محطة السكة الحديد بمدينة المحلة الكبري قلعة الصناعة المصرية في المحطات التاريخية حيث افتتحها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في الثامن من نوفمبر عام 1955 علي نفس غرار وتصميم محطة سيدي جابر بمدينة الإسكندرية هي عنوان المدينة الصناعية الكبيرة التي تستقبل آلاف الزائرين والوافدين للمدينة بالإضافة لآلاف العمال العاملين بشركة غزل المحلة وشركات ومصانع القطاع الخاص الأخري وطلاب الجامعات. ولكن ذلك لم يكن كافيا لوضع المحطة التاريخية ضمن خطة تطوير وتحديث محطات السكة الحديد التي شهدتها كثير من المدن والمحافظات وأهملها حتي تآكلت أسقف مكاتبها وتشققت جدرانها وتسربت المياه الجوفية إلي أنفاق مرور الركاب أسفل القطارات. المحطة التاريخية لاتزال تعمل بالطرق البدائية فالحجز بالمحطة بالتذاكر الورقية القديمة وعمل الاشتراكات اليدوية مما يضطر الركاب لحجز تذاكرهم وعمل اشتراكاتهم بالنظام الإلكتروني الحديث من خلال محطات سكة حديد بعض المدن المجاورة مثل طنطاوالمنصورة وأحيانا القاهرة. وصرح أحد المسئولين بالمحطة طلب عدم ذكر اسمه بأن المحطة كانت قد تسلمت بالفعل أجهزة حديثة ومتطورة من الكمبيوتر والحاسب الآلي من أجل البدء في تطوير نظام العمل داخل المحطة بالنظام الإلكتروني ولكن هذه الأجهزة تم تشوينها داخل المخازن واستمرت بداخلها لفترة طويلة جثة هامدة حتي حضرت لجنة فنية لتركيب وتشغيل هذه الأجهزة ولكنها فشلت في ذلك وأثبتت اللجنة في محضر رسمي بأنه لا يمكن تشغيل هذه الأجهزة الحديثة لعدم وجود شبكة معلومات وشبكة كهرباء ومكيفات ولوحات للكهرباء وتم استعادة هذه الأجهزة مرة أخري دون تشغيلها أو الاستفادة منها. تشقق الأسقف والجدران أما المشكلة الثانية التي أصبحت تهدد بكارثة داخل محطة سكة حديد المحلة الكبري فهي تآكل أسقف مكاتب المحطة وحديد التسليح وحدوث شروخ وتشققات في جدرانها خاصة مكاتب حجز الدرجتين الأولي والثانية وأمام ذلك قام رئيس المحطة بتحرير محضر رسمي بذلك لإثبات هذه الحالة المتردية والتي أصبحت تمثل خطرا داهما علي العاملين بالمحطة. كما أرسل العاملون بالمحطة العديد من الاستغاثات لمسئولي الهيئة لمطالبتهم بسرعة التدخل لحماية أرواحهم ولكن للأسف لم يتحرك أحد. امتدت حالة التدهور إلي نفق مرور الركاب الخاص بالدرجة الثالثة حيث شهد النفق تسرباً لمياه جوفية ورشحاً في جدرانه. أما رصيف الركاب بالمحطة والذي يبلغ طوله حوالي 80 مترا فقد تبين وجود عيوب فنية به بعد أن تمت عملية تجديده مؤخرا. يقول الدكتور حسين بحر إن محطة سكة حديد المحلة الكبري يتردد عليها أعداد كبيرة يوميا حيث يفضلون القطارات في وسيلة مواصلاتهم ولكنهم أصبحوا يواجهون صعوبات بالغة في حجز التذاكر وعمل الاشتراكات حيث لاتزال المحطة تعمل بالطرق القديمة والبدائية وهو ما يضطرههم للجوء لمحطات أخري في المدن المجاورة مثل طنطاوالمنصورة أو القاهرةوالإسكندرية للحجوزات وعمل الاشتراكات بالنظام الإلكتروني الحديث المعمول بها في كل مكان باستثناء محطة سكة حديد المحلة الكبري. يقول مسعد عبدالرحمن بالمعاش أنه من الغريب والعجيب أن تشهد محطتا سكة حديد قرية محلة روح ومدينة سمنود تطويرا وتحديثا ويكون العمل بهما بنظام الحجز الإلكتروني بينما مدينة كبري بحجم المحلة الكبري لاتزال بعيدة عن التطوير وتعمل محطة السكة الحديد بها بالنظام البدائي الذي اختفي من حياتنا. يؤكد ماهر مصطفي كامل - صاحب مطبعة - النفق الذي يعبر منه الركاب للصعود لركوب القطار أصبح غارقا في المياه مما يتعذر المرور منه ويضطر بعض الركاب للقفز لعبور القضبان للوصول إلي الرصيف المقابل ركوب القطارات القادمة من طنطا متوجهة إلي المنصورة ودمياط وهو ما يمثل خطورة علي حياتهم كما أن كبار السن والسيدات لا يستطيعون أن يفعلوا ذلك. أشار أيمن قادوس - موظف - إلي أن هناك فجوة شاسعة بين الرصيف وعربات القطار شهدت الكثير من الحوادث وتهدد حياة الركاب بالسقوط فيها أثناء الصعود والنزول من عربات القطار. واستكمالا للملف الذي كان قد فتحه "المساء" بشأن مشاكل محطات السكة الحديد في أنحاء الجمهورية فإننا نضع محطة سكة حديد مدينة المحلة الكبري قلعة الصناعة المصرية أمام جميع الجهات المسئولة ونؤكد لهم أن محطة سكة حديد المحلة تتطلب سرعة التدخل لإنقاذها وسرعة تطويرها وتحديثها بما يتناسب مع ثقل وحجم المدينة الصناعية والتجارية الكبري وقبل أن تقع كارثة.