قال أساتذة جامعات وخبراء إن جامعات ما بعد ثورة25 يناير لابد أن تدعم المشاركة السياسية, واشاروا إلي ضرورة السماح بالنشاط السياسي داخل الجامعات وتدريب الطلاب علي الحوار والتركيز علي التثقيف السياسي وأن يتم التركيز علي مشاركة الطلاب في الانتخابات الطلابية. أكد الدكتور أحمد جلال حلمي عميد كلية العلوم بجامعة القاهرة أن الطلاب يحتاجون إلي التعبير عن أنفسهم, وانه لابد أن تكون هناك ضوابط لاعادة دمج النشاط السياسي داخل الحرم الجامعي, حيث مضت فترة ليست بالقليلة لم يمارس فيها الطلاب أي نشاط سياسي داخل الجامعة. ونبه إلي خطورة عدم احتكاك الطلاب بأعضاء هيئة التدريس, خاصة أنهم القدوة في التفكير والتعامل, وانه يجب علي الأساتذة وضع النماذج والأساليب لتفتيح أذهان الطلاب ليتم ترغيبهم في عملية الحوار, خاصة أن هذا يعد حقا أصيلا للطلاب علي الاساتذة, بالإضافة إلي ضرورة وجود شخصيات من خارج الحرم الجامعي ذات فكر واضح وبناء تساعد الطلاب علي بناء الشخصية المستقلة القادرة علي تحديد المشكلة وطرق حلها. وشدد علي ضرورة تعلم الطالب كيفية ممارسة حقه من خلال الاتاحة للآخرين الفرصة لسماع أصواتهم, أما بخصوص الانتخابات الطلابية فيجب أن تبدأ بالشكل الجدي بحيث يتأكد الطالب من أن صوته هو المؤثر والفعال, وأنه يجب السماح للطلاب باختيار الأنشطة التي يرغبون فيها, ويجب تعليمهم آليه التعامل في العمل الجماعي, وضرورة معرفة أن الطالب المعاق له قدرات خاصة يتميز بها عن غيره. وأكد الدكتور إبراهيم الهدهد وكيل كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر أهمية التثقيف السياسي للطلاب داخل الحرم الجامعي, باعتبارهم يشكلون الحلقة الأهم من حلقات الأجيال التي تقود البلاد في المستقبل, وهذا يجب أن يتم من خلال قنوات مشروعة يقوم علي وضع قواعدها أساتذة سياسة وتكون في إطار منسق حتي لا تؤدي إلي حدوث الفوضي. وأضاف د. إبراهيم أن ذلك يجب أن يكون من خلال تكوين أسر طلابية.. يشرف عليها الأساتذة علي مستوي الجامعات والكليات, كما أن الأسر الطلابية هي الطريق الوحيد لاجراء انتخابات حرة ونزيهة, حيث تعد الانتخابات قمة الممارسة العادلة للحرية السياسية, ولذلك يجب أن يتم تنظيم ندوات ولقاءات مع فقهاء القانون لاجراء عمليات التثقيف. وتؤكد د. عالية محمد المهدي عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أن مستقبل التعليم الجامعي سيختلف تماما في السنوات القليلة القادمة بعدما أصبح الشباب الجامعي أكثر دراية بالأوضاع السياسية والاجتماعية مما سيؤثر علي حجم وطريقة الممارسات السياسية داخل الجامعة بشكل كبير. وتوقعت عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية إقبالا كبيرا علي المشاركة في الانتخابات الطلابية علي عكس السنوات السابقة التي شهدت أقل نسب مشاركة في الانتخابات لضعف ثقة الطلاب في أهمية وجدوي المشاركة, أما الآن فأصبح لديهم وعي ودراية بكل ما يجري بل ولديهم إرادة لتحديد مصيرهم في كل شيء وبالتالي داخل الجامعة التي تمثل مستقبلهم. وتضيف أنها بصفتها عميدة لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية تعي جيدا أن شباب هذه الكلية تحديدا علي درجة كبيرة من الوعي السياسي الذي يؤهلهم لاستثمار نتائج ثورة يناير التي تهدف المصلحة وطنهم.