تستأنف مصر والسودان وإثيوبيا جولة جديدة من المباحثات في ملف سد النهضة, يومي27 و28 ديسمبر الحالي. بعدما انتهت الجولة الأخيرة للاجتماع السداسي لوزراء الخارجية والري في الدول الثلاث, التي عقدت بالعاصمة السودانية الخرطوم واستمرت يومين دون نتائج, أو حلول عملية لأزمة السد الإثيوبي. وتأتي الجولة الجديدة من المباحثات المقرر لها أواخر الشهر الحالي. لتفتح الطريق أمام أمل جديد يمكن من خلاله التوصل إلي حلول لتلك الأزمة, بعدما فشلت الجولة التي انتهت أمس, في حسم العديد من نقاط الخلاف, وغيرها من الشواغل الفنية بشأن سد النهضة. وتوقع وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني معتز موسي أن يتم حسم كافة القضايا العالقة بشأن مشروع سد النهضة الإثيوبي خلال الاجتماع السداسي المقبل لوزراء الخارجية والري لدول مصر والسودان وإثيوبيا, المقرر انعقاده في27 من ديسمبر الحالي بالخرطوم, وقال موسي- في تصريحات صحفية عقب ختام فعاليات الاجتماع السداسي إن الاجتماعات المغلقة التي استمرت علي مدي يومين, ناقشت جميع القضايا والشواغل المتعلقة بمشروع السد, مؤكدا أن الضرورة اقتضت أن يأخذ وزراء الدول الثلاث برهة من الوقت لإعادة تقييم المواقف, لاستكمال المفاوضات. وقال السفير السوداني بالقاهرة عبد المحمود عبد الحليم إن المناقشات والمشاورات المغلقة خلال الاجتماع السداسي. تركزت حول الالتزام بتنفيذ إعلان المبادئ الموقع في مارس الماضي بالخرطوم بين قادة الدول الثلاث, وما تضمنه من شواغل حول بناء السد, ووصف عبد الحليم قضية سد النهضة الإثيوبي بأنها معقدة وفنية وتحتاج إلي صبر, مشيرا إلي أن مدة الأسبوعين ليست بكثيرة لعقد اجتماع ثان, حتي يتم بحث المسارين الفني والسياسي وتلبية شواغل جميع الأطراف, معربا عن أمله في أن يتم حسمها في اجتماع الخرطوم المقبل. من جهة أخري حذر خبراء مصريون من مخطط إثيوبي يستهدف كسب مزيد من الوقت من أجل الانتهاء من بناء السد في موعده المحدد, مشيرين إلي نجاح إثيوبيا في بناء السد دون الوصول إلي تسوية في العديد من الملفات العالقة, من شأنه أن يفتح شهيتها علي بناء سلسلة من السدود علي النيل الأزرق, ولفت وزير الري والموارد المائية الأسبق, الدكتور محمد نصر علام, إلي ما وصفه بالتعنت الشديد من قبل إثيوبيا في الوصول إلي حل للأزمة, مشيرا إلي أن السد سوف يتسبب في ضرر كبير لمصر, وستكون له آثار سلبية علي مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية, فضلا عن انخفاض منسوب المياه الجوفية, وانكشاف العديد من مآخذ محطات مياه الشرب, والمصانع الواقعة علي نهر النيل وفرعيه. ووصف أستاذ القانون الدولي. الدكتور أيمن سلامة, المفاوضات التي تدور منذ نحو عامين بأنها غير مجدية مشيرا إلي أن الجانب المصري يخوض هذه المفاوضات بحسن نية, في مواجهة تعنت إثيوبي واضح يستهدف عرقلة المفاوضات, وقال إن إثيوبيا ارتكبت العديد من المخالفات للقانون الدولي واتفاقات الأممالمتحدة المنظمة لبناء السدود.