مهزلة حقيقية ربما تعتبر الأسوأ في تاريخ النادي الأهلي علي مدار تاريخه الطويل تسببت فيها رابطة مشجعي النادي ألتراس التي احتشد من أعضائها قرابة ال20 ألفا في ستاد محمود مختار التتش لإحياء الذكري الرابعة لشهداء مذبحة ستاد بورسعيد التي راح ضحيتها72 مشجعا أهلاويا. وأخل الألتراس بكل الاتفاقيات بينهم وبين إدارة النادي من التزام السلوك الحضاري في عملية تأبين زملائهم وكادوا أن يتسببوا في كارثة حقيقية بعد أن وجهوا السباب والشتائم بألفاظ نابية يعاقب عليها القانون لرموز الدولة بالإضافة إلي الهجوم علي مؤسسات الوطن بدعوي أن زملاءهم لقوا حتفهم ضحية مؤامرة, بالرغم من عدم وجود دليل علي اتهامات الألتراس, وامتد الأمر إلي رفع لافتات تحمل عبارات مخلة وبذيئة لمهاجمة وسب رموز الدولة بشكل علني وفاضح ربما كان أقلها وطأة جمهور الأهلي لايعتذر للقتلة وصورة أخري لقيادات في القوات المسلحة كانت تدير البلاد وقت وقوع مذبحة بورسعيد في مطلع شهر فبراير من عام2012. واتخذت إدارة النادي الأهلي برئاسة محمود طاهر موقفا مماثلا لرئيس نادي الزمالك في محاربة الألتراس, تمثل في عدة إجرءات, أهمها إصدار بيان رسمي يدين تصرفات الجمهور وإرسال إدارة النادي خطابا رسميا إلي وزارة الداخلية من خلال اللواء شيرين شمس مدير عام النادي يتضمن طلبا بمنع الألتراس من دخول النادي ليعلن النادي اعتباره رابطة الألتراس خارجة علي القانون وتخوض معركة ضد الوطن في ظروف تحتاج لتكاتف الجميع وجاء تقدم محمود طاهر ببلاغ للنائب العام ضد من هاجموا الدولة ترجمة لهذا الواقع بعد أن أصبحت الرابطة مصدر رعب حقيقي وكذلك أي مباراة للفريق بالرغم من أن ذلك من الأمور التي يصعب التحكم فيها إلا من خلال تجمعات أعضاء الرابطة أو إعلانهم عن حضور مباراة أو مران وبدأ الأمر أمس بشكل عادي..توافد الجمهور علي النادي منذ الصباح وبدأ الاحتشاد في المقصورة الرئيسية حتي امتلأت مدرجات التتش ثم هدوء تام من الجماهير لم يطل كثيرا قبل أن يرددوا هتاف يوم ما أبطل أشجع هكون ميت أكيد وأجري الجمهور تشكيلات لصور الراحلين في مذبحة ستاد بورسعيد مثل:محمد مصطفي وأنس محيي الدين عبد الرحمن ومحمد محروس يوسف ويوسف حمادة يوسف ومصطفي عصام محمد وإسماعيل كمال إسماعيل وكريم أحمد عبد الله وأحمد وجيه ومحمود صابر بوسف وأحمد طه حسين وأحمد خاطر السيد وأسامة صلاح الدين محمد ومحمود أحمد عبد الحميد ومحمود سلامة محمود محمد ومحمد عبد الله عبد القادر وإسلام أحمد وإسلام حسن محمد وأحمد عطوان عطية ثم رفع الجمهور لافتة مكتوب عليها مكملين وشارك لاعبو الأهلي الجمهور في تأبين الشهداء بارتداء قمصان تحمل الرقم72 واستمر الوضع كذلك حتي الساعة الخامسة ليبدأ الألتراس في شن هجومهم الضاري الشرس علي مؤسسات الدولة ووزاراتها السيادية التي تتمثل في وزارات الدفاع والعدل والداخلية بعد أن فوجئ القائمون علي النادي بأن الألتراس استمر قرابة السبع ساعات في المدرجات بعد أن حضروا مران الفريق الأول لكرة القدم ولم تفلح محاولات اللواء شيرين شمس مدير عام النادي في إقناع الألتراس بالانصراف أو علي الأقل الكف عن توجيه هذا الهجوم لمؤسسات الدولة ورموزها وزاد الموقف سوءا بعد أن نشبت خلافات حادة بين أعضاء الرابطة في المدرجات إثر اعتراض بعض أفراد الجمهور علي تصرفات زملائهم التي جعلت من الألتراس مصدر رعب وأخلت بالهدف الأساسي من تأسيس الرابطة الذي يتمثل في مساندة جميع فرق الأهلي وزاد من صعوبة الموقف غياب أي قوة للشرطة عن محيط النادي بالرغم من أن مثل هذه المناسبات دائما تتمركز علي الأقل قوة من قسم قصر النيل وقوات من الأمن المركزي بقطاع غرب القاهرة, بالإضافة إلي أن أعضاء الرابطة انتشروا في أروقة النادي بشكل سبب إزعاجا للأعضاء العاملين الذين ردد بعضهم: هذا ليس جمهور الأهلي..جمهور النادي الحقيقي انقرض محمود طاهر يطلب النجدة اضطر محمود طاهر رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي إلي السير علي خطي عبد العزيز عبد الشافي زيزو القائم بأعمال المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الذي سبق الجميع بالنادي في الاعتذار لمؤسسات الدولة وخاصة القوات المسلحة علي تجاوزات رابطة مشجعي النادي ألتراس وهتافاتها المسيئة ضد رموز القوات المسلحة. بيان جاء نصه كالتالي:تمجلس إدارة النادي الأهلي وهو يؤكد علي اعتزازه الكامل بشهدائه في مذبحة بورسعيد, وتقديره اللامحدود لدور جماهيره في مساندة ناديها, لتحقيق البطولات والانتصارات علي مر العصور, لكن في ذات الوقت يرفض مجلس الإدارة شكلا ومضمونا كافة الإساءات التي صدرت عن البعض من الجماهير في ملعب التتش في حق أي من مؤسسات الدولة والتي تحظي جميعها بالتقدير والاحترام الكامل من النادي الأهلي ومجلس إدارته وجماهيره, والكل يفخر بهذه المؤسسات الوطنية ويساندها وفي مقدمتها القوات المسلحة الدرع الواقي للبلاد ورجال الداخلية الذين يمثلون الأمن والأمان, ولا ينكر جاحد دور كلاهما البارز في عودة الحياة من جديد للملاعب الرياضية, وإنقاذها من المصير المجهول. كما يرفض المجلس وبقوة أية إساءة صدرت في حق رموز هذه المؤسسات الوطنية سواء كانوا السابقين أو الحاليين وجميعهم أعطي لمصرنا الغالية ولا يستحق إلا الثناء والتقدير, ومجلس إدارة النادي وهو يدين بشدة هذه التصرفات الخارجة, يناشد جماهير الأهلي أن تنبذ أي عنصر يخرج عن الآداب العامة, خاصة وأن مثل هذه الإساءات المرفوضة في حق مؤسسات الدولة ورموزها لا تتماشي أبدا مع قيم ومبادئ نادينا التي نعتز بها علي مر الأجيال. نجوم المزايدات محمد عبد الرحمن واصل لاعبو كرة القدم وخاصة لاعبي الأهلي المضي قدما في زيادة التعصب والعنف لدي الجماهير مستغلين الذكري الرابعة لحادث مجزرة ستاد بورسعيد الأليمة التي أودت بحياة72 من مشجعي القلعة الحمراء في الأول من فبراير عام2012 بنشر عبارات علي مواقع التواصل الاجتماعي تزيد من حالة الاحتقان بدلا من تبني فكرة المصالحة ومحاولة تهدئة الأمور والمساعدة علي إغلاق تلك الصفحة بأقل خسائر. الأمر الذي اعتبره البعض نوعا من المزايدة غير المطلوبة من قبل لاعبي كرة القدم خاصة وأنها مزايدة خاسرة تساعد علي العنف وحث جماهير الألتراس المضي قدما في مخططها للأخذ بالثأر من جماهير المصري لتصبح الأمور في مصر كأنها غابة تحكمها القوة والبلطجة. وفي مقدمة اللاعبين الذين نشروا عبارات علي مواقع التواصل الاجتماعي محمد أبو تريكة نجم الأهلي السابق الذي كتب علي حسابه الخاص: في يوم ذكراهم لن ننساهم, رحم الله شهداء النادي الاهلي وجميع الشهداء ورزق ذويهم الصبر وأنزل علي قلوبهم السكينة والطمأنينة. وكتب الحارس شريف إكرامي تغريدة له أحيا من خلالها الذكري الرابعة لأحداث المجزرة بنشر صورة لشعار الشهداء وكتب1 فبراير2012 يوم لن ينساه التاريخ وكتب محمد بركات لاعب الأهلي السابق: لن ننساكم ستظلوا في القلب, اللهم ارحمهم واغفرلهم وكذلك سيد معوض: اللهم ارحمهم واغفر لهم واجعلهم من أهل الجنة وأحمد فتحي: أنتم في القلب, رحم الله الشهداء. ولم يقتصر الأمر علي لاعبي الفريق القدامي والذين أعلنوا اعتزالهم حيث شارك اللاعبون الشباب الذين لم يكن أحد يعرفهم عندما وقعت المجزرة حيث قال رمضان صبحي:72 شهيدا في قلب كل أهلاوي, سنظل نخلد ذكراكم حتي نلقاكم وكذلك سعد الدين سمير الذي قال: شهداء الأهلي في القلب.. اللهم اجعل مثواهم الجنة وزميله رامي ربيعة: ربنا يرحمهم ويغفر لهم وكذلكتمحمد هاني: في جنة الخلد إن شاء الله.. ربنا يرحمكم ولن ننساكم وعمرو جمال:74 شهيدا في القلب لن ننساكم. وكانت المزايدات أكبر من الوافدين الجدد الذين كانوا ينتمون لأندية أخري ومنهم لاعبون من أندية القناة حيث نعي أحمد الشيخ لاعب وسط الأهلي المنتقل حديثا من صفوف فريق مصر المقاصة الشهداء حيث قال الشيخ عبر حسابه الرسمي علي تويتر: لن ننسي ولن نسامح.. ولن نفرط في حق من سالت دماؤهم في بورسعيد. نفس الوضع أحمد حجازي كتب علي حسابه: في الجنة إن شاء الله برغم أنه كان لاعبا في صفوف الإسماعيلي وصالح جمعة القادم من نادي إنبي الذي كتب علي حسابه: سنخلد ذكراكم حتي نلقاكم ولن ننساكم حتي الجابوني ماليك إيفونا الذي حضر إلي الأهلي منذ شهور بسيطة وقد لا يعلم شيئا عما حدث ولكنه فضل السير علي نفس النغمة وكتب علي حسابه:72 شهيدا في القلب. وابت الصفحة الرسمية للنادي الأهلي أن تلتزم الصمت بل نشرت عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك72 صورة بعدد ضحايا الأهلي, برسالة قالت فيها أربعة أعوام قد مرت علي فراق اثنين وسبعين من أنبل وأوفي مشجعينا! أربعة أعوام ولم ننساكم قط.. ولن يحدث. إلا زيزو نشب خلاف حاد بين أعضاء رابطة الألتراس إثر رغبة بعضهم في توجيه هتافات تحمل عبارات اللوم والعتاب إلي عبد العزيز عبد الشافي زيزو القائم بأعمال المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي إثر قيامه بالاعتذار لمؤسسة القوات المسلحة عن تجاوزات الألتراس ضد الجيش وذلك في27 ديسمبر الماضي في اليوم ذاته الذي شهد حكم محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة بحل مجلس الأهلي برئاسة محمود طاهر. أزمة الشيكولاتة محمد أبوالعينين لا تزال مشكلات الرعاية تهدد استقرار النادي الأهلي, ففي واقعة مؤسفة, اندلعت أزمة بين عدد لا بأس به من أعضاء مجلس الإدارة ومسئول تنفيذي كبير في النادي بسبب هدايا الشيكولاتة الفاخرة, التي تم الاستيلاء عليها من قبل المسئول وتوزيعها علي مجموعة من أصدقائه المقربين, رغم أن الهدايا التي أتت من أحد رعاة النادي وهي شركة متخصصة في إنتاج الشيكولاتة طلبت توزيعها علي المسئولين بشكل عام بخلاف جهات تولت تغطية حدث توقيع عقد انضمام الشركة إلي حملة رعاة النادي الأهلي في الفترة المقبلة. وتحدث أكثر من عضو في المجلس مع محمود طاهر رئيس النادي عن مصير20 علبة شيكولاتة فاخرة كان من المفترض أن يتسلموها ثم يجري توزيعها علي العاملين في النادي ممن أخلصوا في عملهم ولم يثيروا مشكلات وقت حل المجلس وغموض موقف صرف الرواتب الشهرية وعدم التقصير مطلقا في أداء واجباتهم تجاه النادي وهي لفتة كان يراهن عليها عدد من الأعضاء في تقديم شكر أدبي للعمال في النادي الأهلي.