أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي ان القمة العربية في شرم الشيخ تنعقد في وقت يواجه فيه العالم العربي شرقا وغربا مخاطر ومشكلات ونيران مشتعلة ودولا تمر بمخاطر كثيرة, مضيفا أن الجميع كان يعتقد أنه بعد ثورات الربيع العربي التي كانت تطالب بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية أن الأمور ستتحسن ولكنها أخذت وقتا طويلا. معتبرا أن ذلك ليس بالأمر المستغرب لأن الدول التي مرت بمراحل انتقالية مثل البرتغال وإسبانيا في غرب أوروبا ودول شرق أوروبا جميعها بعد تفكك الاتحاد السوفيتي أخذت سنوات طويلة. وفي حوار شامل, تحدث الأمين العام مع رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط ومحرري الشئون العربية بالوكالة, مجيبا فيه عن الكثير من التساؤلات التي تهم الشأن العربي بأكمله, أوضح أن طبيعة المخاطر الآن تختلف عن طبيعة المخاطر في الماضي خاصة أن التنظيمات الإرهابية تقوم بحرب عصابات الآن, متابعا: لذلك كان هناك شعور لدي وزراء الخارجية العرب عندما اجتمعوا في سبتمبر الماضي بأنه لا بد من مواجهة شاملة وأن صيانة الأمن القومي العربي لابد أن تكون من خلال مواجهة شاملة ليست فقط عسكرية أو أمنية ولكن أيضا, بالإضافة إلي ذلك وحسب كل حالة يمكن أن تكون مواجهة فكرية أو أيديولوجية أو عقائدية أو النظرة إلي الناحية التربوية, مشيرا إلي أنه عندما التقي الرئيس العراقي فؤاد معصوم أكد الأخير ضرورة تغيير المناهج التربوية في جميع المدارس مبينا ضرورة المواجهة الشاملة وتجديد الخطاب الديني. وأكد العربي وجود مخططات خارجية تستهدف أمن العالم العربي واستقراره, قائلا إن أي مسألة تتعلق بالدول العربية, لإسرائيل يد فيه لكي تستفيد منها, مضيفا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لديها مشروعات, وهذا أمر طبيعي وكل الدول التي لها سياسة واضحة لديها معاهد ومراكز للتخطيط وأجهزة استخباراتية وتبحث عن مصالحها كما أنها تستفيد أيضا من أخطائنا. وأشار العربي إلي أنه طلب تفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك, موضحا أن إنشاء قوة عربية مشتركة يتوقف علي مواقف الدول, مؤكدا أن مصر مهتمة أكثر وبشكل كبير, وأن هذا الاقتراح سيطرح في جلسة مغلقة بين القادة العرب, أما فيما يتعلق بفكرة إنشاء قوة عربية موحدة لمكافحة الإرهاب, قال إن المفاهيم تغيرت وأن هناك تطويرا لمواجهة تهديدات السلم والأمن العالميين والمهم وجود قرار جماعي بضرورة مواجهة التهديدات الإرهابية بكل أشكال المواجهة, والحديث عن الآليات سهل. ونفي العربي علمه بعقد لقاء مصالحة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل خليفة علي هامش القمة العربية المقبلة في شرم الشيخ بوساطة سعودية, مؤكدا أن المصالحة بين كل الدول مطلوبة. وفي شأن انعقاد القمة العربية في شرم الشيخ, قال العربي إن الرسالة واضحة من مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري.. مصر المستقبل وأنه يؤكد عودة مصر للمشهد العربي وأن هذا تأييدا للسياسات التي تتبعها مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي وأن مصر عادت بقوة وأن وجودها ضروري ليس فقط للدول العربية وبل للدول الإفريقية والأوروبية. وحول الشأن الاقتصادي, أشار العربي إلي أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي سيجتمع قبل القمة العربية وسيناقش مشروعات كثيرة منها السوق العربية المشتركة والاتحاد الجمركي والمنطقة الحرة العربية الكبري, تمهيدا لطرحها أمام القادة العرب. أما فيما يتعلق بالشأن اليمني فقال الأمين العام: إن الرئيس عبد ربه منصور هادي تمت دعوته لحضور القمة باعتباره الرئيس الشرعي لليمن الذي تؤيده جامعة الدول العربية في كل قراراته حتي الآن, والذي يؤيده أيضا مجلس التعاون الخليجي والذي لديه مبادرة لحل الأزمة في اليمن, مؤكدا أن الرئيس عبد ربه منصور هو رئيس جمهورية معترف به ولذلك وجهنا له الدعوة مثل كل رؤساء الجمهوريات والملوك والأمراء العرب للمشاركة في القمة العربية المقبلة في شرم الشيخ. وحول سوريا, قال العربي نحن كأمانة عامة نعمل في إطار القرارات التي صدرت, وهناك قرار بأن الائتلاف السوري يعترف به, وقرار بأن الائتلاف السوري يدعي للمشاركة, أما مسألة إعطاء المقعد فتتوقف علي هل الائتلاف السوري حكومة؟, موضحا أن الجامعة العربية جامعة حكومية والائتلاف السوري لايوجد اتفاق علي أن يتولي المقعد, مشيرا إلي أن الحكومة السورية, معلقة مشاركتها, حتي تقبل ببيان جنيف1 الذي يمثل موقف الجامعة. وعن انتخابات الكنيست والقضية الفلسطينية قال العربي إن فوز نيتانياهو أمر مؤسف للغاية وكانت كل المؤشرات تشير إلي أنه أنه لن يحدث, وحتي الآن لا ندري كيف ستشكل الحكومة المقبلة في إسرائيل لكن أيا كان الوضع اعتقد أنه لابد لفلسطين أن تقرر والدول العربية تساعد في هذا القرار بمقاربة جديدة لتحقيق السلام, مؤكدا أن كل شيء مطروح لمقاربة جديدة لحل القضية الفلسطينية بما في ذلك إعادة النظر في شأن مبادرة السلام العربية. وحول جهود الجامعة العربية لحل الأزمة في ليبيا, أكد العربي أن هناك اهتماما كبيرا للغاية من كل الدول العربية بالوضع في ليبيا وبناء علي ذلك تم تعيين الدكتور ناصر القدوة وزير خارجية فلسطين الأسبق مبعوثا للجامعة العربية وهو علي دراية تامة بالشأن الليبي لأنه نشأ بها. وتابع العربي: لكن للأسف الشديد, الدول التي تهتم بليبيا عينت مبعوثين كثيرين, وكذلك آلية دول الجوار التي بدأت بفكرة من الجزائر وأيدتها مصر وعقدت أول اجتماعاتها بمصر في يونيو الماضي, فتكاثر الطباخون ولذا تحدثت مع الأمين العام للأمم المتحدة بأن تكون القضية تحت يد مبعوث الأممالمتحدة الذي يقوم بمحاولات, مشيرا إلي أن هناك مفاوضات بدأت في عدة أماكن منها المغرب, وبانتظار أن نعرف نتيجتها.