أنا امرأة كتبت عليها الأقدار أن تعيش سيناريو من الشفاء والعذاب فمنذ نعومة أظافري وأنا أتجرع صنوفا من الألم بلا جريرة أو ذنب غير أني ولدت في أسرة غير مترابطة كل أطرافها متنافرون, الواحد فيهم يعيش في جزيرة منعزلة عن الآخر بداخله تناقضات غريبة تنعكس علي الآخرين وشيء من كراهية.. وعندما يغيب الحب يرتع الشيطان كيفما يشاء في بيئة كانت مهيأة لكل ما هو شر. ليس فيما أقول شيئا غريبا أو غير منطقي بقدر ما هو واقع عشته وتجرعته أسي و لوعة. ولدت لأسرة متوسطة الحال ولكن لم يكن للمادة أثر علي حياتنا فقد كان والدي منعزلا مع نفسه تاركا زمام كل الأمور لأمي التي كانت تعاملني وشقيقي معاملة سيئة لا أدري لها سببا وانعكس ذلك علي أخي الذي ساءت أخلاقياته وبات متمردا علي كل شيء, وانتهي به الأمر فريسة سهلة لإدمان المخدرات وسرعان ما سقط أسيرا خلف أسوار السجن ذليلا مقهورا. أما أنا فقد كان سيناريو عذابي مختلفا فما أن غادرت طفولتي المعذبة وبت في طوق الشباب حتي سعت أمي للخلاص مني مع أول طارق علي بابنا يريد الزواج مني. وبسذاجة سني وبراءته ظننت أن طوق نجاة جاءني ورأيت في الزواج خلاصا من الضرب والتعذيب شبه اليومي من أمي وخالي في ظل إهمال أبي وتخليه عني خوفا من أمي. وافقت علي الزواج وأنا بعد طفلة لم أتجاوز الثامنة عشرة.. خطوت أولي خطواتي مع زوجي تسبقني أحلامي في غد أسعد. وطمعا في حنان رجل يعوضني فقداني حنان والدي ويتمي رغم أنه علي قيد الحياة. كانت بدايتي معه تبدو سعيدة شيئا ما وعرفت طعم الفرحة لأول مرة في حياتي و ظننت أني غادرت شقائي بلا رجعة ولكن سرعان ما تبددت فرحتي وتبخرت السعادة فقد ارتوي زوجي مني وشبع.. امتلأت رجولته مني وأخذ يبحث عمن تستثير رجولته غيري مع بنات الشيطان حتي إنه دنس فراشي بنزواته التي لم تكن تنقطع. واجهته.. رفضت ما يفعله.. حاولت أن أثنيه عن الشيطان وفعله دون جدوي. ما كان منه غير أنه انهال علي ضربا وركلا بلا رحمة لأكتشف أنني غادرت بيت والدي وما ألاقيه فيه من عذاب لأعيش ما هو أقسي وأشد مع زوج انتزعت من قلبه الرحمة بات يعاملني بلا رحمة ولا إنسانية. ومضت بي الأيام ما بين شقاء وصبر حتي رزقني الله بابني الذي تحولت حياتي معه من شقاء إلي سعادة.. كان لي الأمل والرجاء في الحياة بعد أن زهدتها و حاولت التخلص منها. تمثلت كل أحلامي في ابني وبت أحلم له وأعيش من أجله وقررت أن أصبر علي معاملة زوجي الشرسة وخيانته لي, ولكنه كان يتمادي ويستزيد من قسوته يوما بعد يوم حتي انتابني حالة عصبية من كثرة آلامي النفسية والبدنية وزادت الشقة بيننا لينتهي الأمر بالطلاق والخلاص من هذا العذاب الذي لا ينقطع. ألقي بي إلي الشارع أنا وابنه بلا مأوي أو نفقة وطرقت باب أبي( ذليلة مكسورة) و لم تكن أمي تريد أن أعيش معهم لولا أن والدي تصدي لها لأول مرة وأدخلني البيت رغما عنها لينقذني وابني من التشرد. أنا الآن أعاني شظف العيش وعدم قدرتي علي تحمل نفقات الصغير و مسئولياته ولولا مساعدة والدي لي لكان مصيرنا الضياع. لا أملك نفقات المحامي الذي يمكن له أن يأتي لي بحقوقي ولا المأوي المناسب لي ولابني لذلك تقدمت بطلب للحصول علي مسكن لمحافظ البحيرة ووافق الرجل مراعاة لظروفي ومنحني تأشيرة أتوجه بها للتضامن الاجتماعي بموجبها أحصل علي شقة وأخذت خطاب التحويل ودرت به علي مكاتب المسئولين في المحافظة ومديرية التضامن ومن مكتب لمكتب ومن موظف لآخر ودارت بي عجلة الروتين بلا جدوي أو أمل. ومازلت بلا مأوي يتهددني التشرد فهل يتدخل الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة ويرحم أما تقاذفتها الآلام والمآسي ويقدم لها يد العون والرحمة وينقذ تأشيرته ويمنحني أربعة جدران تسترني وابني؟ ش م دمنهور شيء من الحب يكفي لأن يحافظ الإنسان علي كرامته واستقراره وعندما تتولد الكراهية في بيت تصبح كالسوس تنخر بالشر فتقضي علي كل شيء وتفقد الحياة نضارتها وبهجتها وأنت سيدتي لقيت من سوس الكراهية وشرها ما جعل حياتك بائسة حزينة بلا ذنب اقترفته غير أنك ولدت لأسرة متنافرة أب ضعيف ترك زمامه لامرأة متجبرة فضاعت حياته وحياة أسرته. لكن لا عليك سيدتي فما شاء الله كان ويكفي أنك كنت من الصابرين علي حالك مع أبويك ومع زوجك القاسي المتجبر. ويبقي الأمل في الصغير عليك ان تقومي علي تربيته التربية الصالحة القويمة. امنحيه السعادة التي افتقدتيها.. أحيطيه بالأمان الذي لم تجديه في كنف أسرتك. أما أمر المسكن فنحن نضم صوتنا لصوتك ونناشد الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة أن يتسع صدره لمأساتك ونحسبه مستجيبا للنداء.