هي رحلة كل عام.. مع اختلاف في تناول أحداث عام مضي.. وأحداث عام جديد تحمل. كل الأحلام.. ولكل منهما عناوين تنير الطريق الي تفاصيل أجندة هذا العام ومعا مع آمال وأحلام وأحداث تحت الأضواء!! لحظة لقاء عقارب الساعة في الثانية عشرة مساء ليلة رأس السنة الجديدة. في هذه اللحظة.. ينشق الزمن.. فهي لحظة لقاء وفراق في نفس الوقت. فيها تبدأ رحلة الي لقاء التاريخ.. وهي لحظة لا يمكن تحديدها هل هي تتبع العام الماضي.. أم تتبع العام القادم في حساب الزمن.. هنا ينشق الزمن ويسمح لي التاريخ أن ألقاه كل عام في رحلة بين جدران الزمن الماضي.. والزمن القادم.. حتي أصل صومعته التي يعيش فيها في عالم زمني غريب!! زمان كان التاريخ له صورة محددة نعرفها جميعا.. رجل له هيبة.. متقدم السن.. شعره الأبيض.. وذقنه وشنبه.. وأمامه ترابيزة خاصة عليها سجل كبير.. وريشة ومحبرة يسجل بها الأحداث في صفحات السجل الكبير.. ولكن منذ سنوات في رحلة إليه فوجئت بتغير شكل التاريخ تماما.. وجدته شابا صغيرا.. مليئا بالحيوية والنشاط.. يجلس في حجرة كبيرة ليس بها تلوث سمعي أو تنفسي أو ضوئي.. فالإضاءة كضوء القمر.. مع أكبر عدد من أجهزة التسجيل.. والشاشات.. والكاميرات.. وكمبيوترات لتصوير أحداث العالم في كل بلد أو أرض أو بحر أو سماء وهي كاميرات سحرية ليس لها مثيل تظهر علي الشاشات أمامه من كل مكان الي أجهزة التسجيل التاريخية لتسجل تاريخ كل حدث.. وهذا الشاب التاريخ الجديد يجلس أمامه مجموعة من الأزرار لها إضاءات خاصة حسب أهميتها ومكان تصويرها.. هذه هي صومعة الشاب التاريخ.. وفي اخر مرة العام الماضي عندما قمت بزيارته وجدت أنه حزين.. وشعره الذي كان نقيا بلا أي شيء كان أصابه الشيب في خصلات متفرقة.. وتحدثنا في حوار عن العام قبل الماضي.. ونشرته في عامها2009.. وهذا العام بعد أن وصفت لكم الحجرة والتاريخ وشكله الجديد قمت برحلتي لألقاه في صومعته القريبة.. ولحظة انشقاق الزمن عند تعانق الساعة الثانية عشرة ليلة الجمعة الماضية.. نزلت بين جدران الزمنين.. الزمن الذي يمضي.. والزمن الذي يجيء.. زمن العام الماضي.. وزمن العام الجديد.. حتي وصلت الي صومعته.. وأنا أحافظ علي السر الذي بيني وبينه في ألا أكشف سر قدرتي علي زيارته عندما ينشق الزمن كل عام. وصلت الي صومعته.. فجأة وجدت الصومعة في ظلام دامس.. وكل الأجهزة تعمل في صمت.. ووجدت التاريخ جالسا في الظلام شاردا لا يتكلم أو يتحرك.. وساد الصمت مني.. ومنه.. ولكن بعد لحظة سمعت صوته يرحب بي.. أهلا بصديقي الوحيد.. الزائر كل عام.. وقلت له بسرعة.. معقولة هل النور هنا ينطفئ أيضا.. مثل عندنا!! قال وهو يضحك.. لا ياصديقي أنا قمت باطفائه ليرتاح نظري من كل الأهوال التي أشاهدها باستمرار في العام الماضي.. حرائق.. حروب.. ارهاب.. درجات حرارة لا تطاق.. درجات برودة وثلوج لا تحتمل.. وحرائق.. وتوقف الحياة في المدن بسبب الثلوج.. والحرائق التي لا يستطاع السيطرة عليها.. والفضائح الدولية.. التي كشفتها وثائق ويكيليكس وتسونامي.. وفيضانات باكستان.. وزلزال هايتي.. وثورة البراكين والأعاصير.. والأوبئة التي تصيب البشر.. والحروب الباردة والساخنة.. أشياء أصبحت فوق طاقة البشر.. قلت له.. طيب تسمح أسألك بكل الحب والاحترام وأنت مالك وكل هذه الأحداث!! هل تتصور أن التاريخ لا يتأثر بكل مايحدث في العالم ويسجلها وهي تحدث علي أرضكم وبسببكم أيها البشر.. والأزمات الاقتصادية.. ورحيل عمالقة في عالم الأدب والفن.. والسينما بوجه خاص.. وهي التي تهتم بها كثيرا.. وهي التي جعلت شعرك يشيب من زمن ولم تعد الأحداث تجد لك شعرا أسود لتشيبه.. وحواري معك سوف يأتي من خلال أحداثكم.. وأهمها لقاء رئيس الجمهورية الرئيس محمد حسني مبارك.. الرئيس الصبور الراقي المحب لشعبه.. ولكم.. عندما قال في لقائه مع نخبة من النجوم.. جملة لابد من حفظها والعمل علي إرسائها في أفلامكم وفنكم.. إنتم سفراء.. وتؤدون رسالة نبيلة والدنيا والناس عرفوا مصر من خلال فنها بشكل عام.. ومن خلال السينما علي نحو خاص جملة ورسالة لها ألف معني لمشواركم السينمائي والفني.. وهناك جملة جاءت علي لسان نجمة فرنسية اسمها جوليت بينوشي.. في ندوة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. لابد من ذكرها دون حوار.. قالت.. إن مصر لها سحر لا يوصف حول العالم.. ربما لا تدركونه أنتم لأنكم تعيشون فيها.. لكنني كأجنبية أستطيع أن أخبركم عن سلطان بلادكم حول العالم ومدي تعلق الناس بها!! وخاصة الأطفال! واستطرد في الكلام أتريد حوارا أكبر وأدق وأغلي من هذا.. قلت له.. هل يحتفظ التاريخ بهذه الجمل.. وهذه الأحداث.. رد قائلا أنها جمل تمس تاريخ الانسان.. والتاريخ الحضاري للدول.. ونظر إلي وقال.. لا تخف فأنت هنا تعيش في زمن الفيمتوثانية.. لنوبل د. زويل المصري.. ولن تتأخر عن الصعود الي عالمكم.. وأنا أعرف تماما اهتمامك بالزمن.. وقدم لي اسطوانةC.D.. وقال لي.. هذه الاسطوانة مسجل عليها بعض الأحداث الخاصة بكم.. وبعض الآمال بعام جديد تحققون فيه كل أحلامكم.. وأضاء نور صومعته.. وحياني.. علي وعد لقاء بعد عام.. إن شاء الله.. وصعدت الي زمننا الذي نعيش فيه.. واحتفلت مع الناس بالعام الجديد..!!