تونس وكالات الأنباء: استجاب رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي لضغوط المعارضة وأقال مجموعة من الوزراء المحسوبين علي الحزب الحاكم, بالمقابل قالت المركزية النقابية إنها لن تشارك في الحكومة, وفق ما نقله الليلة الماضية موقع( تونس24). ولعل أبرز ما جاء في التشكيل الجديد هو محافظة الغنوشي علي رئاسة الوزراء, بينما أقيل وزير الداخلية السابق أحمد فريعة الذي لاقت تصريحاته السلبية حول ثورة الشباب التونسي نقدا واسعا ومطالبة بإقالته, وقد خلفه فرحات الراجحي. وحقيبة الدفاع كانت من نصيب الزبيدي خلفا لرضا قريرة. كما خلف حبيبة الزاهي وزيرالصحة المستقيل مصطفي بن جعفر( التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات). - حقيبة الشئون الاجتماعية كانت من نصيب محمد الناصر خلفا لمنصر الرويسي - حقيبة المالية, كانت من نصيب جلول عياد خلفا لرضا شلغوم- حقيب النقل والتجهيز من نصيب ياسين ابراهيم خلفا لصلاح الدين مالوش- وزير الثقافة هو عز الدين باش شاوش خلفا لمفيدة التلاتلي التي لاقي وجودها نقاشا واسعا. كما غادر الحكومة وزير الخارجية كمال مرجان وخلفه أحمد ونيس, فيما حافظ نوري الجويني( وزير التخطيط والاستثمار الدولي) وعفيف شلبي( وزير الصناعة والتكنولوجيا) علي منصبيهما. وكان وزير الخارجية التونسي كمال مرجان قد قدم استقالته قبل ساعات قليلة من إعلان التشكيل الحكومي الجديد, وقال إنها تاتي في سبيل' تعزيز الوحدة الوطنية'. وأوضح مرجان في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء( وات) الحكومية' قررت التخلي عن مهامي كوزير للشؤون الخارجية' وذلك' اعتبارا لمصلحة تونس ودعما لعمل حكومة الوحدة الوطنية في قيادة البلاد نحو بر الامان'. واضاف مرجان ان استقالته جاءت ايضا' في سبيل ان تؤتي الثورة الشعبية التي تعيشها بلادنا اليوم ثمارها وتحقق تطلعات شعبنا الي الحرية والعزة والكرامة'. وفي سياق متصل, قال مصدر من الاتحاد التونسي العام للشغل ان الاتحاد لن يشارك في الحكومة نفسها لكنه سيقر تشكيلها. من جانبه صرح الغنوشي ان اول انتخابات حرة في تونس ستنظمها هيئة مستقلة وسيراقبها مراقبون دوليون. وكان الغنوشي يتحدث في خطاب بثه التلفزيون علي الهواء مباشرة بعد ان اعلن التشكيل الحكومي الجديد الذي استبعد منه الوزراء من اعضاء الحزب الحاكم السابق. وقال الغنوشي في خطاب ان هذه حكومة انتقالية ومؤقتة ستبقي الي ان تكتمل مهمتها وهي الوصول بالبلاد الي الديمقراطية. واضاف ان التشكيل الجديد تم الاتفاق عليه بعد مشاورات مع الاحزاب السياسية وجماعات المجتمع المدني واختير الوزراء لخبرتهم ومؤهلاتهم .وكانت قد انطلقت أمس من مقر الاتحاد الجهوي للشغل بأريانة مسيرة سلمية احتجاجية ضمت عددا هاما من أساتذة التعليم الثانوي والتلاميذ والنشطاء السياسيين والمواطنين بالجهة للتعبير عن رفض حكومة الوحدة الوطنية في تونس. ورفع المتظاهرون الذين جابوا الشوارع الرئيسية للمدينة شعارات تدعو إلي إبعاد رموز النظام السابق من حكومة الوحدة الوطنية وحل التجمع الدستوري الديمقراطي. وأكد محمد الشابي رئيس الاتحاد الجهوي للشغل بأريانة لوكالة الانباء التونسية أن' الاتحاد لن يدخر جهدا لإسقاط حكومة الوحدة الوطنية باعتبارها لا تستجيب لطموحات الثورة الشبابية المجيدة'. وأفاد أن'80 بالمائة من أساتذة التعليم الثانوي بالولاية استجابوا للاضراب الذي دعت إليه نقابة التعليم الثانوي وهو دليل علي وعيهم التام بضرورة التصدي لمحاولات الالتفاف علي مطالب الثورة الشعبية في حكومة تعكس تطلعات الشعب إلي الكرامة والحرية والقطع نهائيا مع سياسات الماضي'. كما شهدت عديد المعاهد الثانوية بمختلف المناطق تعطلا للدروس بسبب إضراب الأساتذة الذي بلغت نسبته59 بالمائة وفق معطيات الإدارة الجهوية للتربية بأريانة. كما شهدت حركتا إنتاج ونقل الفوسفات بمناطق الحوض المنجمي بولاية قفصةبتونس منذ بداية الإسبوع الجاري شللا شبه تام بفعل احتجاجات عدد كبير من العاطلين عن العمل واعتصامات عمال شركات المناولة التي تتعامل مع شركة فوسفات قفصة.