اختتم رؤساء أركان جيوش الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية اجتماعهم الأول امس في إطار متابعة تنفيذ قرار القمة العربية في شرم الشيخ بشأن إنشاء قوة عربية مشتركة لصيانة الأمن القومي ومكافحة الإرهاب و استعرض رؤساء هيئة الأركان العرب خلال مداولات اهم الأوضاع الراهنة وما تفرضه من تحديات خطيرة علي الأمن القومي العربي وخاصة المخاطر المترتبة علي العمليات التي تنفذها المنظمات الإرهابية والرامية إلي تهديد كيان الدولة الوطنية الحديثة وترويع المجتمعات العربية وتهديد الوحدة الوطنية وبث الفرقة والانقسام بين أبناء الأمة الواحدة. وأكدوا علي ضرورة العمل الجماعي للقضاء علي الإرهاب واجتثاث جذوره بما يضمن الحفاظ علي الاستقرار والأمن في المنطقة وبما يتوافق مع ميثاق جامعة الدول العربية وميثاق الأممالمتحدة كما أكد رؤساء هيئة الأركان علي ضرورة العمل الجماعي المشترك لإيجاد حلول عربية لقضايا المنطقة وعلي أهمية تشكيل القوة العربية المشتركة لتمكين الدول العربية من التعامل بفعالية مع التحديات الراهنة والاستجابة الفورية لمعالجة الأزمات التي تنشب في المنطقة بما فيها عمليات التدخل السريع وغيرها من المهمات ذات الصلة التي تهدف إلي توظيف هذه القوة لمنع نشوب ا لنزاعات وإدارتها وإيجاد التسويات اللازمة لها وكيفية استخدام هذه القوة بما يحفظ استقرار الدول العربية وسلامة أراضيها واستقلالها وسيادتها. كان الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية أكد خلال كلمته الافتتاحية أمس أمام الاجتماع الأول لرؤساء أركان القوات المسلحة بالدول العربية وفريق من الخبراء العسكريين العرب رفيع المستوي ان مقترح إنشاء القوة العربية المشتركة ليس موجه ضد أي دولة ولا يمثل محورا أو تحالفا أو تهديدا لأحد وإنما يهدف إلي محاربة الإرهاب وحماية الأمن القومي العربي مشددا علي أن ذلك جعلها محل تقدير من جانب الأطراف الإقليمية والدولية فضلا عن تفهم المنظمات الإقليمية والدولية والدول الفاعلة بالمجتمع الدولي لدوافع هذا الإجراء وبروح من المصارحة والشفافية. واضاف أن الدول العربية تأخرت كثيرا في تحقيق هذا الهدف الذي سبقتنا إليه منظمات إقليمية عديدة لكنه أكد علي أهمية هذا الاجتماع بدرجة كبيرة مشيرا إلي أنه يستمد أهميته من كونه يأتي تنفيذا لقرار قمة شرم الشيخ التاريخي القمة العربية السادسة والعشرين28 و29 مارس الماضي الذي يؤسس لإنشاء قوة عربية مشتركة لافتا الي اننا نتفق علي أن مسئولية حماية الأمن القومي لكل دولة عربية تقع علي عاتق قواتها المسلحة داخل حدودها وهو واجب مقدس عاهدنا الله علي أن لا ندخر جهدا في سبيل أدائه علي الوجه الأكمل دفاعا عن مقدرات دولنا العربية. وأعرب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية عن ثقته في مشاركة الحضور له الرأي بأن التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي الجماعية باتت متشابكة وتمتد عبر الحدود دون عائق مؤكدا أن ما يحدث في أي بلد عربي من اقتتال داخلي أو افتئات علي السلطة الشرعية أو استفحال للتنظيمات الإرهابية بممارساتها اللإنسانية لا يمكن غض الطرف عنها تحت وطأة الاعتقاد الخاطيء بأن تأثير هذه الآفات علي اختلاف سلوكها ومسبباتها لن يطل بقية الدول العربية بشكل مباشر أو غير مباشر. وقال إنه ثبت يقينا بما لا يدع مجالا للشك أن المواجهة الأحادية من جانب القوة المسلحة الوطنية داخل حدود البلد الواحد غير كافية في حالات عدة مشددا علي أن ذلك يعظم من الحاجة لإيجاد آلية جماعية من خلال تشكيل قوة عربية مشتركة تكون جاهزة للتدخل السريع إذا ما اقتضت الضرورة لذلك وبناء علي طلب من الدول المعنية وبما لا يمثل أي انتقاص من سيادتها وإستقلالها ااتساقا مع أحكام ميثاقي الأممالمتحدة والجامعة العربية, وفي إطار من الاحترام الكامل لقواعد القانون الدولي. من جانبه قال الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية خلال كلمته الافتتاحيه أمس أمام الاجتماع الأول لرؤساء أركان القوات المسلحة بالدول العربية وفريق من الخبراء العسكريين العرب رفيع المستوي إن القوات المسلحة بالدول العربية ستظل سد منيعا للأمم العربية وقلعة صلبة لصيانة الحماية العربية خاصة في ظل المصير المشترك للأمة العربية لافتا الي ان بحث تشكيل قوة عربية مشتركة جاء تنفيذا لقرار القمة العربية ال26 التي عقدت نهاية شهر مارس الماضي واصفا القرار التي اتخذته القمة العربية في شرم الشيخ بأنه قرار تاريخي وجاء تتويجا للقرارات السابقة للجامعة العربية وعلي رأسها قرار مجلس الجامعة علي المستوي الوزاري في سبتمبر الماضي والذي نص علي مواجهة شاملة للإرهاب وأن تلتزم الدول العربية برد الاعتداء علي أي منها بناء علي ميثاق الأممالمتحدة وأن تتيح هذه القوي المجال للعمل جماعيا لحماية الأمن القومي واتخاذ كافة التدابير لإتمام إنشاء القوة العربية المشتركة ووضع هذا القرار موضع التنفيذ. واوضح أن التحديات المحدقة بالأمة أصبحت تمثل تحديا جسيما وخطرا علي الأمن القومي العربي بما يستلزم العمل علي اجتثاث الإرهاب من جذوره خاصة بعد بزوغ أنماط جديدة أصبحت تمثل تهديدا مباشرا,الأمر الذي يستدعي ضرورة اتخاذ قرار عاجل بإنشاء هذه القوي مما يستلزم عدم التردد في مساعدة الأشقاء لاستعادة أراضيها ولا شك أن هذا التعاون أصبح مسئولية عربية مشيراإلي أن التطورات بعد الحرب العالمية الثانية دفعت المنظمات بما فيها الاتحاد الإفريقي لتبني قرارات مبتكرة لحماية السلم والأمن كما لفت إلي ضرورة أن تكون القوي العربية متعددة الوظائف وقادرة علي الاطلاع والتدخل السريع للمساعدة علي حفظ السلام وتأمين عمليات الإغاثة وتبادل المعلومات بين الدول العربية.