أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر تولي اهتماما كبيرا للشباب وأن مؤسسة الرئاسة بصدد الإعلان قريبا عن برنامج لتأهيل وإعداد الشباب لتولي المراكز القيادية, منوها بأن مكتبة الإسكندرية يمكنها أن تلعب دورا مهما من خلال المساهمة في هذا البرنامج التدريبي. جاء ذلك خلال ترأس السيسي, أمس الاجتماع السنوي السادس عشر لمجلس أمناء مكتبة الإسكندرية, الذي يضم في عضويته عددا من الشخصيات الدولية البارزة, منهم الرؤساء السابقون لكل من رومانيا وألبانيا وكولومبيا ولاتفيا وصربيا, ورئيس وزراء هولندا السابق, بالإضافة إلي عدد من كبار العلماء والمفكرين المصريين والأجانب. وأشاد الرئيس بالجهود المشتركة التي بذلتها المكتبة بالتعاون مع الأزهر الشريف ووزارة الخارجية المصرية لتنظيم مؤتمر نحو استراتيجية عربية شاملة لمواجهة التطرف الذي عقد في يناير الماضي, مؤكدا ضرورة متابعة نتائجه والبناء علي ما تم التوصل إليه أثناء هذا المؤتمر. وأوضح المتحدث الرئاسي السفير علاء يوسف أن الرئيس شدد في كلمته علي ضرورة امتداد نشاط المكتبة إلي كل ربوع مصر في الدلتا والصعيد, حيث لا يتعين أن تستأثر مدن مصر الكبري بثمار التنمية, مشيرا إلي أهمية تواكب كل جهود الدولة في نشر اللامركزية. كما وجه الرئيس بالمضي قدما في تنفيذ العديد من المشروعات التي طرحتها المكتبة في شتي مجالات الثقافة والتوثيق والتأريخ والتعليم, مؤكدا أهمية إيلاء المشروعات المعنية بالتعليم اهتماما خاصا لا سيما التعليم الفني والتدريب المهني. وافاد المتحدث الرئاسي أن الرئيس خلال الاجتماع شدد علي أن العوامل الاقتصادية والاجتماعية رغم أن لها دور في الانجراف الفكري لدي بعض الشباب نحو التيارات والتوجهات المتطرفة, إلا أن استغلال الدين من قبل المضللين ومغلوطي الفكر يمثل عامل الجذب الرئيسي للعناصر المحبطة, وهو الأمر الذي تتعين مواجهته بتصويب الخطاب الديني وتنقيته من الأفكار المغلوطة, وذلك في ضوء ضرورة توافر إطار متكامل لمكافحة الإرهاب لا يغفل أيا من الأبعاد الضرورية لدحره علي كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية. وشدد الرئيس السيسي علي أن مواجهة مصر للإرهاب يتعين أن تتأتي من خلال عمل مشترك مع كافة أطراف المجتمع الدولي, بحيث يمتد ليشمل مناحي كثيرة للتعاون في مختلف المجالات, وفي مقدمتها تعزيز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية,منوها بأن حضارة وعراقة الشعب المصري حالت دون سقوط مصر في براثن الفوضي حيث انتفض الشعب للحفاظ علي هويته. وأفاد المتحدث الرئاسي السفير علاء يوسف أن الرئيس ألقي كلمة في الجلسة الافتتاحية للاجتماع, تضمنت استعراض الدور التاريخي والمعاصر للمكتبة كمركز إشعاع ثقافي في مصر يحمي القيم المصرية الوطنية, وكمشعل من مشاعل التنوير في منطقتي الشرق الأوسط والمتوسط, فضلا عن دور المكتبة في الحفاظ علي تراث الإنسانية في مختلف فروع العلوم والفنون والثقافة. ونوه الرئيس في كلمته إلي إصرار المصريين علي إعادة إحياء فكرة المكتبة من جديد وذلك من خلال الجهود التي تم بذلها بالتعاون مع منظمة اليونسكو والتي تكللت بالنجاح, حيث تم افتتاح المكتبة في عام2002 لتواصل دورها التثقيفي والتنويري, والذي يكتسب أهمية مضاعفة في مرحلة البناء الراهنة التي يتعين أن تتواكب معها حركة فكرية تنويرية شاملة تواجه الفكر المغلوط وتدحض قيم العنف والارهاب وتعيد إحياء القيم الإسلامية النبيلة.