100 يوم مضت علي تجمع أهالي قرية بنا أبوصير بسمنود يهنئون صالح ابن بلدتهم.. يباركون زواجه السعيد من إحدي فتيات القرية, يتمنون لهما طيلة العمر وأن يرزقهما الله الذرية الصالحة هذا المشهد تكرر من جديد أمام ساحة المنزل وسط عويل وبكاء الأهل وسيطرت حالة من الدهشة والذهول يخالطهما الحسرة والألم عقب سماعهم نبأ مقتل صالح ابن قريتهم في التفجيرات الإرهابية التي استهدفت العاصمة الفرنسية باريس مساء الجمعة الماضية ومن داخل القرية تجمع المئات من الاهالي حول منزل عم عماد الجبالي والد صالح فور سماع نبأ مقتل نجله صالح30 عاما حيث اختلطت الاحزان بالدموع وبات الجميع يتساءل بحسرة الاهل من هؤلاء الكفرة الذين يغتالون المدنيين الامنين. صدمة الخبر وقعت علي اسرته واهالي القرية كالصاعقة بعد ان اخطرهم ابن عمه الذي يعمل معه في باريس بالخبر المشئوم والذي لم يتخيل وفاته وان تكون جثة الشاب من بين العديد من الضحايا الذين سقطوا في الحادث الارهابي بعد ما ساورته الشكوك حول تغيبه لمدة يومين عقب الحادث حيث اضطر الي التوجه للقنصلية المصرية بفرنسا للابلاغ عن اختفائه وبعدها جاءت الصدمة المؤلمة والتي لم يتوقعها عندما ابلغه مسئولو القنصلية بأن ابن عمه من بين الضحايا وعقب انتشار خبر الوفاة خيم الحزن علي الجميع وارتدت القرية ثوب الحداد وتعالت صرخات النسوة واصوات الشباب من اصدقائه وجيرانه والدعاء علي من تسبب في التكدير مقرونا بالدعاء بالرحمة والمغفرة للشهيد وسط سماع آيات الذكر الحكيم التي انطلقت من داخل منازل القرية والتقت الأهرام المسائي بأسرته وبصوت أجش ومتقطع يخالطه البكاء والحسرة قال والد الشهيد انه علم بوفاة ابنه من نجل شقيقه وزملائه في فرنسا عندما علموا انه كان يتناول وجبة العشاء داخل أحد المطاعم بباريس لحظة وقوع التفجيرات في الجهة المقابلة للمطعم واشار إلي انه اصيب بحالة من الذهول حيث لم يتوقع ان يكون نجله الذي سافر الي فرنسا منذ عدة اسابيع لمواصلة عمله ان يكون من بين ضحايا التفجيرات الارهابية وطالب الاب المكلوم وزارة الخارجية المصرية بالعمل علي سرعة انهاء اجراءات نقل جثمان ابنه لدفنه بمقابر العائلة بمسقط رأسه بسمنود خاصة ان المسئولين لم يعلنوا عن موعد محدد لوصول الجثمان وبصوت تدغدغ كلماته الدموع قالت زوجة الشهيد رفيدة علي انها كانت علي اتصال بزوجها قبل وفاته بيوم واحد وطمأنها هاتفيا بأن اوضاعه مستقرة وعمله يسير علي اكمل وجه حتي فوجئت بصدمة الخبر الذي اصابها بالالم والحسرة مؤكدة انها علي استعداد للسفر الي باريس لإحضار جثمانه في حالة تأخر وصوله لتتمكن من إلقاء نظرة الوداع عليه واحتضانه بينما اضاف محمد صديق خال الضحية انه سافر منذ8 سنوات الي فرنسا للعمل مثلما يفعل شباب اهالي القرية بحثا عن لقمة العيش وعاد منذ اربعة شهوربعد حصولة علي اجازة لاتمام زواجه من احدي بنات القرية ثم سافر منذ25 يوما الي فرنسا حتي يلقي مصيره المحتوم وتساءل: لماذا لم تخطرنا القنصلية المصرية او وزارة الخارجية باستشهاد ابننا وناشد المسئولين بإعادة جثمانه لقريته سريعا حتي نطفيء نار الحرقة التي التهمت قلوب عائلته والتي لم يغمض لها جفن منذ سماع خبر وفاته مؤكدا ثقته في الرئيس السيسي بإنهاء اجراءات عودته سريعا الي ارض الوطن.