قبل نهاية لقاء الإنتاج الحربي والأهلي ب30 ثانية, شحذ الصيادون في الماء العكر وشلة المنتفعين سكاكينهم لذبح وسلخ الإدارة الحمراء ومعها جوزيه بيسيرو والأجهزة الإدارية والفنية والطبية وعامل غرف الملابس وكل اللاعبين كمان بعد التعادل المخزي المحتمل. وفي الوقت الذي استعد هؤلاء للتكشير عن أنيابهم وبدء المعركة, جاءت رأس بديل الدقائق الأخيرة عماد متعب لتسقط الأقنعة من علي وجوههم بعدما تحولت سيوفهم إلي رايات نصر وتهليل وتأييد لأن الأهلي فاز!. نصف دقيقة فقط كانت كافية لتغيير المشهد بالكامل حيث تحول الفشل الذريع إلي نجاح باهر والمدرب العاجز إلي عبقري استطاع أن ينقذ الأهلي ورقبته معا في اللحظات الأخيرة. أما متعب الذي طالب الكثيرون بإبعاده تماما عن التشكيلة, فصار نجم النجوم بعدما اغتال فرحة التعادل المستحق لفريق الإنتاج. لقد أثبتت كرة القدم مجددا أنها قد تكون غير منطقية في كثير من الأحيان ولا تعرف للرحمة معني, لكنها أكدت في الوقت ذاته أنه لا شيء اسمه المستحيل في عالمها بعدما أعادت الماء إلي وجوه الأهلاوية حتي وهم في أسوأ حالاتهم. الموقف بدا وكأن فريق الإنتاج قد تعرض للظلم بهذا الهدف المفاجئ وهو يستعد للاحتفال بالنقطة, لكن الواقع يؤكد أن الأهلي سعي بكل جهد من أجل الظفر بنقاط اللقاء الثلاث حتي وإن جاء الفوز متأخرا جدا كما حدث من قبل في كثير من المناسبات. الاحتفال الجنوني للأهلاوية بالهدف وبصورة غير مسبوقة أوضح حالة القلق التي يعيشها الفريق بأكمله بسبب الضغوط التي يتعرض لها بفعل الأوضاع المغلوطة التي تعيشها القلعة الحمراء حاليا, وأن هذه الأوضاع تؤثر بشكل واضح علي اللاعبين وما الخناقة التي قادها حسام غالي بعنف غير مقبول في نهاية المباراة إلا دليل واضح علي التوتر المسيطر علي الأجواء المحيطة. المباراة كشفت بشدة عن المناخ العدائي بين الأطراف المختلفة للكرة المصرية, وأن كل طرف فيها يتربص بالآخر في انتظار غلطة منه لينقض عليه ويطرحه أرضا. لكن الأخطر أنها أوضحت بما لا يدع أي مجال للشك أن من بيننا من هو علي استعداد تام لأن يتحول ما بين رمشة عين وأخري من حال إلي حال تاني خالص.. إنها حقا30 ثانية فارقة!