تنام بورسعيد وتصحو علي اجتماعات المحافظ مجدي نصر الدين مع ممثلي الاحزاب والقوي الوطنية والنقابات والهيئات العامة وائتلافات الشباب وطلبة وأساتذة وقيادات جامعة بورسعيد المخصصة لمناقشة جوانب المشروع السياحي الذي تروج له المحافظة علي مدي الاسابيع الماضية باعتباره الحصة التي حصلت عليها بورسعيد من كعكة الاستثمارات التي تمخض عنها للمؤتمر الاقتصادي الكبير الذي عقد في شرم الشيخ أخيرا. ويجتهد محافظ بورسعيد لاقناع ممثلي القطاعات المختلفة لأهالي المدينة بشأن عزمه ردم شاطئ البحر المتوسط قبالة المدينة لإقامة مجموعة من القري والمنشآت السياحية, مشيرا إلي أهمية المشروع في نقل بورسعيد نقلة حضارية وتنموية هائلة خلال السنوات المقبلة. وعبثا تحاول الأغلبية العظمي من حاضري تلك الاجتماعات التي حملت شعار( الحوار المجتمعي) إقناع انفسها بالفكرة التي لم تطرأ علي ذهن أي مسئول منذ نشأة المدينة عام1859 وحتي الآن وجدواها الاقتصادية بالنظر للتكلفة الهائلة لخطوة ردم البحر وحجم المخاطرة والمغامرة بالملايين في مواجهة البحر المجهول, والتداعيات السيئة للمشروع التي ستقضي قضاء مبرما علي مصيف بورسعيد الذي يعد المتنفس الوحيد لأهالي المدينة. يقول محمد أبو عياد عضو المجلس المحلي السابق إن إقامة ساتر ترابي علي ساحل مدينة بورسعيد لحمايتها من النحر والتآكل هو العنوان أو المبرر التسويقي الذي ترتكز عليه المحافظة لإقناع أهالي بورسعيد بالمشروع الحقيقي الذي أعلن عنه المحافظ والمتعلقبمنح شاطئ بورسعيد مساحة إضافية بطول6 كم من نادي الصيد حتي الجميل وبعمق3 كيلو مترات داخل مياه البحر لمستثمر ليقوم بردم هذه المساحة من الشاطئ وإقامة مشروعات عليها, مضيفا أن وزير الري عرض هذا الموضوع ضمن الخطوات الجارية لتنفيذ خطة الدولة لحماية شواطئ المدن الساحلية المصرية وتنميتها. وقال أبو عياد: أعتقد أن بورسعيد بهذا المشروع ستفقد شاطئها الذي عرفته عبر تاريخها, مشيرا إلي ضرورة التصدي إلي هذا المشروع وإيقافه لمزيد من الدراسة من جانب ممثلي بورسعيد القادمين سواء بالبرلمان او المجلس الشعبي المحلي. يشير محمد الرفاعي( صراف) إلي ان ما يجري تداوله حول ردم البحر بعمق3 كيلو مترات مجرد اوهام مماثلة تماما لما روج له بعض المحافظين السابقين واتباعهم ممن خططوا لبورسعيد حتي2020 واكدوا علي مدي السنوات الاربع المنقضية ان بورسعيد ستضاهي هونج كونج بعد8 سنوات وبسهولة ستماثل سنغافورة بعد4 سنوات فقط وهذه الاوهام لا تجد من يصدقها من أهالي بورسعيد والذين يعرفون جيدا ان حل أزمات المدينة المختلفة لا تحتاج لإقامة قري سياحية داخل البحر ولا مطاعم وكافيهات جديدة علي الشاطئ. ويري الدسوقي حامد( محام) ان الترويج الكاذب لندرة الأراضي ببورسعيد هو شماعة للفاشلين ممن لا يملكون رؤية استراتيجية متكاملة للمدينة وليس لديهم أي ابداع او ابتكار لحل ازماتها. وقال بالنسبة للأراضي تحديدا ماذا يقول الساعون لردم البحر في مساحات الأراضي الفضاء الشاسعة الناتجة عن هدم شاليهات المعمورة والواقعة علي شاطئ بورسعيد والتي تحولت لخرابات5 نجوم لا تجد من يستغلها في مصلحة المدينة وشبابها علي مدي السنوات العشر الماضية. وتساءل لماذا يردمون البحر لإقامة قري سياحية.. وشاطئ بورسعيد خال من أي منشآت سياحية لمسافة8 كيلو مترات بدءا من منفذ الجميل وحتي قرية الابطال؟ ولماذا لا تنقل المنافذ الجمركية من موقعها الحالي لتصل للحدود مع الاسماعيلية أو دمياط أو لنصف المسافة مع المحافظتين ؟ وأوضح ان هناك أسئلة كثيرة الإجابة عنها تشير لامتلاك المحافظة الأراضي اللازمة لخطط التنمية بدلا من ردم البحر, ونقل الملاحة. في المقابل, أكد محافظ بورسعيد لممثلي أهالي بورسعيد ان المشروع السياحي المزمع اقامته علي الأرض الناتجة عن ردم قطاعات بالبحر المتوسط قبالة المدينة قد جري دراسته الفنية والعلمية بدقة وعناية, مشيرا إلي الاستفادة من تجارب الدول الاوروبية التي لجأت لتجفيف وردم البحار المحيطة بها لاقامة منشآتها المختلفة ومن بينها هولندا التي حققت نجاحات مذهلة في هذا المضمار علي مدي العقود الماضية.