موجة عنيفة من غلاء الأسعار تجتاح الأسواق, يعاني منها المواطن حيث أصاب الغلاء الخضر والفاكهة واللحوم, في وقت يمر فيه بظروف مادية مرهقة نتيجة الأوضاع الاقتصادية الضاغطة التي تقع عليه. وأرجع تجار الخضر والفاكهة السبب في ذلك إلي التذبذب الكبير في المناخ خلال الفترة المقبلة ما بين حرارة مرتفعة أعقبتها برودة شديدة استمرت فترة طويلة يليها ارتفاع مفاجئ في الحرارة, مما أدي إلي إصابة الزراعة بالضرر الكبير. الأهرام المسائي توجه إلي سوق العبور وإحدي أسواق وسط البلد للتعرف علي أسباب ارتفاع أسعار الخضر والفاكهة ومدي تأثيرها علي المواطنين.. فماذا قالوا؟ تقول أمنية عبد الغفار ربة منزل: الأسعار غالية جدا والمشكلة أنها جاءت في توقيت حساس جدا حيث فترة الامتحانات والدروس الخصوصية, فلم يكن من المناسب أبدا أن ترتفع الأسعار في هذا التوقيت وبهذا الشكل الكبير. وأشار محمد حسين, موظف بالهيئة العامة للنقل, إلي أن الأسعار ارتفعت ما يعادل70% دفعة واحدة, فبالرغم من أن التجار معذورون في رفع الأسعار بسبب تكلفة نقل الخضر والفاكهة لرفع الدعم عن الوقود, ورفع تكلفة اليد العاملة في التحميل والنقل وربما البيع أيضا, إلا أن ذلك لا يعني أن تلك الزيادة زيادة منطقية, فأين الدور الرقابي للدولة علي الأسواق وأين أجهزتها المسئولة عن ضبط الأسعار, وماذا تنتظر جمعيات حماية المستهلك لتتدخل وتمنع جشع التجار, ففي الوقت الذي تباع فيه الطماطم في المناطق الشعبية ب7 جنيهات تباع ب10 جنيهات في المناطق الراقية, وهذا يعني أنه لا يوجد مسئولون يشعرون بمعانات المواطن للتدخل في ضبط السوق. وأكدت نجاة محمد, تعمل بالعلاقات العامة بإحدي الشركات الخاصة, عندما يشمل الغلاء لقمة عيش المواطن البسيط فهذا قمة الظلم, فالشعب دخله محدود جدا وغير قادر علي تحمل هذا الغلاء مع ظروف الحياة القاسية والتي يعاني فيها منذ فترة. ولفت رزق الله مجدي, عمل خاص, إلي أن الكهرباء سترتفع أسعارها خلال الفترة المقبلة مما يعطي مؤشرا لزيادة جديدة في الأسعار, فكيف سيعيش المواطن البسيط؟ فقد كنا نشتري الخضر والفاكهة لتبقي في البيت يومين وثلاثة, وبعد موجة الغلاء اليوم بيومه, وأنه من الملاحظ لا مواطنين ولا حركة في السوق, وأن حالة من الركود تخيم علي السوق, نظرا لهذا الارتفاع الكبير في الأسعار والذي لم يسبق له مثيل, وهو دلالة علي طمع التجار. وتوجهت الأهرام المسائي إلي سوق العبور لتضع يدها علي الأسباب الحقيقية وراء هذا الغلاء الجنوني, وذلك من خلال تجار الخضر والفاكهة. أرجع محسن أبو العلا, منتج وتاجر ومستورد فاكهة, الزيادة الكبيرة في الأسعار إلي سببين أولهما العوامل الجوية, التي أثرت علي كمية الفواكه, حيث كان الجو دافئا فخرجت الزهرة مبكرا لأن الجو الدافئ يعجل بالتزهير, لحقت بها موجة من البرد الشديد مما أثر علي العقدة( الثمرة) التي كانت في مرحلة الجنين وهي أضعف مراحل الإنبات, فقضت عليها البرودة, وبالتالي أصبحت كمية الفاكهة قليلة, مع العلم بأن الشجر أعطي في هذه الفترة التي تتميز بالحرارة جنينا آخر ولكن ليس بنفس الكثافة المعهودة عن الشجر في الظروف الطبيعية, وهو أيضا ليس بنفس الجودة, أما السبب الثاني أن هذا التوقيت من الصيف تكون فاكهته بشائر, ومن الطبيعي أن تكون غالية الثمن إلي حد ما. وتابع: إن انخفاضا نسبيا في الأسعار حدث منذ الأمس بالنسبة لتجار الجملة, سيشعر به المستهلك بعد أسبوع نظرا لكون الجو مازال معتدلا ولم يدخل الصيف بدرجات الحرارة الطبيعية المعتاد عليها,. وأوضح صلاح العمدة, تاجر ومورد خضار, أن السبب في ارتفاع الأسعار هو أن الفلاح يجني الخضر كل5 أيام في الشتاء, بينما كل يومين في الصيف, وهذا ما يجعل العرض أكثر من الطلب فتهبط الأسعار, وجاء تأخر فصل الصيف هذا العام بغلاء أسعار الخضر, أما ارتفاع سعر الطماطم فقد جاء علي خلفية المبيدات التي يستخدمها الفلاح, ففي هذا العام قامت بعض الشركات بتصنيع أنواع مغشوشة مصنعة تحت بير السلم, مما أضر بالطماطم حيث قام الدود والسوس ينخرها بل والتكاثر فيها, فأصبحت الطماطم في السوق نوعين, أحدهما المسوسة وتباع في المناطق الشعبية, والجيدة للمناطق الراقية وللاستيراد, وتساءل: أين مجمع البحوث ورقابة وزارة الزراعة علي المبيدات والأدوية المعالجة للزراعة التي يستخدمها الفلاح ؟ وتوقع أن تستمر موجة الغلاء إلي15-5-2015 علي الأكثر ليشهد المواطن انخفاضا مقداره50-60% بالنسبة للطماطم, أما الخضر فسوف تنخفض70%, أما في شهر رمضان فسيكون الارتفاع بسيطا لأن العرض سيكون أكثر من الطلب, نظرا لارتفاع درجة الحرارة فقابلية الناس للطعام تقل وللمسبكات أيضا, وتميل أكثر للحلويات والعصائر.