بخلاف مشقة السفر المعتادة في بعض رحلات الفرق الفنية المصرية التي تشارك في مهرجانات دولية عديدة حول العالم, صادفت فرقة رضا للفنون الشعبية التي تشارك حاليا في مهرجان دولي للفلكلور بمملكة تايلاند, حظا عاثرا حيث عاني فنانو الفرقة والوفد الرسمي المرافق لها من سوء التنظيم وضعف الاتصالات بين وزارة الثقافة في مصر وإدارة المهرجان في تايلاند, الأمر الذي زاد من مشقة هذه الرحلة تفاقما بداية من طول المسافة بين القاهرة وبانكوك, والتي تطلبت التحرك في الساعة الواحدة والنصف من ظهر الخميس24 يناير إلي مطار الدوحة في الرابعة والنصف عصرا, ثم مواصلة الطيران نحو ست ساعات أخري إلي بانكوك طوال ليل الخميس لنصل تايلاند في السابعة صباح يوم الجمعة25 يناير ثم سفر آخر استغرق نحو8 ساعات بالاتوبيس من بانكوك إلي مدينة سوريندرا حيث يقام المهرجان. وكأنه لم يكن كافيا معاناة مشقة الطيران كل هذه الساعات الطويلة, حيث صادفت الفرقة أيضا مشكلة ضخمة لدي وصولها مطار بانكوك الدولي: كادت تتسبب في إلغاء الرحلة والعودة إلي القاهرة, إذ عندما خرج أعضاء الفرقة عقب الانتهاء من فحص الجوزات, لم يجدوا أحدا في انتظارهم لا من إدارة المهرجان ولا من أعضاء السفارة المصرية في بانكوك, وقد استغرق ذلك نحو ثلاثة ساعات مرت بطيئة وثقيلة ومؤلمة جدا. حتي نجح الصديق مجدي خلف الله مندوب العلاقات الثقافية المرافق للبعثة في الاتصال بإدارة المهرجان التي جاءت بعد مرور هذا الوقت الصعب علي إثر هذه الرحلة الشاقة. لا شئ فيما سبق يمكن أن يفاجئ المسافر إلي بلاد الشرق الأقصي, خاصة أن السفر إلي هذه البلاد البعيدة جغرافيا عن مصر مرهق جدا للأنسان لأنه يسير عكس إتجاه الشمس من ناحية, ولأنه يلتقي ثقافات وألوان القدرة علي التواصل من البشر واللغات والتضاريس غير التي تعود عليها, وبالتالي فإنه يشعر بالغربة وعدم الانسجام نظرا لعدم القدرة علي التواصل مع من يصادفهم سوي من يجيدون اللغة الإنجليزية وهم قلة قليلة. تشارك في المهرجان24 فرقة فنية من كل من: مصر واستراليا والصين والهند وفيتنام وبنجلادش وصربيا وكمبوديا ولاوس ومنيمار وتركيا وإسرائيل وأندونيسيا وسيرلانكا ونيبال. قدمت الفرقة العديد من الاستعراضات من البيئة المصرية ومن اقاليم عدة تعبر عن عمق تاريخ هذا البلد وحضارته الغائرة في القدم والاصالة والتميز ومن تلك الاستعراضات اسكندرانية, مرسي مطروح, الحجالة, العصاية. لقد اسعدت فرقة رضا الحضور بادائها المتميز حيث ظهرت بلوك جديد واستطاعت ان تحافظ علي مكانتها وتميزها في ظل التغيرات العديدة.