«هناك أمثلة عديدة لرواد الفكر الرياضى الذين ساهموا بقدر كبير فى وضع بعض القواعد والأسس الرياضية فى مصر على مدار تاريخها الرياضى منهم على سبيل المثال عبده صالح الوحش وفتحى نصير ود. كمال درويش وغيرهم الذين قدموا وشاركوا فى العديد من الدراسات والأبحاث العلمية وإن كانت الفرصة لم تتح لهم لتطبيق أبحاثهم ودراساتهم الأكاديمية على أرض الواقع بسبب المعوقات المشخصنة وسوء الإدارة وتعاقب الوزراء والمسئولين فى هذا الشأن وكل بأسلوب عمل مختلف غير ممنهج وفق أسس ثابتة وخطة عمل طويلة المدى».من بين هؤلاء د. محمد فضل الله أستاذ التشريعات القانونية والرياضية بجامعة حلوان سابقًا وأستاذ القانون الرياضى بالجامعة الأمريكيةبالإمارات الذى يوضح ويحلل المشاكل والمعوقات التى تواجه المنظومة الرياضية المصرية والحلول المقترحة لحلها وعلاجها خلال هذا الحوار.. ? ما هى العوامل التى ساعدتك على تنفيذ أبحاثك ودراساتك فى الإمارات مقارنة بما واجهته من مصاعب فى مصر؟ ?? الإدارة الرياضية علم وقواعد وأسس، وقد بح صوتى من كثرة انتقاد الأساليب الإدارية التى عفا عليها الزمن التى ينتهجها بعض المسئولين الذين لم يعيروا انتباهًا أو اهتمامًا بالدراسات والأبحاث والحلول المقترحة لعلاج عيوب الرياضة المصرية فى الوقت الذى استعانت بى بعض الأندية الإماراتية لوضع الأسس القانونية واللوائح، ثم استعانت بى الجامعة الأمريكيةبالإمارات لتدريس برنامج ماجستير القانون الرياضى، وهو أول برنامج على مستوى العالم يمنح درجة علمية فى القانون الرياضى.. والسؤال هنا لماذا؟! لأن هذه الدول تسير وفق نظرة مستقبلية واستراتيجية علمية لتحقيق أهداف محددة وليس بنظرة محدودة تشوبها العديد من الأخطاء الإدارية! ? ولكنك ساهمت بدور فى مسودة قانون الرياضة المصرى الجديد ثم انتقدته؟ ?? انتقدت بعض البنود التى وجدت أنها مجرد تعديلات لقانون 77 لسنة 75 والمعدل بالقانون 51 لسنة 78، فيما يخص تجريم المنشطات فلا يجوز معاقبة المنشطات الرياضية جنائيًا بموجب نص مُطلق دون الخوض فى مجموعة من التفصيلات القانونية المرتبطة بهذا الشأن فلا يعقل أن تتساوى العقوبة المرتبطة بهذه العقاقير المنشطة التى تندرج تحت قائمة المخدرات والمنبهات بمنشطات الدم أو مدرات البول ولا يصح أن تتساوى العقوبة بين لاعب بالغ عاقل أو بطل لم يتجاوز 10 سنوات وأيضًا لا يعقل أن تتساوى العقوبة بين مسابقة رسمية أو تعاطى المنشطات خلال التدريبات وأيضًا لم يوجد نص مستقل مرتبط بتعاطى المنشطات لخيول الفروسية. وما هى عقوبة اللاعب الذى يرفض الخضوع للتحاليل الطبية التى يجب أن تكون بنص إلزامى فى القانون.. وماذا عن ألعاب المنازلات (الملاكمة والكاراتيه.. وغيرها) والتى تخضع للضرب المباح المباشر والذى يفنده القانون الجنائى بنصوص خاصة. كذلك لم أجد نصًا صريحًا لإلزام الأندية والاتحادات الرياضية بضرورة التأمين على اللاعبين! بخلاف لائحة الثمانى سنوات التى شهدت جدلًا كثيرًا. ? إذن ما هى مقترحاتك للنهوض بالرياضة المصرية؟ ?? قدمت دراسة علمية ممنهجة مستقبلية تتضمن عشرين بندًا من شأنها النهوض بالرياضة المصرية من حالتها المتدهورة والتى يمكن أن تضعها ضمن مصاف الدول المتقدمة خلال عشر سنوات فى ظل تحليل علمى لكافة النظم الدولية فى الإدارة الرياضية والتى تتضمن التحليل العلمى للنماذج الاقتصادية ذات الارتباط بالعمل المؤسسى الرياضى والتحليل الكمى وضرورة وجود آلية استراتيجية لمساهمة القطاع الخاص الدولى والمحلى فى التمويل الرياضى مع عقد شراكات مؤسسية وضرورة وجود آلية لزيادة التدفقات النقدية دون التأثير على الموازنة العامة للدولة وإبرام الشراكات مع الجهات الرياضية الدولية متعددة الأهداف الرياضية.. مع التوازن الاقتصادى للتخطيط طويل المدى وقصير المدى والتأسيس البنائى للبنية التحتية ووضع آلية للبناء التشريعى للنظم واللوائح الرياضية العالمية وتنفيذ آلية العالمية لجودة المؤسسات الرياضية وكيفية تدريب الكوادر والقيادات الرياضية وانتقاء المواهب الرياضية وإتباع المنهج العلمى فى تحديد الحوافز والمكافآت وتنفيذ آلية العالمية والعلمية وتأسيس الإدارة المركزية للإحصاء التى تعمل على التحليل النوعى للمعدلات والبيانات الرياضية وتأسيس المختبر العلمى والمتابعة والتقييم واستخدام البحوث العلمية فى المجال الرياضى وتحديد الهوية الرياضية المصرية وفق الإطار الاقتصادى والفنى. ? هل ترى أن المشاكل التى تمر بها كرة القدم المصرية لها وضع خاص؟ ?? السؤال هنا كيف تتقدم كرة القدم المصرية فى ظل المعوقات التى تواجهها.. كيف يصل عدد طلاب المدارس إلى 20 مليون تلميذ وقاعدة الممارسة لا تتخطة 70 ألف لاعب فقط!.. كيف تتقدم كرة القدم فى ظل أجهزة فنية تقوم باختيار لاعبى المنتخب من مقصورة الاستاد دون استخدام الأجهزة العلمية للتحليل والقياس.. كيف تتقدم فى ضوء تحويل الملاعب الرملية إلى نجيل صناعى فقط دون الاستفادة أو وضع هدف مستقبلى من هذه المنشآت هل هى للممارسة والترفيه أم لتوسيع القاعدة واكتشاف المواهب؟ كيف تتقدم الكرة فى ضوء المجاملات فى اختيار الأجهزة الفنية للمنتخبات؟! ? هل أنت مع عودة روابط الجماهير (الأولتراس).. وما هى الحلول المقترحة للقضاء على شغب الملاعب؟ ?? أنا ضد المسميات التى انتهت من أوروبا بالفعل والقضاء المصرى انتهى من هذه القضية بحكم قاطع ونهائى، ولكنى مع عودة جماهير الكرة الحقيقية التى تحترم الملاعب وتذهب للمتعة والترفيه كما نشاهد فى الملاعب الأوروبية.. وللقضاء على شغب الملاعب يجب أولًا أن تملك الدولة قانونًا لشغب الملاعب وأن يكون هناك تسويق الكترونى لتذاكر المباريات وتطبيق اشتراطات الأمن والسلامة والدخول الالكترونى من خلال بوابات الاستاد بالهوية الشخصية وتأسيس الشراكة بين الاتحاد المعنى بكرة القدم والأندية والمؤسسات التعليمية لوضع بروتوكولات الحضور لطلاب المدارس والجامعات كما هو الحال فى اليابان والصين الذين يتيحون الفرصة للطلاب والتلاميذ حضور المباريات وتثقيفهم وتعليمهم التشجيع المثالى المحايد منذ الصغر مع إعطاء مميزات تشجيعية للملتزمين كحوافز دراسية ومنح علمية على مدار العام بخلاف الحوافز والمكافآت المالية والهدايا العينية التى تقدمها الشركات المختلفة للمشجع المثالى مع ضرورة وضع شريحة تأمينية على تذاكر المباريات والوضع فى الاعتبار الزيادة التدريجية لأعداد حضور المباريات. ? هل تستطيع المؤسسة العسكرية حل المعادلة الصعبة للرياضة المصرية؟ ?? أندية الشرطة والجيش ليست معرقلة لقانون الرياضة الجديد كما أشيع فهى أندية لها إدارات مستقلة وتعد أندية محترفة بالفعل لتوفير ميزانية خاصة وملاعب وإدارة وجمعية عمومية مستقلة ونظم مالية سليمة، بل إنها أندية تجذب اللاعبين والشباب من فئات المجتمع المختلفة مقارنة بالأندية الشعبية التى تحولت إلى أندية اجتماعية ذات اشتراك مالى مغالى فيه واقتصرت ممارسة الرياضة فيها على أبناء الأعضاء العاملين فقط! كما أن اللواء د. مجدى اللوزى رئيس جهاز الرياضة العسكرى قام بوضع خطة واضحة من أجل تقنين أوضاع الأندية التابعة للقوات المسلحة التى تملك أكثر من 350 منشأة رياضية فى جميع محافظات مصر جميعها مطابقة تمامًا لكافة المعايير الرياضية الدولية التى تشترطها الاتحادات الدولية. ? ما رأيك فى الطريقة التى أجريت بها قرعة التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم؟ ?? مهزلة وهى الأسوأ فى تاريخ اللعبة على مستوى العالم ولم تتم وفق معيار الرتبة أو المشاركة كما هو الحال فى أوروبا التى تتبع أسلوب المجموعات لإتاحة الفرصة لجميع الدول وأيضًا فى تصفيات آسيا، ولكن هدف الاتحاد الأفريقى تسويقى أكثر منه رياضى! ? هل الرياضة تلتهم نصيبًا كبيرًا من الناتج القومى؟ ?? بالفعل وهذا نتيجة عدم وضع استراتيجية علمية بين المسئولين والاتحادات الرياضية لأنه من المنطقى أن تساهم الرياضة فى زيادة الناتج القومى وليس العكس، بل إن هناك دولًا نشطت اقتصاديا من خلال الرياضة مثل البرازيل واستراليا.. فكيف يكون هناك نص فى قانون الرياضة الجديد يطالب بتخصيص جزء من الناتج القومى فى مادة دستورية بدلًا من أن تضيف الرياضة إليه مما يدل على عدم تفهم واضح لطبيعة الإدارة الرياضية.