ما أصعب نوائب الدهر عندما تحط علي كاهل امرأة لا تقوي قدماها علي حملها فتقعدها كسيحة لا حول لها ولا قوة.. فتنظر حولها فلا تجد أحدا يعينها علي تحملها.. ولم يعد أمامها إلا أن ترفع عينيها إلي السماء باكية فتفتح لها أبوابها لعل مع دموعها المتساقطة في حجرها تصاحبها انفراجة تأتي من عند رب السماء بعد أن أوصدت في وجهها أبواب العباد.. فهي إن كانت الأقدار قد حجبت عن عينيها( الضعيفتين) الضوء فإن نور الإيمان قد أنار لها قلبها فأصبحت تري في المحنة منحة ولكن قومها لا يعلمون.. سمرية سيدة غلبها الزمن ولكنه لم ينتصر عليها ولم يسلبها يوما إرادتها أو ينتزع منها إيمانا وقر في قلبها وصدقته جوارحها بالعمل والإخلاص في عبادة الله والتقرب إليه بالعبادات والشكر علي نعمه والصبر علي ابتلاءات أصابتها في زوجها الذي مات عنها وترك لها ولدين أحمد واسلام في عمر الزهور كلاهما مازال في حاجة إلي من يكفله.. وفي نفسها بأمراض أقعدتها حبيسة المنزل فقدماها لا تقويان علي حملها مما أصابهما وعيناها لا تريان إلا خيطا تستطيع أن تميز به بين الأشياء بصعوبة وهو ما فت في عضدها وحرمها من أن تلتحق بأي عمل شريف تقتات منه وتنفق علي ولديها اللذين هما في مرحلتي التعليم الابتدائية والاعدادية.. مما اضطرها أمام إلحاح الحاجة وبلوغ العود منها مبلغا لا طاقة لها به أن تبيع أثاث منزلها قطعة تلو الأخري حتي ما بقي منه إلا ما تضع عليه جنبها وولداها لم يعد أمام سمرية تلك الأرملة الصبور إلا أن تطلب العون والمدد من الله بعد أن تكالبت عليها الهموم والديون. فهي لا تتحصل سوي علي معاش شهري200 جنيه ما أن تقبضها من الصراف باليمين حتي تعطيها باليمين أيضا( أسوة برسول الله صلي الله عليه وسلم الذي كان إذا أخذ أخذ باليمين وإذا أعطي أعطي باليمين) إلي صاحب المنزل الذي تقيم في شقة به بشارع محمد صديق المتفرع من عبد السلام محرم ببولاق الدكرور وهي الشقة التي تؤويها وولديها بين جدرانها وتحميهم من أنياب الذئاب التي لا ترحم ضعيفا غير أن إيجارها الشهري البالغ200 جنيه يلتهم كل معاش الأرملة الفقيرة فهو لا يبقي منه شيء تسد به رمقها وابنيها الصغيرين أو أن يدفع عنها بعضا من الدائنين الذين أصبح معتادا لدي الجيران أن يروهم يوميا يطرقون باب جارتهم مطالبين إياها ببعض مما تراكم عليها من دين لا تسدد منه شيئا حتي أن شركات الكهرباء والمياه والغاز أصبحت تهددها ليل نهار بقطع وفصل الخدمة عنها بعد أن مر علي فواتيرهم سنوات دون تحصيل.. وتقول سمرية بعد أن حمدت الله وشكرته في السراء والضراء في خطابها للأهرام المسائي إنها رغم كل ما ألم بها من مصائب وما تكالب عليها من أحزان وهموم إلا انها لم تسأل الناس يوما إلحافا.. وإنها لولا أن الأمر أصبح يفوق طاقتها ما طلبت العون والمدد إلا من الله غير أن بعض الأقارب والأحباب هم من شاروا عليها بطرق أبواب أهل الخير من أصحاب القلوب الرحيمة أخذا بالأسباب فقط.. بعد أن حسبها الناس وولديها أغنياء من التعفف. ونحن نسأل السباقين بالخيرات والمسارعين فيها( أسوة بنبي الله زكريا وآله). من منكم يسعي علي هذه الأرملة ويكفل يتيميها وله الجنة إن شاء الله. علاء عبد العزيز
للمراسلة: القاهرة شارع الجلاء رقم بريدي11511 الأهرام المسائي فاكس:25791761 تليفون:0227703100 01223920261 E.M:[email protected]