تعكس الفرحة الهستيرية التى سيطرت على الأجواء بين قطاعات عريضة من جماهير وأعضاء نادى الزمالك بعد الانتصار الأخير للفريق على الفتح الرباطى المغربى فى دور ال16 للبطولة الكونفيدرالية حالة التعطش التى تعيشها القلعة البيضاء التى عانت كثيرا من حالة الانهيار والتخبط التى عاشها فريقها الكروى فى السنوات الاخيرة التى خرج خلالها من دائرة البطولات إلا قليلا. كما تعكس تلك الحالة واقع الحال للرياضة المصرية عامة والرياضة بالأندية خاصة وهى اختصار نجاح أى إدارة فى قدرتها على توفير كل الأجواء والإمكانات للفريق الكروى الذى وللأسف الشديد هو «ترمومتر» أداء وتقييم أى مجلس يتولى المهمة. الزمالك بالفعل هذا الموسم مختلف تماما عن المواسم والسنوات العجاف السابقة إلا أنه فى نفس الوقت ما زال يتحسس خطاه نحو تحقيق بطولة يتوج بها عروضه القوية ونتائجه المتميزة. فالعبرة دائما بالخواتيم وليس بالعروض والنتائج. والتاريخ الكروى مليء بالأحداث والمواقف لفرق كانت تسير «كالطلقة» فى بطولات محلية وقارية الا انها فشلت فى نهاية المطاف فى الصعود لمنصات التتويج بعد ان اصابها الاطمئنان الذى وصل بها الى حد الاسترخاء فخرجت فى النهاية خالية الوفاض. والزمالك نفسه شرب من هذا الكأس فى تسعينيات القرن الماضى عندما كان متفوقا على الاهلى بفارق 13 نقطة مع بداية الدور الثانى بفريق اطلق عليه وقتها فريق الاحلام لما كان يضمه من كوكبة النجوم وخرج فى النهاية خالى الوفاض. الزمالك لم يكن خارج دائرة البطولات فى ألعاب جماعية وفردية كثيرة صعد خلالها لمنصات التتويج المحلية والقارية الا أنها كانت خارج تقييم اداء وعمل ادارته لان فريق الكرة هو المقياس للاعلان عن نجاح أو فشل الادارة. ونفس الحال للنادى الاهلى الذى توالت سقطاته فى العاب فردية وجماعية الا ان التراجع فى أداء ونتائج الفريق الاول لكرة القدم هى التى فتحت ابواب جهنم على مجلس ادارته الذى اضطر معها لإجراء تغيير فى الجهاز الفنى بقيادة الاسبانى جاريدو وتعيين فتحى مبروك لمهمة الإنقاذ التى قبلها بدون تردد بالرغم من ان مجلس طاهر هو من استغنى عن خدماته وهو فى قمة فرحته بقيادة الفريق للاحتفاظ بلقب الدورى قبل اشهر قليلة وليؤكد معها مبروك ان الرجال افعال لا اقوال!.