فى العام الجديد نجد أنفسنا مظللين بأحلام تحركها مفاتيح الأمل وفروج البشرى ونسائم الغد المشرف برغم أننا نعيش فترة تاريخية خصبة بأحداثها وهمومها الفارقة ومستجداتها غير المعتادة، فمن منا كان يصدق أن يرى العالم العربى ممزقا بالصورة التى نراها الآن أو مهددا بالشكل الذى نعيشه الآن. ومن منا يصدق ان يرى أوطانا عربية قد سقطت فى يم الضياع والفتن والغد المجهول مثل سوريا وليبيا واليمن والعراق، وتكاد تتغير خرائطها وسط أهوال الحروب والانقسامات والفرق المتناحرة والمستعمر الداعشى وفوق ذلك كله أوجاع التهجير لأهل هذه البلدان الشقيقة وهو ما يدعونا لأن نحمد الله على نعمة الاستقرار والأمان وثبات الحال ونجاة مصر من هذا المستنقع الخطير ومن أهم أحلامنا مايلى : أولا أن تعود وحدتنا وُلحمتنا من جديد بعد أن فرقتها أمور سياسية ونزاعات الميول والعصيبة العمياء وأن نفيق على الحقيقية الوحيدة الخالدة ومفادها اليقينى أننا فى النهاية شعب واحد نشرب من نهر واحد ونعيش فوق أرض مباركة مقدسة واحدة خرجت منها أم الانبياء جميعا السيدة هاجر عليها السلام وعاش فيها الرسل والمبعوثون ومر بها الصالحون وخلدها الله فى كتابه وسماها بلد الأمن والأمان ودعا لها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وباركها السيد المسيح بقولته الشهيرة مبارك شعب مصر فهل يعقل بعد ذلك أن تستمر حياتنا على وتيرة الخلاف وطبيعة الفرقة والنزاع والكراهية؟ ثانيا أن تجف منابع الإرهاب وتتقلص بعد أن عشنا طوال السنوات الماضية فى دوامة القتل العشوائى الذى عكس الفكر العشوائى للجماعات التكفيرية والجهادية المضللة التى ظنت أن مصر بعراقتها وتاريخها التليد يمكن أن تكون موطنا للخلافة المزعومة والرايات السوداء والجهاد المزعوم الأعمى وعلى هذه الجماعات أن تفيق وتعود إلى رشدها وتصطف فى صفوف المصريين كلهم وتكون على يقين بأنها مهما فعلت وتجاوزت فلن تستطيع بأى حال من الأحوال أن تغير أو تبدل الإرادة المصرية التى قامت بثورتين لتصحح مسارها التكوينى لمستقبلها المقبل. ثالثا ان تتجاوز مصر محنتها الاقتصادية وأزماتها المالية وتعود بإرادة شعبها وقيادتها إلى عتبات الرخاء والأمان والسلامة وأن تعود الروح من جديد للجنيه المصرى الذى تهاوى للاسف امام العملات الأخري، وأن نرى حلم المؤتمر الاقتصادى الكبير لاصدقاء مصر يتحقق فى مارس المقبل، وأن تكون هناك مساعدات حقيقية تعين الوطن الكبير على النهوض بعد أن أتت السنوات الثلاث العجاف الماضية على حرثه وزرعه وهددت احتياطيه الاستراتيجي. رابعا أن نرى مصر تتباهى وتزهو بمشروعها القومى الكبير مشروع قناة السويس الجديدة فى اغسطس المقبل وهو المشروع الذى امتحن بحق عزيمة المصريين وارادتهم وان يكون هذا المشروع نواة لمشروعات اخرى عملاقة وأن يعود خير هذه المشروعات بالنفع على الاقتصاد المصرى للمصريين . خامسا أن نرى العدالة الاجتماعية تظللنا جميعا وتحقق مبدأ المساواة بمعناه الشامل وأن تظهر نتائجها على الأرض خاصة بالنسبة للمهمشين وساكنى العشوائيات والمناطق الشعبية وهم بالملايين الذين لا يجدون المسكن الملائم والحياة الكريمة والوظيفة الآدمية المناسبة والذين مع استحكام الأزمات التى يعيشونها باتوا عرضة للعنف والتجاوز والحاجة وعلى الدولة فى رعايتهم وندعو الله أن يكون العام الجديد عام خير وعلينا أن نتكاتف ونتوحد وننبذ العنف والخلاف وندرك إدراك اليقين أننا فى مركب واحد وعلى الدولة أن تسرع إلى جمع شتات المتفرقين والمتحزبين حتى يشعر المصريون بأنهم على قلب رجل واحد وكل عام ونحن جميعا بخير. د.بهاء حسب الله كلية الآداب جامعة حلوان