نطالع يوميا أخبارا متناثرة أحيانا ومتواترة في أحيان أخري عن العثور علي أجسام غريبة هنا وهناك, وتفكيك عبوات ناسفة شرقا وغربا, وإلقاء القنابل البدائية منها والهيكلية علي أقسام الشرطة والمنشآت الحكومية شمالا وجنوبا... إلي جانب الهجمات التخريبية المتتالية علي البنية التحتية لخدمات النقل والمواصلات والكهرباء وغيرها, فلا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن إحراق أتوبيس نقل عام أو عربة بأحد قطارات السكة الحديد أو سرقة قضبانها, ناهيك عن أعمال التخريب الممنهجة لأبراج ومحولات الكهرباء في مختلف أنحاء المحروسة, ومن ثم... هل ما زالت المحروسة محروسة؟ نعم وبكل ثقة في الله عز وجل مازالت المحروسة محروسة. فرغم كل هذا الغل الأسود والحقد الدفين تارة والمفضوح تارات أخري لأشباه الرجال ومدعي الورع والتقي المفسدين في الأرض دعاة الفوضي أرباب الخراب وداعمي الشيطان ومدعميه... إلا أن المحروسة مازالت صامدة تواجه القنابل بالنكات والضحكات والسيلفي مع القنبلة قبل وبعد التفجير, وتواجه الحرائق برش الماء لإطفائها من ناحية وإعمالا لمأثور المصريين رش المية عداوة يمكن يفهمون أو يحسون علي دمهم, ولكن هل يفهمون؟ هل يستوعبون؟ أشك, لو أدركوا كم كرههم الناس ما فعلوا وما ظلوا فاعلين... أدعو الله لهم أن ينير بصائرهم ليروا كم الكره والغضب الذي سوف يصب عليهم في يوم غير بعيد. لقد مللنا منكم وملت منكم المحروسة, أني لكم أن تهنأوا وأنتم تحرقون قلوب أمهات وزوجات علي ذويهم, أني لكم أن تغفوا جفونكم وأنتم تيتمون أطفالا في مهدهم, أني لكم تأكلون وتشربون وأنتم ترهبون خلق الله في كل مكان وزمان. هل هكذا تؤخذ الحقوق؟ إذا ما اعتبرنا أن لكم حقا, هل هكذا ترد المظالم؟ إذا ما سلمنا أن لكم مظلمة هل لكم عندنا ثأر؟ هل بقتل الأبرياء وترويع الأطفال أخذتم ثأركم, هل بتخريب الوطن وقطع الأرزاق وبتر الأرجل والأذرع يشفي غليلكم. لم تأخذوا حقوقكم بعد؟ ولم ترد مظلمتكم بعد؟ ومازال لكم ثأر؟ ولم يشف الغل بعد؟ ولن تأخذوا أي حق, عليكم لنا حقوق كثيرة, ولن ترد لكم مظلمة, فأنتم الظالمون حقا, وليس لكم عندنا ثأر, فثأرنا علي من ظلمنا, ولن يشفي لكم غل فأنتم الهالكون بغلكم بإذن الله. سوف نقتص منكم ذات يوم في الدنيا, وسوف يقتص الله لنا منكم بيده في الآخره ألا لعنة الله علي الظالمين... وتبقي المحروسة محروسة بحفظ الله وأمنه.