لحظات خاطفة قد تفصل بين الحياة والموت ومحمد خطا بقدميه إلي حافة الموت.. كان يتعلق بالحياة حتي اللحظات الأخيرة.. يسعي للشفاء من ذلك المرض الذي استوطن رأسه وتسبب له في آلام وعذابات شديدة..! في المستشفي جلس الصبي وجده في انتظار نتائج الفحوصات والتحاليل.. بارقة أمل في شفاء كامل تبدت لهما عندما أخبرهما الطبيب أنه بإجراء جراحة بسيطة يتم خلالها تسليك صمام المخ بجهاز حديث تم استيراده من الخارج وسوف يعود محمد إلي سابق عهده وحالته الصحية الطبيعة. تحدث الجد إلي حفيده قبل أن يدخل غرفة العمليات.. قوي من عزيمته.. هون عليه إحساس الخوف الذي تسرب إلي قلبه.. قال له انه ينتظره حتي يخرج وقد تخلص من كل آلامه وأنه يعد له مفاجأة كبيرة وأنهما سوف يسافران إلي الحج والسجود شكرا لله سبحانه وتعالي علي الشفاء داخل الحرم.. فرح الصغير وتبخر الخوف من قلبه وارتسمت علي قسمات وجهه ابتسامة كبيرة وهو يدخل غرفة العمليات بقدميه.. أشار إلي جده بيده ملوحا بالوداع ثم تواري خلف أبواب الغرفة.. وخارت قوي الجد وعجزت قدماه علي حمله فجلس علي كرسي يقرأ القرآن انتظارا لخروج محمد, مر الوقت ثقيلا وكأنه الدهر لا ينقضي.. نبضات قلب الجد تعالت في صدره كأنها طلقات نارية توشك أن تقضي عليه.. وما بين البدايات والنهايات مساحة من الزمن خارج دائرة الحياة كان الجد بداخلها يتعلق بأهداب الأمل وفيما هو علي حاله من القلق والخوف انفتح الباب وخرج الصغير ولكن ليس علي قدمه.. علي فراش متنقل غائبا عن الوعي.. إنفجرت صرخة مدوية في صدر الجد وقبل أن ينهار من صدمة خوفه هدأ الطبيب من روعه وأخبره أن الصغير مازال تحت تأثير البنج وأنه سوف يرقد في غرفة العناية المركزة حتي يتماثل للشفاء.. واشتعلت نيران القلق والخوف من جديد في قلب الجد وهو يقبع خارج غرفة العناية ينتظر بلا نهاية..!! ترامت إلي مسامع الجد همسات الممرضات والعاملين بالمستشفي حول حالة محمد المتردية والسر في استمرار غيبوته لعدة أيام.. البعض قال ان الصغير يحتضر وأخرون قالوا أن العملية فشلت وأن أجهزة الأوكسجين هي الخيط الرفيع الذي يربط بين محمد والحياة..!! .. لم يكن الحاج عبدالمنعم يدري ماذا يفعل.. يحاول أن ينقذ حفيده بشتي الصور والاحساس بالعجز يكبل قدميه بأغلال من الحديد.. خاصة بعد أن تعرض الصغير ل6 عمليات أخري لانقاذه دون جدوي هداه تفكيره في النهاية أن يلجأ إلي الاهرام المسائي يناشد الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء أن ينقذ إبنه قبل أن تنهشه أنياب الموت ونشرنا نداء الرجل والأمل الأخير في شفاء الحفيد علي يد رئيس مجلس الوزراء ولكن الزمن وأيدي الردي كانت أقوي من أي محاولات لانقاذ محمد.. ولفظ الصغير أنفاسه الأخيرة بعد أن قرر الطبيب المعالج رفع أجهزة التنفس الصناعي عنه. دارت الدنيا بالجد وأظلمت في وجهه وعاد مرة أخري إلي الاهرام المسائي يناشد رئيس الوزراء ولكن هذه المرة للقصاص من الطبيب قاتل ابنه الذي تسبب له في الموت في عملية بسيطة درجة الخطورة فيها تبعا لتقارير الأطباء صفر (.. الجد عبد المنعم فهمي70 سنة يقول لقد كان صغيري الأمل الوحيد لي في الحياة فوالده مريض وله ظروف خاصة جعلته يعيش في عالم خاص متوحد مع نفسه لايدري وبأحد بعد وفاة زوجته أم محمد وأضاف الجد أن محمد كان طفلا ذكيا يتطلع إلي الحياة ويحلم بالمستقبل وكيف سيكون فيه ناجحا مؤثرا في الحياة متفاعلا معها.. ولكنها الأقدار التي لها مشيئة أخري.. رحل محمد عن الدنيا وهو يبتسم لها غير عابيء بيد أثمة سوف تغتال براءته..!! صفحة مع الناس تناشد الدكتور هشام قنديل والمستشار النائب العام فتح ملف التحقيق في وفاة الطفل محمد أشرف عبد المنعم الذي لقي حتفه اثر جراحة فاشلة أعقبتها6 جراحات أخري لعلاج فشل الجراحة الأولي دون جدوي داخل مستشفي خاص تابع لأحد البنوك.
E.M:[email protected] للمراسلة: القاهرة شارع الجلاء رقم بريدي11511 الأهرام المسائي فاكس:25791761 تليفون:0227703100 01223920261 رابط دائم :