سلطت الصحف العالمية الضوء علي الاستراتيجية الجديدة التي أعلنها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لمحاربة التطرف, وفي الوقت الذي اعتبرت فيه صحيفة نيويورك تايمز الامريكية ان كاميرون اعلن الحرب علي الارهاب مطالبا المسلمين في بلاده بمساعدته, وان هذه الحرب قد تكون الفاصلة في هذا القرن كما وصفها كاميرون. اكدت صحيفة الجارديان البريطانية ان خطط كاميرون التي قوبلت بهجوم شديد من قبل المسلمين قد تكون السبيل الوحيد لبريطانيا التي خصصت مبلغ7,7 مليون دولار لمكافحة الارهاب في اجتثاث جذور التطرف من البلاد. وأثارت استراتيجية كاميرون جدلا واسعا بين الأغلبية المسلمة في بريطانيا والتي اعتبرت ان تلك الاستراتيجية تعمق الانقسام وتهدد المسلمين, وهو الأمر الذي تطرق إليه وزير الداخلية بحكومة الظل العمالية اندي بورنهام والذي اكد ان حزب العمال البريطاني سيعارض تلك الاستراتيجية في حال انطوت علي اي تجاوزات او اثارت استياء من قبل المسلمين. ورفضت الاغلبية المسلمة في بريطانيا استراتيجية كاميرون واصفين اياها بأنها تشيطن مجتمعاتهم ومصيرها الفشل, كما اكد المجلس الإسلامي البريطاني أكبر مؤسسة إسلامية في البلاد انه علي الرغم من أن الإرهاب خطر حقيقي الا ان إستراتيجية كاميرون تستند لتحليل سييء وتخاطر بتنفير من يؤيدونها, كما انها ستخضع كل جوانب حياة المسلمين للاختبار حتي تثبت الولاء للبلد. وتقوم الاستراتيجية علي حظر الجماعات التي تعتبر متطرفة أو تروج للكراهية زغلق الأماكن التي ينشط فيها المتطرفون بما فيها المساجد كما ستخضع القنوات التليفزيونية والاذاعية للمراقبة. ويسعي كاميرون جاهدا منذ شهور للتصدي للفكر الارهابي الذي يروجه تنظيم داعش وتنظيم القاعدة وغيرهم من الجماعات إلاسلامية المتشددة التي نجحت باساليبها في الوصول الي عقول الشباب البريطاني وكذلك الاسر البريطانية التي باتت تتطوع للانضمام في صفوف داعش.