لم يجد عامل الدليفري المدمن وسيلة للخروج من أزمته المالية سوي البحث في دفاتره القديمة بين عملائه من كبار السن ليكونوا فريسة ينقض عليها لسرقة أموالهم وإنفاقها علي ملذاته الرخيصة. اتفق العامل مع عشيقته وصديقه بمدينة الغردقة للحضور إلي القاهرة وقتل المجني عليهما حيث نفذوا جريمتي قتل بمنطقتي الوايلي والظاهر واستغل المتهمون كبر سن الضحايا وإقامتهما بمفردهما وقرروا التخلص منهم. تفاصيل الجريمتين يرويهما عبد الرحمن أيمن23 سنة عامل بسوبر ماركت بمدينة الغردقة الذي حضر بصحبة عشيقته وصديقه حيث قال المتهم في التحقيقات التي باشرها المستشار إبراهيم ابوعقل مدير نيابة حوادث غرب القاهرة انه كان يعمل دليفري بسوبر ماركت بمنطقة الظاهر ويقوم بتوصيل الطلبات إلي المنازل وعلي علم بالحالة المادية لكل عميل لدي المحل وخلال فترة العمل تعرف علي إحدي السيدات تقطن بمدينة الغردقة ونشأت بينهما علاقة غير مشروعة بعلم زوجها. ومنذ عدة شهور استولي علي9 آلاف جنيه وهرب إلي مدينة الغردقة للعمل هناك وخلال تلك الفترة مر بأزمة مالية بسبب إدمانه للمواد المخدرة وقرر السفر إلي القاهرة بصحبة عشيقته لسرقة إحدي السيدات كان يقوم بتوصيل الطلبات لها بمنطقة الظاهر ونظرا لعلمه بأنها تقطن بمفردها ولديها كمية كبيرة من الأموال قرر التخلص منها. وفور وصولهما إلي القاهرة استقلا تاكسي لشقة الضحية وطلبا من السائق, انتظارهما وعقب صعودهما اكتشفا, أن العقار به حفل زفاف وعادا مرة أخري إلي التاكسي واخبرا السائق أنهما لا يملكان أي أموال لدفع الأجرة فعرض المتهم علي السائق ممارسة الرذيلة مع عشيقته مقابل الأجرة, وهنا وقعت مشاجرة بينهما واستقلت المتهمة, السيارة وتوجهت إلي كافيه بمنطقة المعادي وبعدها توجه المتهم إلي سيبر نت ومكث به حتي الساعة العاشرة صباحا وتوجه إلي شقة الضحية ودق جرس الباب وعندما فتحت له دفعها علي الأرض وخنقها حتي لفظت أنفاسها الأخيرة, واستولي علي مبلغ7200 دولار وكمية من المشغولات الذهبية كانت ترتديها القتيلة وفر هاربا واتصل بعشيقته وتقابل معها بمنطقة المعادي وأعطاها المشغولات الذهبية واستقلا سيارة وتوجها إلي محافظة البحيرة لرؤية نجل المتهمة الذي يعيش مع جدته, والاطمئنان عليه, وتركت المسروقات الذهبية لدي والدته. ويستكمل المتهم اعترافاته قائلا انه استبدل الدولارات من أحد مكاتب الصرافة بالبحيرة وتوجه مع عشيقته إلي رأس البر ومكثا معا يوما بها وبعدها إلي محافظة بورسعيد وهناك اشتري كمية كبيرة من الملابس لها بمبلغ6 آلاف جنيه وعادا إلي الغردقة وبعد إنفاق الأموال علي المواد المخدرة اختمرت في رأس المتهم ارتكاب جريمة أخري, بنفس الطريقة امسك بهاتفه المحمول واتصل بصديقه المتهم الثاني أحمد فتحي وطلب منه الحضور لشقته واتفقا علي التوجه إلي القاهرة لقتل المجني عليه الثاني بمنطقة الوايلي. وأضاف المتهم في اعترافاته التي جاءت بتحقيقات النيابة التي اشرف عليها المستشار إبراهيم صالح المحامي العام الأول لنيابات غرب القاهرة أنه حضر إلي القاهرة مرة أخري بصحبة المتهم الثاني وتوجه إلي شقة الضحية الثاني إبراهيم النجار ودق جرس الباب وعقب الاستعلام عن الشخص اخبره المتهم انه حضر من طرف شقيق الضحية لتوصيل بعض الأغراض له وفور فتح الباب دفعه أيضا علي الأرض فارتطمت رأس القتيل بالأرض وأصيب بجرح غائر وأطبق المتهم الأول علي رقبته وأغلق المتهم الثاني الباب وبعد أن أجهزا عليه وتخلصا منه سرقا10 آلاف جنيه كانت بحوزة المجني عليه كما عثر المتهم الثاني علي مبلغ أخر من المال وعملات تذكارية ومعدنية أثرية نادرة كان يحتفظ بها القتيل بمنزله واستوليا عليها وفرا هاربين إلي مدينة الغردقة. أصبح مقتل المجني عليهما لغزا للجهات الأمنية تم تشكيل فريق بحث لفحص عمال الديليفري والمسجلين خطر وأثناء السير في خطة البحث, وردت معلومات لرئيس مباحث الوايلي تفيد هروب عامل بسوبر ماركت منذ فترة بعد استيلائه علي مبلغ9 آلاف جنيه وأن صاحب سوبر ماركت توصل إلي عشيقة المتهم والتي تقطن بالغردقة, وطلب منها توصيله بالمتهم لإعادة الأموال وبالفعل قام المتهم برد المبلغ الذي استولي عليه لصاحب العمل. تم التوصل إلي هاتف المتهم وبتتبع رقمه من خلال شبكة المحمول تبين أن المتهم أجري عدة مكالمات من الهاتف بالمنطقتين اللتين وقعتا فيهما الجريمة وعلي الفور ألقي رجال المباحث القبض عليه واعترف بارتكاب الجريمتين. وأثناء إجراء المستشار إبراهيم ابوعقل للمعاينة التصويرية لمسرح الجريمة تبين وجود كاميرات مراقبة بأحد المحال التي تطل علي العقار الذي تقطن به الضحية الأولي وأثناء تفريغ محتوي الكاميرات ظهر المتهم وعشيقته أثناء دخولهما للعقار. وأمرت النيابة بحبس المتهمين4 أيام علي ذمة التحقيقات ووجهت لهم تهم القتل العمل مع سبق الإصرار والترصد والسرقة.