دائما مايأتي في خاطري علاقة النظم الرياضية بفلسفة الاستدامة في ظل التطور الهائل الذي يشهده العالم في الاستفادة من المقومات التي تتضمنها منظومة الرياضة في اي دولة من الدول المتقدمة في الرياضة فالمتعمق في قيم الرياضة اللوجيستية يجد نفسه أمام نظريتين حديثتين نظرية الاستدامة ونظرية التفكير بين المؤسسة والانسان- والمؤسسة هنا من المؤكد اني اقصد بها المؤسسة الرياضية. ولكن ما احب ان اركز عليه من خلال هذه الكلمات هو كيفية تأصيل مفهوم الاستدامة في الرياضة وما تشتمل عليه من ممارسات ادارية وتنظيمية وفنية وانشائية وقانونية- فالاستدامة مصطلح يشار اليه باللغة الانجليزية ب(sustainability) وهو مصطلح يوضح لنا كيفية الإبقاء علي النظم الحيوية متنوعة ومنتجة بالرغم من مرور الوقت- كما انها تنسحب أيضا إلي العالم البشري لتضع لنا مفهوما جديدا يستهدف كيفية الحفاظ علي نوعية الحياة التي نعيشها علي المدي الطويل ومن ثم يؤكد كيفية الحفاظ علي العالم الطبيعي والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية.. والشاهد أنه من الوهلة الأولي لطبيعة الكلمات والمفاهيم والعبارات السابقة انها تقودنا الي نتيجة واحده ألا وهي طبيعة علمية قد يظن البعض انها رؤية معقدة او بعيدة عن الفكر الاداري الرياضي. لكن تأتي الإجابة عن هذا الاستفهام قولا واحدا بان هذه هي طريقة التفكير في الرياضة ومؤسساتها في العالم الآن. والمتابع لتطور النظم العلمية في إدارة المؤسسات الرياضية علي مستوي العالم يجد ان الاتحاد الدولي لكرة القدم قد طرح مؤخرا احد أهم البرامج التدريبية( كرة القدم من اجل الكوكب) الذي يمثل احد أهم البرامج التي تعمل علي تطبيق مفهوم الاستدامة في المجال الرياضي من خلال مجموعة من العلاقات التحليلية للعديد من الوسائل التي تتعدد استخداماتها في المجال الرياضي مثل( الاعتماد علي الطاقة الشمسية بدلا من الطاقة الكهربائية في الملاعب الرياضية- تحديد نسب الانبعاثات الكربونية الواجب تطبيقها من خلال اجهزة وادوات النقل التليفزيوني وفقا للنسب العالمية والتي لاتمثل ضررا علي صحة اللاعبين والتي بالفعل تم تطبيقها في كاس العالم بالبرازيل2014- نظم الاستفادة من المخلفات الورقية مثل تذاكر المباريات في الملاعب والاستادات الرياضية- نظم تشغيل الاضاءة في غرف ملابس اللاعبين ونظم تشغيل الاضاءة في الملاعب وطرق التحكم فيها وفقا للكثافة الجماهيرية وقرب دخول وخروج اللاعبين- الاستخدام الأمثل لملاعب النجيل الطبيعي وملاعب النجيل الصناعي ونظم التحكم في جودة كل نوع وطرق الاستفادة القصوي منهما وفقا لطبيعة الممارسة الرياضية ووفقا لنتائج الابحاث العلمية في هذا الشأن) والعديد من الأمثلة التطبيقية في هذا الإطار. الأمر الذي يقودنا الي عدة نتائج مستخلصة من خلال هذا النهج. اولا: انه لاتوجد ادارة مؤسسية ناجحة لاتعتمد علي تطبيق المعايير في كل المجالات بغية الوصول الي التميز المؤسسي. ثانيا: ان الاستدامة لا تنسحب فقط إلي الجوانب البيئية إنما تتخطي ذلك بكثير إلي نظم الاستخدام الأمثل للمنشأة ونظم الاستخدام الأمثل للموارد البشرية وكيفية وضع نظم وقواعد قانونية تتميز بالاستدامة لفترات طويلة في ظل امتلاك رؤية بعيدة المدي وفق معايير التنبؤ المستقبلي بما سوف تصل إليه الرياضة في كل مجالاتها ثالثا: كيفية الاستخدام الأمثل للموارد المالية في عملية الانفاق علي الرياضة وكيفيه تحليل العلاقة بين عمليات الإنفاق وحد المنفعة في الحساب الدقيق لمعدلات الإنفاق والعوائد المتوقعة. كل هذا يحققة معيار واحد من معايير التميز المؤسسي في المجال الرياضي فما قولنا اذا طبقنا كل المعايير. ودائما أقول ان هناك نجاحا منطقيا من المفترض عندما نحققة لا يمثل لنا مفاجأة أو دهشة وهناك نجاح الدهشة نجاح الأول ليس محليا أو قاريا بل عالمي وأوليمبي هو ذلك الذي اقصده والذي لن يتحقق إلا بتطبيق العلم.