شيع الآلاف من أهالي الدقهلية أمس جثمان شهيد مدينة الكردي أحمد فتحي أبو الفتوح20 عاما ابن قرية الوشايحة بالدقهلية في جنازة عسكرية مهيبة والذي أصيب إثر استهداف مجموعات إرهابية متطرفة لعدة أكمنة بشمال سيناء في الساعات الأولي من صباح الجمعة الماضية واستشهد متأثرا بإصابته. تحولت الجنازة إلي مظاهره شعبيه ضد الإرهاب عقب خروج جثمان الشهيد من مسجد القرية بعد صلاة العصر لتتشح القرية بالسواد وسيطر الحزن والبكاء الشديد علي الأهالي من أقارب الشهيد والغرباء الذين جاءوا لأداء واجب العزاء في شهيد الواجب بحضور اللواء عبد القادر الميداني مساعد مدير الأمن لفرق الشمال والرائد أحمد الجندي رئيس مباحث الكردي. شارك في الجنازة المحاسب حسام الدين إمام محافظ الدقهلية وعدد من قيادات الجيش وزملاء الشهيد كما شارك في الجنازة تلاميذ المدارس الذين خرجوا خلف الجنازة مرددين هتافات تطالب بالقصاص وتعلن التضامن مع الرئيس والجيش والشرطة في حربهم ضد الإرهاب. من جانبه قال محمد عبد الرحمن أحد أقارب الشهيد أحمد كان الأقرب إلي قلب والدته فهو الأوسط بين شقيقيه, وكانت آخر إجازة له من10 أيام فقط, ودع خلالها أصحابه وأسرته قائلا: مش عارف ممكن نتقابل أمتي ؟. وطالب أهالي قرية الوشايحه خلال الجنازة بالقصاص من أعداء الإسلام مرددين هتافات لا اله إلا الله الإخوان أعداء الله القصاص.. القصاص.. ولا اله إلا الله الشهيد حبيب الله. ذهب أحمد لأداء خدمته العسكرية بسيناء وكأن قلب الأم كان يشعر بمصير أبنها فقد كانت تشعر دائما في كل زيارة أن تلك أخر مرة ستري فيها فلذة كبدها وكانت تنتظر مرور الأيام علي أحر من الجمر ليعود الي أحضانها فقد فزعت الأم من كابوسها عندما رأت ابنها الأوسط يرتدي جلبابا أبيض ويطير في السماء وعلي الفور أيقظت الأم زوجها ليقوم بالاتصال بابنها( محمد) الذي قام علي الفور ليتصل بابنه ويطمئن عليه لتكون تلك المكالمة آخر مكالمة للابن محمد مع أمه وأبيه وطلب خلال المكالمة أن يسمع صوت كل إخوته وقال لأبيه( يا بابا أنا رايح ومش راجع دي آخر مرة هتسمعوا صوتي) ونهره الأب مؤكدا له انه سيعود ليعاونه في عمله وليكملا المسيرة. و في الجنازة لم تستطع الأم أن تقف علي قدميها من هول الصدمة فسقطت والدة الشهيد هند عبد القادر, مغشيا عليها بعد هتافها: يا حبيبي يا ضنايا قتلوك الكفرة, أشوف ابني حبيبي, ابني مامتش, وفقدت وعيها تماما وسط محاولات نساء القرية تهدئتها. وانهار شقيق الشهيد محمد ومحمود وهما يصران علي تقبيل شقيقهما الأوسط داخل المسجد وانخرطا في بكاء شديد. وحمل الجميع جثمان الشهيد إلي مقابر الأسرة في القرية ليواري جسده الطاهر الثري.