حذرت الدكتورة جيهان جمال رئيس الجمعية العربية لحماية صغار المستثمرين في البورصة من انتشار ظاهرة الثقة العمياء لصغار المستثمرين في شركات السمسرة كجهة لنصح المتعاملين مؤكدة أن أغلب المشكلات والخسائر التي يتعرضون لها ناتجة عن النصائح الخاطئة مؤكدة أن شركات السمسرة تهدف أساسا للحصول علي العمولة سواء من البائع أو المشتري ومن ثم يهمها إتمام الصفقات بغض النظر عن الإضرار بأي من الطرفين. وأضافت أن ضعف الرقابة في السوق وعدم وجود عقوبات رادعة يؤدي الي مسلسل المخالفات الحادة وتلاعب شركات السمسرة بصغار المستثمرين سواء عن طريق استخدام المعلومات الداخلية أو التلاعب في تحريك أسعار الأسهم صعودا وهبوطا بالتعاون مع الشركات صاحبة الأسهم لتحقيق أرباح استثنائية وغير مشروعة. كما قد تقوم أحيانا شركات السمسرة بالبيع او الشراء لأسهم العملاء دون علمهم ودون موافقتهم بغرض تحقيق مكاسب للشركة وهو نفس ما ادت اليه الممارسات الخاطئة التي قامت بها بعض شركات السمسرة من خلال التلاعب في أرصدة العملاء المحفوظة لديها وإجراء عمليات بيع وشراء دون علم العملاء. وقالت جيهان إن أغلب صغار المستثمرين يقعون ضحية لممارسات بعض المستثمرين الكبار في السوق الذين يقومون بالعديد من الألاعيب لتحريك أسهم معينة للصعود أو الهبوط من أجل تحقيق أرباح هائلة علي حساب صغار مستثمري البورصة الذين يندفعون وراء الأخبار الكاذبة والمضللة دون تفكير مشيرة الي وجود مايطلق عليهم كبارالمستثمرين في البورصة أوmakers وهم كبار حملة الأسهم ذوي الملاءة المالية العالية الذين يتحكمون في أسعار الأسهم صعودا وهبوطا من خلال طرح كمية كبيرة من أسهمهم من اجل زيادة المعروض منه في السوق ومن ثم خفض سعره الأمر الذي يسبب حالة من الخوف لدي صغار المستثمرين من انخفاض السعر فيقومون ببيع اسهمهم خوفا علي مدخراتهم الصغيرة وبالتالي يزيد الكم المطروح من ذلك السهم, وبهذه اللعبة ينخفض سعر السهم الي الحضيض فيقوم كبار المستثمرين بشراء الاسهم وهي منخفضة مرة اخري ويحتفظون بها لحين زيادة الاسعار. كما حذرت الدكتورة جيهان صغار المستثمرين من الانسياق وراء المقامرات او الجيمات والممارسات غير المشروعة في التداول والتي تعني أن يتدخل المتعامل بأفعال من شأنها إحداث ارتفاع أو انخفاض مصطنع في الأسعار معتمدا علي طرق إضافية لإحداث تموجات شديدة في حدودها القصوي بطرق مفتعلة بغرض الاستفادة من فروق الاسعار غير المبررة كأن يحدث بين عدد من الأفراد إتفاقا غير معلن علي القيام بمضاربات واسعة علي سهم رخيص وأسهمه قليلة في السوق ليسهل لهم تحطيم نظرية العرض والطلب مما يدفع الغير للدخول في هذه الجيمات ويقوم هؤلاء الافراد بالبيع أو الشراء بكميات كبيرة لإضفاء شكل المضاربة والاتجاه الزائف للسهم أو أن يقوم عدد من المستثمرين في سهم من الاسهم النشطة بشراء أو بيع كميات كبيره من هذا السهم لتصدير شعور غير حقيقي لبقية المتعاملين في السوق بان هذا السهم مرشح للصعود في حالة شراء كميات كبيرة منه أو أنه مرشح للهبوط في حالة بيع كميات كبيرة منه وبالتالي يحدث نوع من الصدمة السعرية حول السهم تدفع بقية المستثمرين لشرائه أو بيعه بكميات هائلة وبذلك يحقق المضاربون أهدافهم من خلال تعاملات قانونية مائة بالمائة ولا يمكن لأحد أن يعترض عليها. وأكدت جيهان أن من أسوأ مظاهر التلاعب بصغار المستثمرين انتشار الأكاذيب حول تجزئة السهم حيث أن مجرد الاعلان عن تجزئة سهم شركة ما يؤدي الي زيادة أسعارها الي نسب كبيرة قد تصل الي100% أو أكثر في بعض الأحيان بما لا يعكس في الكثير من الحالات نتائج حقيقية لأعمال الشركة ويستغلها المضاربون في تعظيم أرباحهم ونشر الشائعات حول عدد من أسهم التجزئة تارة وحول أسهم أخري لم يتم الاعلان عن تجزئتها تارة أخري مما يضر بصغار المستثمرين الذين يهرولون للحاق بركب التجزئة القادم حيث تسيطر عليهم أحلام كثيرة حول وصول السهم لمستويات سعرية لم يصلها من قبل. لذا يجب علي المستثمرين التروي في التصرف وأن يعرفوا معني تجزئة السهم بصفة عامة وما أثره لتقييم ماسيكون عليه الوضع فتجزئة الأسهم تنقسم الي نوعين إما زيادة أو نقصان ففي الزيادة يتم زيادة عدد الأسهم وينخفض السعر وفي النقصان يتم إنقاص عدد الأسهم وزيادة الأسعار وفي كلتا الحالتين يبقي راس المال علي وضعه ولا يتغير لأن التجزئة ناشئة من تقسيم الأسهم الموجودة وليس إصدار أسهم جديدة وهي تختلف عن زيادة رأس المال الذي تقوم به الشركة لتمويل مشروعاتها. وأوضحت جيهان أن خبر تجزئة الأسهم لن يؤثر علي قيمة السهم الحقيقية وليس له علاقة بنتائج أعمال الشركة وبالتالي الارتفاعات التي تصاحب الخبر ارتفاعات واهية تتم فقط للمضاربة وتربتط بسلوكيات صغار المستثمرين التي يستفيد منها المضاربون. وحول ظاهرة تسريب المعلومات قالت الدكتور جيهان جمال أن من أقبح الممارسات التي نراها دوريا أثناء جلسات التداول في البورصة تسريب معلومات خاطئة وشائعات عن طريق منتديات الانترنت وبعض القنوات الفضائية وبعض الصحف وأحيانا شركات السمسرة حيث يتم تسريب ونشر خبر مغلوط من أجل رفع سعر سهم معين حتي يبيع أصحاب المصلحة في اطلاق ذلك الخبر كما قد يحدث تسريب شائعة أخري تهوي بالسهم الي سعر متدن من أجل الشراء بأقل سعر ممكن وفي الحالتين يحقق صاحب الشائعة المكاسب من وراء صغار المستثمرين الذين يصدقون ما يسمعون أو يقرؤون. وكشفت جيهان عن قيام بعض الشركات التي يتم تداول أسهمها في البورصة تقوم بممارسات قبيحة من من شأنها التأثير علي سعر سهمها في السوق كالمضاربات الوهمية.