لا شك ان إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما تراهن علي أن إيران يمكن أن تتحول إلي نظام طبيعي, والذي يمكن الاعتماد عليه في المنطقة العربية كشريك أساسي في معظم قضايا المنطقة وذلك بدلا من معاداتها اعتمادا علي خلفيتها الايديولوجية والدين والكراهية المتعمقة لدي ايران للغرب. وذكرت صحيفة( نيويورك تايمز) علي موقعها الالكتروني ان المفاوضات النووية بين ايران والغرب ليست فقط حول أجهزة الطرد المركزي, ولكنها تتعلق أيضا بمستقبل الشرق الأوسط. وذلك من خلال سلسلة من التصريحات خلال السنوات القليلة الماضية جعلت الرئيس أوباما واضحا إلي حد كبير حول كيفية تصوره لذلك المستقبل. فهو يسعي إلي إبعاد إيران بعيدا عن تطرف ثورتها وربطها بدلا من ذلك في النظام الاقتصادي والدبلوماسي الدولي. وقبل التوصل إلي اتفاق بشأن الأسلحة النووية ورفع العقوبات, فإن إيران عليها الظهور كشريك أمريكا الطبيعي في المنطقة. وتعتمد واشنطن في ذلك علي الطبقة الوسطي المتعلمة التي تهتم بالازدهار, ودمج المعتدلين الإيرانيين في الاقتصاد العالمي وتعزيز الاتجاهات الديمقراطية. وتري واشنطن ان ايران تستطيع أن تعمل علي ترويض حزب الله وحماس وتتعاون لإيجاد حلول في غزة والعراق وسوريا, مما يجعل هناك توازنا أكثر واستقرارا أكبر للسلطة بين القوي الكبري, وفي المقابل تحصل ايران علي المواطنة العالمية الجيدة بحيث تكون أكثر ثراء وأكثر تأثيرا. ومن أجل كل ما مضي قدم اوباما الكثير من التضحيات المذهلة من أجل الحصول علي النموذج الايراني الذي يبغيه. ففي عام2012, تعهد أوباما بأنه لن يسمح لإيران للحفاظ علي البرنامج النووي, وخرجت ستة قرارات من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لدعم هذا المبدأ. وفي الحقيقة وفقا للصحيفة فان ايران لديها الآلاف من أجهزة الطرد المركزي, كما ان جميع القيود المفروضة علي برنامجها النووي ستكون مؤقتة, وسيتم التخلص منها خلال عشر سنوات أو نحو ذلك. ووفقا لبعض التقارير, لن تكون هناك قيود علي صواريخ إيران الباليستية, كما لا يوجد قرار لأنشطة التسلح الإيراني. وفي الوقت نفسه, أساءت الولاياتالمتحدة لحلفائها السابقين, مثل مصر وإسرائيل والمملكة العربية السعودية, دون أن تكون علي يقين من أن إيران مستعدة حقا لتكمل الاتفاق السابق. [email protected]