هزت الجريمة أرجاء محافظة أسوان من أقصاها إلي أقصاها... فلم تكن جناية قتل أو سرقة, ولكن حسب ما جاء بمحضر الشرطة كانت اغتيال لبراءة طفلة صغيرة في سن التاسعة والجاني ذئب بشري تجرد من كل مشاعر الإنسانية. وتحرش بها داخل محله الذي يقع بجوار مدرسة الطفلة البريئة, الحكاية من البداية أن القدر وحده قد شاء أن يضع في طريق الطفلة البريئة ش. ح التلميذة ذات المريلة الكحلي هذا الذئب المدعو م. ف ذا ال29 عاما, حيث يمتلك متجرا للنظارات الطبية أمام مدرستها التي تقع في أحد الشوارع المعروفة بقلب مدينة أسوان. وما بين مشوارها من البيت إلي المدرسة لم تكن الطفلة البريئة تدرك أن هناك نظرات شهوانية غير إخلاقية حادة وبلغة العيون(6/6) ترقبها من حين إلي آخر. وبمرور الأيام وفي كل مرة كان صاحب المحل ينتظرها وقت خروجها للانصراف من المدرسة, كان هذا الذئب العفن ينصب مصيدته للإيقاع بها, حيث كان همه ينحصر في كيفية استدراجها داخل المحل بإغرائها بالحلوي تارة.. وبحفنة جنيهات في أخري, حتي حقق مراده ذات يوم واستجابت له الطفلة البريئة ظنا منها أنه يرتبط بعلاقة صداقة مع والدها ليبدأ معها رحلة التحرش. وبعدما اقتنعت الطفلة بأن تصرفات هذا الذئب, وحسب ما خيل لها عقلها ما هي إلا عطف أو حنان دونا عن باقي زميلاتها, لم تكن تدري بنت التاسعة أن هذه الإغراءات ما هي إلا خيط البداية نحو الاختلاء بها بتفريغ شهوته الشيطانية معها. تكتمت الطفلة علي سرها بعد أن هددها الشيطان البشري بافتضاح أمرها وتعذيبها, فأخذ ينتظرها وحسب ما روته بعد ذلك كل يوم, ليمارس معها افعاله الدنيئة حتي أصيبت الطفلة بحالة هيسترية ونفسية لفت انتباه أمها التي ضيقت عليها الخناق للتوصل إلي الأسباب التي أوصلتها إلي هذه الحالة من التشنج النفسي والعصبي. وبعد إلحاح من الأم وضغط من الأب اعترفت الطفلة بما حدث لها من تحرش, فسارعت الأم إلي الرائد أحمد خلف الله رئيس مباحث قسم أول اسوان وهي تبكي علي حال الطفلة البريئة. وامام رئيس المباحث حكت الطفلة حكاية دناءة الخسيس من البداية إلي النهاية في المحضر رقم(2541) قسم اول, حيث تم ابلاغ اللواء محمد مصطفي عبد العال مساعد وزير الداخلية لأمن أسواق الذي وجه العميد خالد الشاذلي رئيس مباحث المديرية بسرعة الكشف عن الواقعة وضبط المتهم, وعلي الفور وبتقنين الإجراءات أجري الرائد إكرامي البطران رئيس قسم حماية الأداب تحرياته التي توصلت إلي شخصية مرتكب واقعة التحرش داخل محله, فتحركت قوة من قسم أول لضبطه حيث أنكر ارتكاب جريمته. وأمام محمود حامد وكيل النائب العام وبعرض المتهم, تعرفت الطفلة البريئة علي هذا الذئب المجرد من الإنسانية في عرض قانوني ضم9 أشخاص, حيث أمر وكيل النيابة بحبسه4 أيام علي ذمة التحقيقات, وإحالة الطفلة إلي الطب الشرعي للكشف عليها, وبيان ما بها من إصابات. ووسط حالة من الجدل في مدينة أسوان حول هذه الجريمة التي اهتزت لها كل الأركان في الشارع الأسواني, لاتزال حالة من الغموض تحيط بالواقعة المشينة التي لا تمت لأخلاق أهل هذا البلد الطيب بأي صلة, خاصة بعد أن كشف تقرير الطب الشرعي عن إصابة الطفلة بسجحات أمامية في الوقت الذي طالب فيه الاسوانية بتوقيع أقصي عقوبة ممكنة علي المتهم في حالة ثبوت الاتهام عليه.