ربما تكون مفاجأة للكثيرين أن يعرفوا أن محطة سكة حديد مدينة المحلة هى التى استوحى منها الأديب الراحل عبد الحى أديب قصة فيلم باب الحديد، حيث كان يسكن على بعد خطوات قليلة منها فى شبابه كما لايعلم كثيرون أن مدينة المحلة كان لها خطان للسكة الحديد، الأول هو خط سكة حديد الدلتا، والثانى تابع لسكة حديد مصر وذلك على عكس باقى المدن المصرية، فقد قام بتجديدها وإنشاء مبنى الركاب الجديد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1955 على غرار محطة سيدى جابر بالإسكندرية من حيث الطراز والشكل والمداخل. وأصبح تاريخ هذه المحطة العريقة على حافة الخطر والانهيار بعد أن أصبحت تشكل تهديدا لأرواح الموظفين والعاملين بها بل وجميع المترددين عليها بسبب تآكل الأسقف وحديد التسليح رغم قيام رئيس المحطة بتحرير محضر رسمى فى فبراير 2013 بقسم الشرطة يحمل رقم 44/ 8155 أحوال يتضمن إثبات حالة بخصوص سقوط أجزاء من أسقف مكاتب حجز تذاكر الدرجة الثالثة وتآكل حديد التسليح بنسبة 90٪ بخلاف الحالة المتردية لأسقف وجدران مكاتب الدرجة الأولى والثانية التى تعانى من شروخ كبيرة. كما قام العاملون بإرسال العديد من الاستغاثات لمسئولى الهيئة مطالبين بسرعة التدخل لحماية أرواحهم، لكن إلى الآن لم يتم الرد على شكواهم، وتكمن المشكلة فيما أسفرت عنه نتائج المعاينة التى أجرتها مهندسة الصيانة والإنشاءات من وجود رشح وتسريب لمياه من حوائط وأرضية نفق الدرجة الثالثة الخاص بمرور المشاة أسفل القطارات والتي أوصت باستدعاء إدارة الكبارى لتحديد مصدر المياه وعلاجه، لكن حتى الآن لا يزال تسريب المياه مستمرا والمشكلة قائمة دون النظر لأساسات النفق المعرضة لحدوث هبوط، وفي الوقت نفسه فإن رصيف المحطة الذى يصل طوله إلى نحو 80 مترا به عيوب فنية جراء الصيانة التي تعرض لها والتى جاءت غير مطابقة للقياسات الفنية لوجود مساحة حوالى 30 سم بين الرصيف وسلالم عربات القطارات، حيث أصبحت هذه الفجوة بمثابة مصيدة تلتهم العديد من الضحايا الأبرياء سواء فى أثناء الصعود أو الهبوط لعربات القطارات. واستمرارا للمعاناة امتدت المشاكل أيضا لتنال من الركاب المترددين على المحطة وعددهم بالالاف خاصة أنها لا تزال تعمل بالطرق والأساليب البدائية، فى نظام حجز التذاكر الورقية لمواعيد القطارات أو عمل الاشتراكات اليدوية برغم تسلم مسئولى المحطة منذ عدة سنوات عددا من أجهزة الكمبيوتر للبدء في تشغيلها وتطوير العمل بالنظام الإلكترونى، لكن تم تشوين هذه الأجهزة داخل المخازن حتى عادت فى النهاية للهيئة بالقاهرة بعد أن أصبحت خربة، وأثبتت اللجنة الفنية التى حضرت لتركيب هذه الأجهزة في محضر رسمي أنه لا يمكن تشغيلها لعدم وجود شبكة معلومات أوشبكة كهرباء وتكييفات ولوحات عمومية للكهرباء. وتعجب حاتم عزت - موظف - من تحديث محطات سكك حديد مدن مثل سمنود وقرى مثل "محلة روح" والتى اصبحت تعمل بنظام الحجز الإلكترونى بينما مدينة بحجم وثقل المحلة لما لها من مكانة تجارية وصناعية شهيرة يتم تجاهلها بهذه البساطة.