فجأة وبدون مقدمات أصبح منصب رئيس لجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب محل صراع كبير داخل الرياضة المصرية أولا قبل التصويت المنتظر لأعضاء مجلس النواب في انتخاباته الداخلية علي رئاسة اللجان.. وكل الشواهد حاليا تشير إلي نشوب حرب تكسير عظام بين طاهر أبوزيد عضو مجلس النواب وزير الرياضة السابق من جهة والمهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة من جهة ثانية من أجل غلق الطريق أمام الأول نحو الوصول إلي رئاسة لجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب علي الأقل خلال عامه الأول المنتظر أن يشهد خروج قانون الرياضة الجديد إلي النور. ومخطئ من يتصور أنها حرب بين سلطة تشريعية ممثلة في وصول لاعب الكرة السابق طاهر أبوزيد إلي عضوية مجلس النواب وسلطة تنفيذية لا حقوق لها في التدخل ممثلة في خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة بقدر ما هي حرب بين مجموعة قوي في الجانبين ومعركة شرسة للغاية علي مجموعة من الملفات الساخنة التي تنتظر الانفجار داخل الوسط الكروي في المرحلة المقبلة. الانتخابات الداخلية سلاح الوزير.. وتصدير كراهية طاهر من الرياضيين أسلحة الحرب التي تدور بين الرجلين حاليا بدأت تظهر بالفعل عندما نجح خالد عبدالعزيز في إقناع محمد فرج عامر رئيس نادي سموحة وعضو مجلس النواب الجديد في خوض سباق رئاسة لجنة الشباب والرياضة خاصة وأنه يملك قاعدة مثل أبوزيد قوية من تأييد النواب له, ورغم أن عبدالعزيز لم يظهر في المشهد مع تمسك رئيس نادي سموحة بأن قراره يأتي من داخل رأسه إلا أن اختيار عامر للمعركة كان وسيلة ضغط قوية من جانب الوزير الحالي ضد الوزير السابق. في ظل العداء الكبير الذي يجمع أبوزيد مع فرج عامر منذ أن كان الأول وزيرا للرياضة وكان يخطط لإبعاد الثاني من رئاسة نادي سموحة وإجراء انتخابات في النادي السكندري يغيب عنها فرج عامر مجبرا تحت بند الثماني سنوات والذي حرم في نفس الوقت أسماء كبيرة جدا في عالم الإدارة مثل حسن حمدي ومحمود الخطيب وحسين صبور من خوض الانتخابات في أكثر من ناد. المثير في الأمر أن تسريبات خرجت من مكتب وزير الشباب والرياضة في الساعات الماضية تفيد أنه قدم لمؤسسة الرئاسة أسماء مرشحة عن الرياضيين للتواجد ضمن دائرة التعيين في المجلس النيابي مستقبلا, وكلها أسماء تملك عداء كبيرا مع طاهر أبوزيد وهم بالاسم هاني أبوريدة الذي وقف أبوزيد ضد وصوله إلي رئاسة اتحاد الكرة قبل فترة, وأيضا محمود الخطيب أسطورة الكرة الأهلاوية وبطل الصدام مع الوزير السابق في معركة حسن حمدي وال8 سنوات وأيضا رانيا علواني عضوة مجلس إدارة النادي الأهلي السابق وابنة أحد ألد أعداء أبوزيد في النادي القاهري الكبير الدكتور عمرو علواني رئيس الاتحاد الإفريقي للكرة الطائرة في الوقت الحالي. والهدف من هذه التسريبات تقديم صورة إلي النواب في المجلس بأن طاهر أبوزيد ليس محبوبا من أبناء مهنته الرياضية سواء من دخلوا البرلمان متحالفين مع فرج عامر وفي مقدمتهم طارق السيد رئيس النادي الأوليمبي وسحر الهواري عضوة مجلس إدارة اتحاد الكرة وسمير موسي رئيس نادي الزرقا بخلاف من يأتي بالتعيين في نفس الوقت. إنشاءات طاهر والعامري أشعلت الموقف الحرب الحقيقية الآن هي حالة الخوف من الانتقام التي يعيشها عبدالعزيز بوصفه رجلا مقربا للغاية من هاني أبوريدة عضو المكتب التنفيذي للفيفا وحسن مصطفي رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد وكلاهما من ألد أعداء أبوزيد ولعبا دورا كبيرا في إقناع حازم الببلاوي رئيس الوزراء الأسبق في تجميد قرار أبوزيد الوزير عام2014 في حل مجلس إدارة النادي الأهلي برئاسة حسن حمدي والذي دفع أبوزيد ثمنه فيما بعد بالخروج من الوزارة لصالح عبدالعزيز في التغيير التالي. ويري عبدالعزيز أن وجود أبوزيد في منصب رئيس لجنة الشباب والرياضة يفرض عليه المحاكمة تحت قبة البرلمان في الفترة المقبلة علي ملفات أدارها الوزير الحالي ومن بينها الإنشاءات في مختلف الأندية التي يري أبوزيد وبرفقته سلفه العامري فاروق وزير الدولة لشئون الرياضة بين عامي2013/2012 شهدت ارتفاعا كبيرا وضخما في تكلفتها عن الخطط الموضوعة سواء من جانب العامري أو أبوزيد فيما بعد خلال تعاقبهما علي الوزارة ويتحمل مسئوليتها عبدالعزيز, وهو أول ملف حرص أبوزيد علي تسريبه لوزير الشباب والرياضة للتأكيد علي أن هناك معركة شرسة جدا قادمة بينهما. أما السبب الثاني وهو ملف ساخن جدا واعترف به وزير الرياضة ويتمثل في إيقاف مشروعه الخاص بقانون الرياضة الجديد الذي لا يتضمن بند الثماني سنوات وهو بند يمثل خطا أحمر بالنسبة إلي أبوزيد, ومن المنتظر أن يجري المواجهة داخل قبة البرلمان بين مشروع قانون أعده طاهر أبوزيد يختلف شكلا وموضوعا عن قانون آخر أعده خالد عبدالعزيز بالتعاون مع حسن مصطفي رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد وهشام حطب رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية وكلاهما مشروع يتناقض مع الآخر ويفرض أزمة كبيرة خاصة وأن أعداء أبوزيد من خارج البرلمان كانوا لأكثر من عام يحاولون إنجازه. خلافة محمود طاهر تطرح نفسها لتأجيل الصراع هل هناك محاولات للصلح وعقد صفقة سرية؟ سؤال يطرح نفسه بقوة والإجابة بالفعل نعم وعربون الصلح بين الوزير الحالي والوزير السابق هو النادي الأهلي أكبر أندية الشرق الأوسط والقارة الإفريقية والوطن العربي. ووفقا للمعلومات الواردة إلينا فإن وزير الشباب والرياضة لم يمانع في الغرف المغلقة من احتواء علاقته المتوترة مع طاهر أبوزيد بشكل حاسم وتقديم منصب رئيس النادي الأهلي إليه علي طبق من ذهب في حال صدور حكم قضائي ينص حل مجلس الإدارة الحالي برئاسة محمود طاهر وتعيين طاهر أبوزيد رئيسا لمجلس توافقي لمدة عام أو لحين صدور قانون الرياضة القديم في ظل صعوبة إجراء أي انتخابات في الأهلي أو أي ناد قبل صدور القانون. ولكنها لم تزد عن تسريبات جري إلقاؤها في وجه الوزير السابق علي أمل إقناعه بالعدول عن قراره بشأن الدخول في سباق رئاسة لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب أو علي الأقل فتح صفحة جديدة مع خالد عبدالعزيز وعدم التعامل معه بأي شهوات انتقامية في الفترة المقبلة خاصة وأن أبوزيد يملك ورقة أخري رابحة في حال عدم وصوله إلي رئاسة اللجنة وهي الاستجوابات. زاهر وأبوريدة يدخلان المعركة عبر الجمعية العمومية مجموعة أخري تراقب المعركة والحرب وفي نفس الوقت تبحث عن مكاسب من وراء الصدام بين الوزيرين الحالي والسابق, وهذه المجموعة تنحصر بشكل كبير في مجموعة الجبلاية الراغبين في العودة إلي صدارة المشهد وإدارة كرة القدم المصرية في المستقبل عبر الانتخابات المقبلة. فهناك جبهة تؤيد الوزير الحالي بشدة وتحاول في الساعات المقبلة الإسراع بعقد اجتماع طارئ للجمعية العمومية تدعو خلاله لانتخابات مبكرة في اتحاد الكرة قبل بدء مجلس النواب لعمله وتفرغه للشأن الرياضي. وهي مجموعة تري في نفسها علي صدام مع طاهر أبوزيد وتعتقد أنه سيعمل علي تصفية الحسابات معها لخلافات فكرية قديمة وفي مقدمة هؤلاء هاني أبوريدة عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا والمشرف العام علي المنتخب الوطني الأول, والذي استقر بالفعل علي قائمته الانتخابية بعد شد وجذب كبير وتضم أحمد شوبير نائبا وحازم الهواري نائبا ثانيا أو سكرتيرا عاما أو أمينا للصندوق وأحمد مجاهد وسحر الهواري وسيف زاهر وحازم إمام وعمرو عبدالحق في العضوية, في المقابل بدأ سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة السابق في استغلال الحرب والهجوم علي الوزير الحالي خالد عبدالعزيز لإجباره علي رفع يديه من دعم أبوريدة وقائمته, وفي نفس الوقت الحصول علي دعم طاهر أبوزيد ومجموعة لا بأس بها من النواب في محافظاتهم, خاصة وأن زاهر ابتعد لسنوات عن اللعبة, ويراهن علي برلماني في مجلس النواب للحصول علي دعمه وهو العميد ثروت سويلم المدير التنفيذي للجبلاية والمنتظر أن يدير العملية الانتخابية وهو صاحب خلافات مع أبوريدة ومن المحسوبين علي طاهر أبوزيد منذ فترة, وهو عنصر قد يكون مرجحا بقوة في انتخابات اتحاد الكرة. المعروف أن اتحاد الكرة سيشهد انتخابات في صيف عام2016 وهي انتخابات مبكرة حيث يفترض أن تتم أواخر عام2016 والمثير أيضا أن الخطة الآن تسير نحو إمكانية إقامتها في مطلع العام المقبل إذا ما نجحت مجموعة أبوريدة في إقامة جمعية عمومية طارئة لإدخال تعديلات علي لائحة النظام الأساسي من بينها استحداث منصبي النائبين الأول والثاني وإعادة منصب أمين الصندوق بما يتوافق مع النظام الأساسي للفيفا أولا في ظل امتلاك اتحاد الكرة شرعية التعامل بلوائح تختلف عن قانون الدولة في ظل هيمنة الفيفا علي ملف إدارة كرة القدم, وهو كلمة سر أخري يخشي منها أبوريدة وأيضا سمير زاهر وهي صناعة لائحة تنفيذية جديدة عبر مجلس النواب تفرض عليهم الابتعاد سواء عبر بند الثماني سنوات أو سن السبعين, خاصة أن صدورها وقتها سيكون من مجلس نيابي منتخب من الشعب وليس عبر السلطة التنفيذية ممثلة في وزارة الشباب والرياضة وبالتالي استبعاد شبهة التدخل الحكومي في حال اللجوء إلي الفيفا وطلب حمايتها لائحة النظام الأساسي المعمول بها حاليا. والمؤكد مع كل هذه المعلومات الخطيرة أن كرة القدم بشكل خاص والرياضة المصرية بشكل عام ستعود لتتصدر واجهة المشهد السياسي في مصر خلال الفترة المقبلة مع تمسك كل طرف بمعركته حتي النهاية خاصة بعد تعالي نبرة خطاب الكراهية وتصدير الحسابات والملفات الساخنة التي تلاحق الرياضة والكرة ووجود طرفين كلاهما يعلم خبايا وأسرار الآخر جيدا وظهور شلة منتفعين تتمني تصاعد الخلافات للقفز والحصول علي أكبر قدر من المكاسب في الفترة المقبلة وهو ما تكشف عنه الأيام القليلة المقبلة. خطة النائب للمقاومة.. ورئيس الزمالك فرس الرهان طاهر أبوزيد في المقابل له أسلحته التي يعتمد عليها بقوة في ضرب خالد عبدالعزيز والتأكيد علي أنه رجل قوي والمعركة التي تحاك ضده في صالحه وليس عليه في سباق الوصول إلي رئاسة لجنة الشباب والرياضة. ووفقا للمعلومات المسربة إلينا فإن أبوزيد يعتمد بشكل كبير علي دعم رئيس نادي الزمالك له تحت قبضة البرلمان في التدخل لإقناع رئيس نادي سموحة بالتراجع عن الانتخابات الداخلية بخلاف الاعتماد علي دعم قائمة في حب مصر التي جاء من خلالها أبوزيد إلي البرلمان في دعمه خلال الانتخابات الداخلية ولعب أبوزيد دور التهدئة بين منسق الحملة سامح سيف اليزل ورئيس نادي الزمالك في الفترة الأخيرة لاحتواء الموقف المشتعل بينهما. واعتماد طاهر أبوزيد علي رئيس الزمالك ليس صدفة بل احتماء برجل قوي له صداقة وطيدة مع نجم الأهلي السابق, خاصة وأن رئيس الزمالك لا ينسي لأبوزيد أنه وقف بقوة معه في أزمته مع مجلس ممدوح عباس في الزمالك وكان الوزير صاحب القرار الشجاع في عام2013 بحل مجلس عباس وإبعاده عن ميت عقبة وفتح الباب أمام إجراء انتخابات نجح من خلالها رئيس الزمالك في الوصول إلي الكرسي الذي حرم منه لأكثر من8 سنوات من جانب تدخلات الجهة الإدارية ضده في انتخابات خاضها من قبل. ولا يزال طاهر أبوزيد يضغط بشدة من أجل أن يتضمن تحالفه في الوصول إلي رئاسة لجنة الشباب والرياضة مصحوبا بانضمام أحمد مرتضي منصور عضو مجلس إدارة نادي الزمالك وعضو البرلمان الجديد إلي جانبه في اللجنة. وشهدت الساعات الأخيرة إجراء أبوزيد للعشرات من الاتصالات الهاتفية والتواصل المباشر أيضا مع مجموعة كبيرة من النواب الجدد في سبيل الحصول علي التأييد الانتخابي خاصة أن خصمه له قاعدة كبيرة تدعمه في التصويت.