وهو الأساس السابع الذى قامت عليه دولة الإسلام، وذلك للدفاع عن المسلمين ونشر الدين الحنيف. كان جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكون من المهاجرين والأنصار جميعاً حيث كانت الأنصار قد عاهدت رسول الله قبل الهجرة فى بيعة العقبة الثانية أن يدافعوا عنه وعن المسلمين فى حالة وجود اعتداء خارجى عليهم، وقد ظل المهاجرون والأنصار يكونون الجيش الإسلامى منذ غزوة بدر الكبرى وما تلاها من غزوات حتى وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم فى عهد الخلفاء الراشدين وما بعدها. هذا وقد فرض القتال على المسلمين ضد المشركين بعد الهجرة إلى المدينة بعد الصبر الطويل والصفح عمن أذوهم فقال تعالى: "أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصدهم لقدير (93) الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز" الحج وهى أول آية نزلت فى القتال. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب القتال أول النهار كما يستحب السفر أوله، فإن لم يقاتل فى أو النهار، أخر القتال حتى تزول الشمس. وتهيب الرياح وينزل النصر. والقتال فرض فى الإسلام لأنه أهم دعائم الدولة الإسلامية الكبرى وأهم أسباب نمو المجتمع العربى وتطوره، فلولا القتال الذى حدث بين المسلمين والمشركين لما دانت جزيرة العرب بالولاء والطاعج لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولظل المجتمع الإسلامى فى المدينة فى دائرة ضيقة لا يتعداها إلى غيرها من المدن والقرى والبلاد. وهدف الآية السابقة هو الدفاع أولاً: عن النفس ورد العدوان والظلم الذى وقع مع المسلمين، وثانيا: الدفاع عن الدعوة الإسلامية ومن يدخل فى الإسلام ثم إقامة الصلاة وشرائع الإسلام الحنيف. ولكن الله تعالى يأمرنا بالسلم والسلام إذا نادوا بالسلام: يقول تعالى وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم) الأنفال-16. مما يدل على أن الإسلام هو دين السلام والمحبة، وليس دين الإعتداء كما يلصق به الأمراء ذلك. وقد كان منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هو تطبيق ما أمره الله به حيث سلم المسلمين ورد عدوان المعتدين فى كل غزواته واحترام العهود والمواثيق التى يلتزم بها مع الأعداء. هذا، وقد كانت النساء يشاركن الرجال فى الحرب حيث كن يبصرن الرحل ويداوين الجرحى، ويسقين العطشى ويشاركن فى القتال.