تحضرنى ونحن نشهد هذه الأيام حركة نشطة وواعية داخليا وإقليميا ودوليا، فى سبيل إحياء المشروع الوطنى المصرى ،كلمة الرئيس السيسى القائد الذى يحمل هم ومسئولية إعادة مصر للمصريين، وهو يقول «إن الجيش والشرطة سيظلان فى طليعة الشعب المصرى يذودان عن أرضه ويدافعان عن بقائه « . وهى فى تقديرى كلمات دالة وواضحة، لا تحتاج إلى شرح وتفصيل، خصوصا فى مواجهة الكثير من التضليل، وما أكثره هذه الأيام، ومن صور التجنى والظلم وما أوسع انتشارها فى هذه المرحلة. ودون شك فإن إحياء المشروع الوطنى لمصر،لا ينفصل بالمرة مع ضرورة أخرى وملحة، للم الشمل العربى كله تحت راية واحدة وهدف واحد وموحد ، ولعل سيرة الزعيم جمال عبد الناصر والملك فيصل بن عبد العزيز رحمهما الله ،هى واحدة من تلك النماذج الساطعة فى تاريخ أمتنا ،والتى تؤكد ضرورة تمتين روح العروبة وتعميقها لدى الجماهير،سواء بكون هذين الزعيمين قد جسدا بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان وحدة الأمة العربية وعروبتها، لأنهما رأيا فى العروبة هوية قادرة على النهوض والتحرر والحرية، فلا عروبة مع التخلّف، ولا عروبة مع الإرهاب، ولا عروبة مع التبعية، ولا عروبة مع الخراب. كذلك كان الحال، فى حرب أكتوبر 1973 المج دة التى حملت عنوانين رئيسيين يحتاجهما العرب اليوم على طريق نهضتهم وتحررهم وصون وحدتهم، العنوان الأول هو الوحدة الذى شكلت تلك الحرب إحدى مظلاته وآلياته، والعنوان الثانى هو المصير المشترك التى يشكل الجيش ركنا رئيسيا من أركانها، ففى أمة غنية بالتنوع كأمتنا تصبح الوحدة والمصير المشترك أداتها لمعالجة كل التحديات والأخطار، وتصبح الجيوش حصنا للأمة وضمانة لبقاء عروبتها التى هى فى الأساس شرفها وهويتها مهما حاولوا طمسها وتمزيقها بشتى السبل. لكننا للأسف الشديد ،ما زلنا نعيش هذه المعادلة الصعبة، الوطن ، أم العروبة ، ونحن ندرك أن قدرنا هو فك عقد تلك المعادلة والانطلاق نحو فجر عربى جديد، ونهضة عربية مشرقة، توصلنا جميعا إلى بر الأمان فى زمن تتلاطم فيه الأمواج، وتتفاقم فيه الأزمات، وتتعاظم فيه المحن، لأنها معادلة تؤكد فكرة المشاركة داخل الدولة، كبيرة أو صغيرة، بين أفراد أو جماعات، بين طوائف ومذاهب، لأن ما من طغيان فئة على فئة إلا وحمل فى داخله بذور الانفجار، وما من هيمنة لكبير أو صغير، أو لقوى أو ضعيف إلا وتؤسس لاحتقان ستظهر نتائجه مع الأيام. وقد كانت دعوة السيسى لجميع أبناء الأمة المصرية فى يونيو 2012 ،فى عمقها ودلالتها ،دع ة للوحدة والمشاركة على أرضية المواطنة، رفضها من ظن أن سطوته دائمة وعنجهيته راسخة فدعته قدرته الى ظلم نفسه والناس متناسيا قدرة الله عليه. واليوم تتجسد كلمات الرئيس لأبناء مصر فى الذكرى الثالثة والثلاثين لتحرير سيناء ،و دعوته للجميع إلى المشاركة الفعالة والايجابية، لأن المشاركة هى مصلحة عامة للأفراد والأحزاب والقوى الاجتماعية، فهى إرادة الخير لها مادامت تسلك الطريق السوى الذى يعود بالسعادة والنفع على كل المصريين . خاصة أن الانتماء الحقيقى لهذا الوطن وللأمة، شرف وقدر ممتد الأثر، وموصول بأعظم الصلات بين الإنسان وربه، فالأمة العربية والمصرية على حد سواء، هى فى أشد الحاجة إلى الأمل والتاريخ والوحدة والتلاحم، فكلها أهداف واحدة، وعندما تكون الأمة فى خطر، فكلنا جنود فى خدمة أمتنا. علينا إذن أن نعلم أن أجدادنا لم يقفوا أمام التتار والصليبيين والصهاينة، بل انتصبوا واتحدوا وترابطوا أمام هؤلاء الغزاة ،واستطاعوا بتوحيد صفوفهم أن يكسروا السيل العرمرم فهزموهم، وبقيت حضارة ومنارة الوطن العربى آمنة فى ربوعها ووديعة يحتفظ بها الأسلاف للأخلاف. لهذا كله، أعتقد أن عروبة مصر هى واقع تاريخى وجغرافى وحقيقة إنسانية، غير قابلة للمحو أو النسيان. abdelsalamfarouk@yahooÆcom