شتان بين اليوم والبارحة فبعد سنوات طويلة على حرمانهم من المشاركة تحت قبة البرلمان رغم أن صوتهم قد بح من أجل تحقيق هذه الأمنية تحقق الحلم الذي ظل يراود مواطني حلايب وشلاتين وأبورماد حراس بوابة مصر الجنوبية الشرقية ومعهم أبناء مدينة مرسى علم وجاء اليوم ليشاركوا أهل الشمال والصعيد في العمل التشريعي وليكون لهم صوت تحت قبة مجلس النواب يعبر عن مشكلاتهم وآمالهم وطموحاتهم حيث تضمن مشروع الدوائر الانتخابية ولأول مرة منذ نشأة المنطقة تخصيص دائرة انتخابية سميت بدائرة حلايب تتضمن مدن الشلاتين وحلايب ومرسى علم وتوابع تلك المدن ليخرج أبناء تلك المنطقة ولأول مرة للإدلاء بأصواتهم لمن يرغبونه بالفعل ولمن تربى ونشأ بينهم بعد أن ظل الحزب الوطني "المنحل" طوال السنوات الماضية يدخر أصوات هذه المناطق وعلى وجه الخصوص الشلاتين وحلايب لحسم نتيجة الانتخابات لصالح مرشحيه. يقول محمد طاهر سدو أحد كبار مشايخ حلايب وأبورماد منذ التسعينيات ونحن نطالب بأن تكون لنا دائرة انتخابية مستقلة تفرز من بيننا من يمثلنا تمثيلا حقيقيا لا من يفرض علينا كما أراد الحزب الوطني طيلة السنوات الماضية حيث استخدام أصواتنا لحسم المقاعد المخصصة للمحافظة لصالحه والآن وفي عهد الرئيس السيسي تحققت أمنيتنا وتم إنشاء دائرة حلايب وهو قرار تاريخي للحكومة الحالية وخصص لها عضو تحت قبة مجلس النواب وبالتالي أصبحنا ولأول مرة نشارك في التشريع وفي وضع أسس بناء مصر الحديثة وأتيحت لنا الفرصة لأول مرة لنعبر عن مصريتنا تحت قبة البرلمان والتي يحاول بعض المغرضين سرقتها من بيننا ولأول مرة تتاح لنا الفرصة لنعكس واقع المنطقة الفعلي بمشكلاتها وهمومها وآمالها وطموحات أهلها فمنطقة شلاتين وحلايب وأبورماد غنية بموقعها الجغرافي وثرواتها الطبيعية وثرية بولائها لوطنها ونريد أن نوضح ذلك للمسئولين بالدولة ليتخذوا الإجراءات اللازمة لتتحول حلايب وشلاتين إلى منطقة منتجة بدلا من منطقة مستهلكة تعتمد على الإعانات الحكومية والمناطق الحدودية وبصفة خاصة من الناحية الأمنية تحتاج لخدمات تشجع أهلها على التواجد بداخلها حتى لايهجرونها ولا بد أن تتاح لهم فرص استغلال المقومات الزراعية والحيوانية وتتوافر لهم مقومات البنية الأساسية من طرق ومياه وغيرها حتى يظل المواطن قاطنا لهذه المناطق ليكون حارساً لها ومراقبا لتجار السلاح والمخدرات والعناصر الإرهابية من الذين لا يستطيعون الدخول للبلاد إلى من خلال أماكن خالية من السكان. وعن توقعه للشكل الذي ستكون عليه الانتخابات في حلايب وشلاتين وأبورماد بعد إنشاء دائرتهم الجديدة يقول ستكون انتخابات عاقلة بعيدة عن التشنجات والقبليات والعصبيات حيث تربطنا علاقات وروابط وأعراف وتقاليد ثابتة فنحن دائما ما نصل للحلول المطلوبة والمرضية للجميع ولا نلجأ للصراع في أي مشكلة ولكن هناك بوادر بوجود معركة انتخابية حقيقية على أرض الواقع فحتى الآن هناك أربعة وجوه تتحرك على الساحة بأنحاء الدائرة رغم أن عدد الناخبين ليسوا سوى بضعة آلاف، وعن مدى مشاركة المرأة البدوية في انتخاب أول عضو من أبناء المنطقة وهل من الممكن أن تترشح إحدى البدويات يرى أن مشاركة السيدات ستكون ملحوظة هذه المرة ويرى أنه ليس مستحيلا أن نرى مرشحة بدوية إن لم يكن خلال هذه الدورة فيمكن أن يحدث ذلك خلال الدورات المقبلة، فمجتمع حلايب وشلاتين لم يعد مغلقاً كما كان من قبل خاصة وأن تعليم الفتاة والمرأة قطع شوطا كبيرا بتلك المناطق وطالب من الحكومة واللجنة العليا للانتخابات بوضع التيسيرات اللازمة أمام الناخبين لأن هناك مشكلة تتعلق بهذا الجانب تتمثل في أن معظم البطاقات المتعلقة بهوية المواطنين استخرجت من سجل مدنى الشلاتين ولابد أن تتاح للذين يقيمون بحلايب وأبورماد فرصة التصويت فى المناطق المقيمين بها.