سعدت جدا.. كما سعد كل المصريين الأصلاء بذلك المشهد الحي الجميل الذي نقله إلينا التليفزيون بجميع قنواته ليلة السابع من يناير.. عيد الميلاد المجيد.كانت صحوة بعد غفوة طويلة عملت فيها أيادي طيور الظلام عملها.. سواء في الشارع أو المدارس حتي أنها حولت القيم الدينية إلي مظاهر شكلية.. في نوع من النفاق لم يكن أبدا من طباع المصريين.. لقد عشنا وعاش آباؤنا بدون تلك المظاهر فهل لم يكونوا مسلمين؟ كان الدين مستقرا في القلوب.. اعمالا بالحديث الشريف ماوقر في القلب وصدقه العمل فهل هذا مايحدث الآن؟ الواقع أن هناك فجوة حدثت بين شريكي الأمة.. شريكيها المسلمين والمسيحيين الذين يشتركون في وطن واحد والذين لم يكن أحد يفرق بينهما في أي شئ.. لقد كنت أسكن في كفر الدوار في شارع الكنيسة.. وكنت ألعب في فنائها واستمع إلي موعظة يوم الأحد مع أصدقائي المسيحيين( وأنا حزين الآن وأنا أفرق بينهم حتي في المسمي إذ كان اسمنا جميعا مصريين). كانت صحوة إذن. تلك التي شهدناها ليلة السابع من يناير ليلة عيد الميلاد المجيد.. عيد لمصر ولجميع المصريين وأنا أخشي أن تخمد تلك الصحوة.. أو أن يقل ذلك الوهج. فالمطلوب أن يستمر اصلاح ما أفسده الخارجون عن مصريتهم ووطنهم والذين أتوا الينا بتقاليع اسلامنا منها بريء.. علي تلك الصحوة أن تستمر وأن تتنامي وأن تشمل كل ميادين المجتمع ابتداء من الاعلام والفن والأهم المدارس. ** ولأني أهتم بما يحدث في المدارس فقد كنت في زيارة هذا الاسبوع لاحدي مدارس المكفوفين بالمهندسين حيث أني تطوعت من جانبي بإدخال شئ من النور إلي قلوبهم فأهديتهم مسرحية قصيرة قمت بكتابتها لهم خصيصا.. مسرحية تدعو للحياة. لكنني فوجئت حين سألتهم أنه لايقدم إليهم سوي مسرحيات دينية لاتناسب سنهم كالحج والهجرة وما شابه بينما المسرحيات العادية والكوميدية حرام هكذا قال لهم بعض المدرسين بالمدرسة.. بل وحذروهم من الموسيقي بصفتها حراما أيضا ومن يعزف منهم أو حتي يستمع إليها يدخل النار! الحقيقة أنا لم أندهش.. إذ ان تلك المدرسة ليست وحيدة في توجهاتها وإنما هي نموذج لمدارس أخري كثيرة علي مستوي مصر كلها.. يلقنهم فيها طيور الظلام والمتعصبون مبادئ التكفير من صغرهم.. وطبعا مبادئ الفرقة بين الأديان فيشربون السم من صغرهم. ** * المواطنة ليست كلمة ياسادة.. ولكنها فعل وممارسة وتنفيذ.. ولايقدر علي ذلك سوي الدولة.. وقوانين الدولة.. أما أن نترك المسألة لكل حسب هواه فهذا هو التسيب.. وهذا هو الطريق الخطر.. فهل نبدأ نبدأ بالمدارس.. بالنشء الذي في يده مستقبل مصر.. أم أننا نحرث في الماء؟ [email protected]