بداية علينا أن نتفق أننا أمام مشهد مرتبك سواء علي الصعيد المحلي أو العالمي.. الأمور باتت كلها متداخلة ومتشابكة بصورة بالغة التعقيد.. لا أحد يعلم علي وجه اليقين ما الذي يمكن أن يحمله الغد للعالم بأسره.. رائحة الدماء تملأ كل أرجاء الأرض.. ما من شبر عليها الآن في مأمن.. الكل يندفع بأقصي سرعة نحو الهاوية.. مفردات الأمن والأمان صارت مجرد عناوين كبري لأحلام ليست موجودة علي أرض الواقع.. هناك يد تدفع الأمور بكل قوة نحو الفناء الذاتي.. فتري هل نحن بالفعل علي أعتاب أحداث النهاية.. أقصد نهاية الكون.. هل هناك بالفعل من يخطط لهذا السيناريو.. والسؤال الأهم ما نهاية ما يجري الآن في سوريا والعراق واليمن وليبيا ولبنان وأوكرانيا وأفغانستان بل وحتي في مصر.. وهل يعتقد أحد أو يتوقع أن الأمور ستستعيد هدوءها من تلقاء نفسها مرة أخري.. أم أن الأوضاع ستزداد سوءا واشتعالا وسنجد أنفسنا أمام مواجهات دامية مجبرين علي خوضها رغما عن أنوفنا- لن تقف عن حدود دولة بعينها وقد تمتد لتشمل العالم بأسره؟.. ولعله لم يعد خافيا علي أحد من هذا الذي حضر عفريت القاعدة وداعش والإخوان وبوكو حرام وكل الجماعات الإرهابية والتكفيرية ويحاول أن يوهمنا الآن بأنه بات عاجزا عن صرفه ويصدر للمشهد وجوها قبيحة لعدد من مسئوليه تطل علينا كل لحظة لتنفخ في بالون هذه الجماعات وتعظم من شأنها وخطورتها حتي أصبحت في نظر الكثير منا مثل أمنا الغولة في حواديت الأطفال نرتعد لمجرد سماع اسمها ونستسلم للنوم رغما عنا مثلما هو حالنا اليوم.. والسؤال الأدق.. من منا يصدق أن أمريكا بجلالة قدرها وكل قوات التحالف الوهمية عاجزة عن القضاء علي داعش- ذلك الكيان الهلامي- ؟. وتري ما الذي يدفع الغرب الآن لإظهار هذه المواقف العدائية تجاه مصر.. عبر تقارير ظالمة ومضللة عن الوضع في الشارع تصور الجماعة الإرهابية في ثوب الضحية التي تتعرض لأبشع أنواع القمع وإهدار حقوق الإنسان.. فيما تغض الطرف عما ترتكبه هذه الجماعات من قتل وحرق وتخريب ؟.. في تقديري أن الأمور باتت واضحة كالشمس فالدول الغربية كانت وستبقي علي الدوام بلا عهد.. من يراجع التاريخ سيكتشف ذلك بمنتهي السهولة ودون عناء يذكر.. من منا ينسي الحروب الصليبية الغاشمة تحت عباءة الدين.. لكن أوروبا والغرب بات أذكي كثيرا مما كان عليه في الماضي.. فإذا كانت الحروب الصليبية قد كلفتها الكثير جدا من الخسائر المادية والبشرية.. فإنها استوعبت الدرس جيدا.. ورأت في تأجيج الصراع الديني وإشعال الفتنة بين السنة والشيعة من ناحية وإحياء الجماعات الدينية والتكفيرية المتشددة من ناحية أخري خير سبيل لتحقيق مآربها وأطماعها في الدول العربية دون أن تطلق رصاصة واحدة.. فيما تظهر هي علي الدوام في ثوب المسالم وتبرم كل يوم اتفاقيات وعهودا جديدة مع المسلمين لكن ما في القلب يبقي في القلب.. نحن بالفعل علي أعتاب حدث جلل.. كل المؤشرات والدلالات توحي بذلك.. فالعالم يقترب من مرحلة الفناء الذاتي.. أصوات طبول الحرب العالمية الثالثة تعلو بصورة لم يسبق لها مثيل.. محللو الشرق والغرب العسكريون يتفقون علي ذلك.. فقط يختلفون علي التوقيت ومن أين تنطلق الشرارة الأولي؟. جموع المشايخ وعلماء الدين يتفقون أيضا علي أن ما يجري الآن هو مقدمات لنهاية محتومة.. يؤكدون أن علامات القيامة الصغري تحققت بالكامل لم يبق إلا الحرب الكبري كبداية حتمية لبداية سلسلة النهاية.. في البداية يكون المسلمون في حلف( معاهدة) مع الروم نقاتل عدوا من ورائنا ونغلبه وبعدها يصدر غدر من أهل الروم ويكون قتال بين المسلمين والروم في هذه الأيام تكون الأرض قد ملئت بالظلم والجور والعدوان ويبعث الله تعالي رجلا إلي الأرض من آل بيت النبي محمد صلي الله عليه وسلم يقول الرسول صلي الله عليه وسلم: اسمه كاسمي واسم ابيه كاسم أبي يملأ الله به الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا.. فتري هل نحن في هذا الزمان ؟؟.. هذا هو السؤال. [email protected]