديون تحاصر ناديه من كل جانب سواء من فندق إقامة اللاعبين بأسوان أو في القاهرة, وبالتالي فهو لايجد مكانا لائقا يمكن أن يستضيف فريقه قبل مباراة الزمالك يوم الخميس الماضي, علاوة علي أن هناك مليونا ومائة ألف جنيه مطلوب تدبيرها لمستحقات اللاعبين من الدفعة الثانيةلعقودهم قبل يوم الثلاثاء المقبل.
ووجه رئيس نادي أسوان اللوم للدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب وأحد أبناء محافظة أسوان علي عدم توليه مهمة الدفاع عن نادي محافظته بمخاطبة المسئولين بالدولة بشأن دعمه ماليا علي وجه السرعة باعتباره ناديا جماهيريا وشعبيا يمثل صعيد مصر في الدوري الممتاز, كما وجه الدكتور حسن عبد القادر نفس العبارات من اللوم والعتاب الشديدين لوزير الشباب والرياضة الذي- وعلي حد ما قال- لم يدعم ناديه إلا ب700 ألف جنيه في الوقت الذي يغدق فيه علي مراكز شباب وأندية بالملايين.
وكشف عبد القادر عن أن وزير الشباب قام بصرف200 ألف جنيه لأسوان منذ أيام وفي اليوم التالي أرسلت الوزارة مطالبة لنا بنفس المبلغ كمستحقات لها مقابل إيجار الإستاد الذي نلعب عليه مبارياتنا.
من جانبه, قام المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة بالاتصال برئيس نادي أسوان داخل مقصورة الإستاد أمس, حيث دار بينهما حديث قصير لإنهاء الأزمة.