في كلمة إلي الأمة وجهها الليلة الماضي, تعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالقصاص لدماء المصريين الذين قضوا علي يد قوي الإرهاب في ليبيا, مؤكدا أن مصر تحتفظ لنفسها بحق الرد, بالأسلوب والتوقيت المناسبين. وأطل الرئيس علي شاشة التليفزيون ببيان مقتضب, بعد نحو ساعتين من بث تنظيم ما يسمي بداعش الإرهابي, لقطات مصورة تتضمن مشاهد دامية لذبح21 مصريا, جري اختطافهم قبل نحو شهرين في ليبيا, وصف خلاله ما جري بأنه حلقة جديدة من سلسلة الإرهاب المستشري في العالم, داعيا جموع المصريين إلي الاصطفاف من أجل استئصاله من جذوره, مشيرا إلي أن الدولة تخوض معركة شرسة, مع العديد من التنظيمات والقوي التي تتبني أفكارا متطرفة, وأنه آن الأوان للتعامل معها جميعا دون انتقائية. وقال السيسي: إن ما حدث في ليبيا يعد تهديدا مباشرا للأمن والسلم الدوليين, مؤكدا أن مجلس الدفاع الوطني سوف يظل في حالة اجتماع دائم, لبحث تداعيات الحادث, وسبل الرد المصري والقصاص لدماء الضحايا, وقال السيسي: إن مصر التي هزمت الإرهاب من قبل, قادرة علي دحره والقضاء عليه, وأنها في حربها ضد قوي الإرهاب, لا تحمي نفسها فحسب, وإنما تدافع عن الإنسانية بأكملها. وشدد الرئيس في كلمته علي ما وصفه بالتنفيذ الصارم من قبل الحكومة للقرار الصادر بحظر سفر المصريين إلي لييبا, مشيرا إلي أن هذا القرار يأتي حفاظا علي أرواح المصريين وأن الحكومة لن تدخر جهدا في عودة الراغبين من المقيمين في ليبيا, في العودة إلي أرض الوطن. كانت مؤسسة الرئاسة أعلنت أمس الحداد العام لمدة سبعة أيام, في وداع شهداء مصر الذين قضوا أمس علي يد قوي الإرهاب في ليبيا, بعد دقائق من بث جماعات الإرهاب شريط فيديو تضمن تنفيذ عملية إعدام المصريين ال21 الذين جري اختطافهم قبل نحو شهرين في ليبيا, في وقت كانت خلية الأزمة المشكلة من مؤسسات وجهات أمنية وسيادية, تواصل جهودها لمتابعة موقف المختطفين, وتجري اتصالاتها في كل الاتجاهات, لاستعادتهم من قبضة الخاطفين. ونعي الأزهر الشريف في بيان له ضحايا الحادث الإرهابي الجبان, مؤكدا أن ذلك العمل البربري الهمجي, لا يمت إلي دين من الأديان ولا عرف من الأعراف الإنسانية, ولا ينم إلا عن نفوس مريضة تحجرت قلوبها فذهبت تعيث في الأرض فسادا تقتل وتسفك النفوس البريئة دون حق, فيما أصدرت الكنيسة الأرثوذكسية بيانا نعت فيه شهداءها, مؤكدة أن دماءهم تصرخ إلي الله, وأن مصر لن تهدأ حتي ينال الجناة جزاءهم, ووصف وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة, تنظيم داعش الإرهابي بأنه خارج عن الدين مشيرا إلي أن كل من ارتكب هذه الجريمة ضد الأبرياء, خرج عن الدين والملة والإنسانية, وقال جمعة إن القصاص من القتلة, أصبح واجبا شرعيا لا مجال فيه للصبر علي الخونة. وعاشت خمس قري بمحافظة المنيا ليلة عصيبة مساء أمس, علي وقع أنباء مقتل أبنائها, حيث كان لقرية العور النصيب الأكبر في عدد الضحايا, إذ فقدت13 من أبنائها بين الضحايا. سياسيا, دعت أحزاب وقوي سياسية الدولة إلي رد سريع وحاسم ضد قوي الإرهاب في ليبيا, ودعا الحزب المصري الديمقراطي في بيان له كل القوي السياسية إلي التوحد في تلك المرحلة الخطيرة التي تمر بها مصر, فيما دعا حزب المصريين الأحرار علي لسان الدكتور أسامة الغزالي حرب, رئيس مجلس الأمناء, إلي انتقام فوري ثأرا لدماء الشهداء, مشيرا إلي أن القيادة المصرية باتت أمام اختبار حقيقي للدفاع عن المصريين, وقال حزب النور علي لسان مساعد رئيس الحزب لشؤون الإعلام نادر بكار, إنه يصطف مع الدولة في حربها ضد الإرهاب الآثم, فيما طالب حزب الدستور الحكومة بدراسة كل البدائل للرد علي الجريمة الإرهابية البشعة بحق المصريين في ليبيا.