أكد عسكريون ودبلوماسيون أن اختيار مصر لرئاسة ثلاث لجان بمجلس الأمن أهمها لجنة مكافحة الإرهاب خطوة مهمة علي المستوي الدولي وتأكيدا علي ثقة مصر وقدرتها علي مواجهة الإرهاب, كما سوف تستفيد مصر بشكل مباشر من ترأس اللجنة بسبب طبيعة عمل اللجنة التي سوف تتعاون مع مختلف أجهزة المخابرات علي مستوي العالم من أجل رصد الجماعات والعصابات الإرهابية, واللجنة لها دور فعال في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي. قال اللواء كمال عامر رئيس جهاز المخابرات الحربية السابق: ترأس مصر لتلك اللجنة خير دليل علي نجاح مصر في حربها ضد الإرهاب التي بدأت منذ ثلاث سنوات وخاصة بعد ثورة30 يونيو, وأعضاء مجلس الأمن وخاصة الدول الكبار أصبحوا يدركون أن مصر لديها خبرات كبيرة يمكن أن تقدمها للعالم للقضاء علي الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط تحديدا, كما أن مصر استعادت ثقلها الدولي وأصبحت دولة ذات ثقل وتأثير في الشرق الأوسط كاملا, مشيرا إلي أن مصر سيكون لها دور مهم في التنسيق بين مختلف دول العالم لمواجهة الإرهاب, كما سيتم تبادل المعلومات, ومعرفة مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية. وأضاف رئيس جهاز المخابرات السابق, بالرغم من الأخطار التي تواجه مصر من الإرهاب في سيناء أو في حدودنا الغربية من الأراضي الليبية إلا أن القوات المسلحة بالتعاون مع رجال الشرطة استطاعوا القضاء علي مراكز تلك الجماعات الإرهابية المسلحة التي تتلقي تدريبات وأموالا طائلة من دول كبري لنشر الإرهاب وتدمير مصر, وترأس مصر لتلك اللجنة يعطي لها الحق في المطالبة بتسليم بعض القيادات الإرهابية الهاربة للخارج والموجودة في بعض الدول الأوروبية. ومن جانبه قال اللواء سلامة الجوهري رئيس وحدة مكافحة الإرهاب بالمخابرات الحربية الأسبق, السبب في اختيار مصر لرئاسة لجنة مكافحة الإرهاب يؤكد أن مصر دولة لها خبرة كبيرة في المنطقة في التعامل مع الإرهاب, واستطاعت مصر أن تفشل كل المخططات الخارجية لهدم الدولة, التي حاول البعض جعلها مثل سوريا والعراق وليبيا ولكن الجيش المصري استطاع بمساعدة قوات الشرطة التصدي للإرهاب, وقدم المئات من الشهداء, ولكننا مستمرون في الحرب, مشيرا إلي أن دول العالم سوف تتحد معا من أجل القضاء علي تنظيم داعش الإرهابي وعلي كل التنظيمات الأخري المنتشرة في مختلف بلدان العالم العربي. ومصر ستكون صاحبة الكلمة الأولي برئاسة تلك اللجنة في تقديم المعلومات لقوات التحالف الدولية لضرب تلك التنظيمات الإرهابية وتجفيف منابع الإرهاب. وقال السفير سيد قاسم مساعد وزير الخارجية السابق لشئون الأممالمتحدة إن الاختيار منطقي جدا لأن مصر دولة معرضة للإرهاب وتقع في منطقة مصدرة للإرهاب للعالم كما أنها دولة مهمة ولها ثقل في إقليمها, مشيرا إلي أن مجلس الأمن مثله مثل بقية مجالس الأممالمتحدة يحوي عددا من اللجان وكان لابد من توزيع مهامه علي الدول الأعضاء وهناك اتجاه حاليا للابتعاد عن رئاسة الدول الدائمة في مجلس الأمن لهذه اللجان وتركها للدول الأعضاء غير الدائمين. وأوضح قاسم أن لمجلس الأمن قرارات محددة فيما يتعلق بالإرهاب وكذلك مشروعات قرارات يحيلها للجنة وأن هذه اللجان مهمتها مراقبة تطبيق هذه القرارات أي أنها مطبخ داخلي لمجلس الأمن فيما يتعلق بالإرهاب علي مستوي العالم. ومن جانبه أكد السفير رخا أحمد حسن عضو المجلس المصري للشئون الخارجية أن اختيار الدول رؤساء اللجان في مجلس الأمن ومجالس الأممالمتحدة يكون من الدول ذوات الخبرة والتجارب في المجال بحيث تكون ملمة بالموضوعات المتصلة, مشيرا إلي أن مصر منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي وتحديدا منذ اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات تقاوم الإرهاب بكل سبل المقاومة سواء لتحركات العناصر الإرهابية وتمويلها والتنظيمات وغسيل الأموال.