حقا ما من آية من آيات القرآن الكريم إلا ولها سبب عند نزولها وأثر على طول الزمان والأعمار فهذا العنوان جزء من آية من آيات الذكر الحكيم نزلت فى عدو الله ورسوله (أبوجهل). ولم يخطر على ذهنى يوما أن يمنع أناس ينتمون للإسلام مسلمين وغيرهم من الصلاة بأنواعها وأشكالها جميع وما أظن أن من يفعل ذلك مسلما بأى حال من الأحوال حتى ولو كان ينطق بالشهادتين فلا يمنع الصلاة مسلم لأن الصلاة علاقة بين العبد وربه، ولقد صعقت أنا وغيرى من المصريين عندما علمنا أن هناك بعض المساجد القليلة فى مصر منع فيها إقامة صلاة الغائب على خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تغمده الله بواسع رحمته، والأدهى والأمر أن يحدث ذلك من غالب المصلين فى المسجد الأقصى. وأود أن أسأل هؤلاء جميعا: أدينكم يأمركم بذلك؟ أهذا هو الإسلام عندكم؟ هل تجيز الشريعة الإسلامية ما فعلتموه؟ أليست صلاة المسلم على المسلم واجبة بعد موته؟ هل منكم من يجيبونى ويجيب المصريين معى؟. ثم قولوا لى: ما حكم الصلاة بجميع أنواعها؟ وهل يكون مانع الصلاة مسلما؟ وهل تمنعون المسلمين من الصلاة وأنتم تقولون الله أكبر؟ وهل يفعل ذلك عاقل؟. والله الذى لا إله إلا هو إنكم أناس فقدتم عقولكم بعد أن ضاع منكم دينكم بسبب جماعتكم وأولياء الشيطان منكم فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم. ألم يثبت يا عماة القلوب أن النبى صلى الله عليه وسلم أمر بصلاة الغائب على النجاشى ملك الحبشة وقال كما ثبت فى الصحيحين (إن أخا لكم بالحبشة قد مات فصلوا عليه) أى: صلاة الغائب، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصبحت صلاة الغائب سنة مستحبة بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم. ألم تعلموا أن التاريخ الإسلامى لا يذكر محاولة منع الصلاة إلا تلك المحاولة التى حاولها أبو جهل مع النبى صلى الله عليه وسلم ونزل فيه قرآن يتلى فى قول الله عز وجل (أرأيت الذى ينهى عبدا إذا صلى أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى أرأيت إن كذب وتولى ألم يعلم بأن الله يرى). ومن هنا عليكم أن تحكموا على أنفسكم ألستم أتباع أبى جهل فى ذلك؟. ومن ناحية أخرى فإنى أرى هذا الفعل منكم بمنظور آخر وهو أن الله عز وجل أبى أن يصلى أمثالكم على رجل عاش حياته خادما لدينه، وخادما لأمته، خادما لوطنه، خادما للحرمين الشريفين، ويكفيه عزاً ومكانة عند ملايين المسلمين الذين صلوا وترحموا عليه وتشاء إرادة الله العلى القدير أن يكتب التاريخ أنكم ما نعى الصلاة وستظل هذه الصفة لازمة لكم إلى قيام الساعة كما سبقكم إمامكم أبو جهل فعليكم من الله ما تستحقون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.