بعد سنوات طويلة من المعاناة تحول حلم أهالي مدينة المحلة الكبري إلي حقيقة بعد أن ودع ركاب محطة السكك الحديدية للأبد الطرق والأساليب البدائية التي ظلت تعمل بها المحطة في نظام حجز التذاكر الورقية واستخراج الاشتراكات اليدوية لمواعيد القطارات التي عفا عليها الزمن واختفت من الوجود حتي في مصر بعد استجابة مسئولي هيئة السكك الحديدية لاستغاثات ركاب المدينة وموظفي المحطة التي أطلقوها عبر الأهرام المسائي التي حملت علي عاتقها مسئولية مساندة المتضررين وتوصيل صوتهم للمسئولين لحل مشاكلهم وهمومهم وما يكدر عليهم صفو حياتهم حتي تم دعم المحطة منذ عدة أيام بأجهزة كمبيوتر حديثة لتعرف طريق التكنولوجيا الحديثة وتدخل عصر التطور الذي غاب عنها منذ50 عاما نتيجة التجاهل والإهمال. وأعلن محمد مراد المدير المالي لمحطة قطارات المحلة العريقة أن المسئولين بالهيئة قرروا مؤخرا ميكنة المحطة بإدخال الأنظمة المتطورة بما يتناسب مع العصر الحالي ودول العالم المتقدم, بعد القيام بتزويد المحطة بأجهزة كمبيوتر للعمل بنظام الحجز الإلكتروني للمسافات الطويلة والقصيرة وفي جميع الدرجات المختلفة كخطوة أولي, مشيرا إلي أن تحركات الهيئة جاءت لتخفيف المعاناة عن الركاب الذين يتوافدون بأعداد هائلة يوميا سواء من الموظفين أو طلاب الجامعات المختلفة وعمال شركة غزل المحلة ومصانع القطاع الخاص وغيرهم من جميع الطوائف من أبناء المدينة والوافدين إليها من محافظات مصر ومعظمهم يفضل السفر بالقطارات لالتزامهم في أعمالهم بمواعيد محددة حيث كان هؤلاء يواجهون صعوبة سواء في حجز التذاكر أو استخراج الاشتراكات ويضطرون للجوء إلي محطات المدن المجاورة مثل طنطا أو المنصورة وسمنود وأحيانا القاهرة والإسكندرية لاستخراج الاشتراكات الحديثة وحجز مواعيد القطارات وأضاف أنه تمت أيضا الموافقة علي تكليف هيئة الإنتاج الحربي للبدء في إجراء عمليات إحلال وتجديد وترميم شاملة لمبني المحطة بالكامل وعلاج جميع تشققات وتشرخات الأسقف والجدران بمكاتب الموظفين للحفاظ علي أرواح العاملين من أي خطر داهم وتبليط رصيف المحطة في الاتجاهين, ووضع دراسة لعلاج تسرب المياه الجوفية بأرضية وجدران نفق مرور المشاة أسفل القطارات بإنشاء بيارة ومحطة شفط جديدة للمياه خلال الفترة المقبلة لعلاج المشكلة بشكل جذري ويذكر أن محطة قطار المحلة التي تم بناؤها علي غرار محطة سيدي جابر بالإسكندرية من حيث الطراز والشكل والمدخل ظلت في طي النسيان وبعيدة عن بؤرة الاهتمام وأي أعمال تطوير منذ تشغيلها رسميا في نوفمبر1955 وسط العديد من علامات الاستفهام للاستمرار في الاعتماد علي الطرق والأساليب البدائية في حجز التذاكر الورقية لمواعيد القطارات رغم أنها تخدم مدينة عمالية كبيرة تستقبل يوميا الآلاف من الزائرين لما تمثله من معقل صناعي وتجاري كبير بل أصبحت المحطة تمثل خطرا داهما علي حياة وأرواح الموظفين بعد تساقط أجزاء من أسقف مكاتب حجز تذاكر الدرجة الثالثة نتيجة تآكل حديد التسليح بنسبة90% بخلاف الحالة المتردية من تآكل وشروخ لأسقف وجدران مكاتب الدرجة الأولي والثانية وهو مادفع رئيس المحطة مؤخرا إلي تحرير محضر رسمي بقسم الشرطة يتضمن إثبات حالة كما قام العاملون بإرسال العديد من الاستغاثات لمسئولي الهيئة لمطالبتهم بسرعة التدخل لحماية أرواحهم بينما كانت الخطورة الحقيقية والمؤلمة بعد المعاينة التي أثبتتها مهندسة الصيانة والإنشاءات والتي كشفت عن وجود رشح وتسريب للمياه من حوائط وأرضية نفق الدرجة الثالثة الخاص بمرور المشاة أسفل القطارات وهو ماينذر بوقوع كارثة في أي وقت حتي رصيف المحطة والذي يصل طوله إلي حوالي80 مترا عاني هو الآخر حالة الإهمال واللامبالاة بسبب العيوب الفنية التي شهدها الرصيف خلال عملية تطويره منذ فترة والتي جاءت غير مطابقة للقياسات الفنية في إنشائه لوجود مساحة حوالي30 سم تبعد بين الرصيف وعربات القطارات وأصبحت هذه الفجوة بمثابة مصيدة في انتظار سقوط العديد من الضحايا الأبرياء سواء أثناء الصعود أو الهبوط لعربات القطارات.