في الوقت الذي يجد فيه الإنسان نفسه قد تجرد من كل معاني الإنسانية ومبادئ الأخلاق وإنه قد تحول إلي آلة آدمية لا تعرف طريقا غير تحقيق الملذات بكافة صورها وإشباع أطماعه الأخلاقي منها وغير اخلاقي في هذا الوقت لابد وأن نتوقف قليلا ونواجه ذاتنا كي ننجو بأنفسنا من السقوط في بئر العشوائية الفكرية السحيق وتأخذنا متاهة الحياة إلي ترد لا طائل منه غير حالة التخبط التي نعيشها هذه الأيام بلا عمل حقيقي نستند إليه في رحلة الحياة اليومية.أقول ذلك ونحن علي مشارف مرحلة لابد وأن تكون تنموية بأي صورة من الصور فلم يعد أمامنا خيار عن ذلك وإلا باتت أمتنا لقمة سائغة تلوكها الدول في افتراسية حيوانية شرسة طالت بأنيابها دولا مجاورة فجعلتها شراذم مجتمع متنافر متصارع يشعل النار تحت أقدامه بلا وعي أو حتي قليل من تعقل. من المفترض أننا حققنا الاستحقاق الثالث من المنظومة السياسية بانتخاب مجلس للنواب وسواء اختلفنا أو اتفقنا علي مراحل التحرك السياسي خلال السنوات المنقضية علي ثورة الخامس والعشرين من يناير وحتي لو كانت هناك أخطاء يراها البعض في تجربتنا لكن ما لا شك فيه أننا وقعنا فريسة لجدال أجوف نعيش فيه ليل نهار يتهم كل منا الآخر ويخون بعضنا البعض ناسين أو متناسين أو مجبرين علي تناسي المهمة الأعظم في حياتنا وهي النهوض بهذا الوطن من عثرته بالعمل لا بالجدل ولقد ضاعت منا فرصا كثيرة كان من الممكن أن تغير شكل الحياة في مصر ونتجه بها نحو استقرار أكثر أمانا ولكن حالة من الضبابية عتمت حياتنا عن وعي قاصر أحيانا وعن عمد بأيدي خارجية طامعة وها نحن أمام كيان نيابي قد لا يكون امثل ولكن بأيدينا يمكنه أن يكون كذلك وأكثر لو وعي النائب المنتخب قبل أن يخطو بقدمه مجلس النواب الدور الذي ينتظره والذي يفترض أن الناس أنابوه عنهم من أجله. لابد أن يكون في مخيلته تصورا للرسالة التي رأي أنه أهل لها وعلي أساسها رشح نفسه نائبا وبقدر ثقة الناس فيه بقدر العمل المنوط به والمسئولية المحتومة أمامه. [email protected]