دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية خلال ترأسه اجتماع المجلس الأعلى للشرطة أمس أبناء شهداء الشرطة إلى الوقوف بجانبه أثناء إلقاء كلمته فى احتفال عيد الشرطة بالأكاديمية، حيث توجه لوضع إكليل من الزهور على النصب التذكارى للشهداء فور وصوله. وقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، رأس والدة أحد شهداء الشرطة، أثناء منحه أوسمة الجمهورية، لأسر الشهداء، خلال الاحتفال بعيد الشرطة بأكاديمية الشرطة، مؤكدا أن رجال الشرطة يقدمون أرواحهم، فداءً لاستقرار مصر وأمن أبنائها وشعبها. وأضاف السيسي، خلال مراسم الاحتفال بعيد الشرطة: "اليوم ليه معنى تاني، وأنا بقول للمصريين والدنيا، إن مصر تدفع الثمن عشان تبقى واحة للخير والسلام والاستقرار". وتحدث عن أبناء الشهداء: "هؤلاء ضحوا ودافع أبناؤهم عشان مصر تفضل مصر ومش عاوزين ننسى ده. وقبل أن يوجه الإرهابيون النار للمصريين سيوجهونها للجيش والشرطة وهذا ما يحدث ولأجل خاطر مصر". وقال الرئيس، إن إحدى وسائل الإعلام وجهت سؤالا له حول الديمقراطية فى مصر، ورد عليها قائلا: "مصر فيها 90 مليونا لن يوافقوا على العيش فى ظل المظاهرات، والمظاهرات ليست مرفوضة ولكن التظاهر له مكانة مقدرة". و"اللى عايز يتظاهر يتظاهر بس أوعى تضيعنا معاك". وأضاف السيسي، أن مصر فقدت ما يقرب من 40 مليار دولار بعد توقف السياحة، لافتًا إلى أن "المصرى اللى بيطالب بحقوقه أوعى تضيعنا معاك، أنا بقول الكلام ده عشان نعرف يعنى إيه دولة ولازم نشد على إيد بعض مش نضرب على ايد بعض، فيه حاجات ممكن تبقى مقبولة وأشياء تضيع البلد". وقال: "محدش ضد حقوق الإنسان بس فى ظل الظروف اللى بتحصل أقول للشرطة، هناك تجاوز ولكن لا نقره ولا نوافق عليه ولكن هذا ظرف استثنائى تعيشه مصر، لا بد من مساهمة المصريين". وأكد السيسى أنه لا أحد ضد حقوق الإنسان وإنما هل من الممكن ألا يحدث تجاوز أثناء الممارسة؟، وأن بدولة القانون لن يكون الجيش والشرطة متجبرين أو متغولين. موضحا أن الكثيرين يسألون عن سيناء، لقد بلغ عدد من رفعوا السلاح فى سيناء 208 أشخاص خلال عام، وما يحدث فى سيناء فكر إجرامى بغيض ودورنا جميعاً كمجتمع يجابهه هذا الفكر فى سيناء وغيرها وليس بالأمن والجيش والعمليات العسكرية ونحن حريصون على ألا يسقط أبرياء. وتابع: مواجهة الإرهاب فى سيناء أمر لا ينتهى بسرعة، إن تعزيز الأمن القومى وقدراتنا ومواقفنا السياسية أولوية قصوى تقود إرادتنا الوطنية للسلام والتنمية للشعب المصرى ومصر القوية فخر لأبنائها وسند لأمتها، لافتا إلى أن الجهود التى تبذلها الدولة تتطلب مناخا مستقرا وآمنا، تساهم الشرطة فى إرساء دعائمه، لمجابهة الإرهاب، مطالبا الشرطة بضرورة الحفاظ على المناخ الديمقراطى الآمن وأداء ما عليه من أداء واجبات تجاه وطنه ومجتمعه. وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن مصر تواجه حربا ضارية ضد الإرهاب، لافتا إلى أن التعامل مع العناصر الإرهابية يتم وفق القانون، وأن كل من يتم إلقاء القبض عليه والتحقيق معهم فى العمليات الإرهابية، يتم وفق أحكام القانون، لأن مصر دولة عريقة جدا عمرها 7 آلاف سنة تحترم نفسها وتحترم أهلها. وأضاف: إننا نسعى لأن تكون مصر دولة قانون ودولة مؤسسات لمصر والمصريين، ناظرا إلى أبناء الشهداء: "كان لازم ولادى دول يبقوا جنبى عشان أتشرف بيهم وعشان يسندونى هم ساندنى دلوقتي". قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إننا نحتفل اليوم معا بعيد من أعيادنا الوطنية المجيدة، يوم تتجسد فيه أسمى معانى العطاء برجال من أبناء مصر الأوفياء عهدنا فيهم عبر تاريخ مصر أن يكونوا فى طليعة المدافعين عن أمن وسلامة الوطن وتفانوا فى العطاء لوطنهم والتضحية بأرواحهم فضربوا أروع الأمثلة بالتضحية والفداء. وأضاف أننا نستدعى تضحية غالية لرجال الشرطة، من أجل أن يأمن كل منا على حاضره ومستقبله، ونتذكر رجال الشرطة فى الإسماعيلية، دفاعا عن كرامة الوطن وكبريائه، إن هذا اليوم سيبقى فى تاريخ مصر ويبقى رمزا لتمسك شعبنا على أرضه ووطنه وأبنائه من رجال الشرطة. وتابع: سيظل التاريخ يحفظ لرجال الشرطة دورهم فى إرساء قواعد الأمن ومواجهة كل المواجهات الداخلية على المجتمع المصري، مشددا على أن التاريخ سيسجل دور الشرطة بمعاونة الأجهزة فى مواجهة الإرهاب الذى تواجهه مصر وتتحمل مسئولياتها فى كل مكان. أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أنه نادى المجتمع الدولى لمواجهة الإرهاب الذى يهدد شعوب العالم، مؤكدا أنه وجه رسالة للعالم من أجل الانتباه والحذر تجاه خطورة الإرهاب، لافتا إلى أن مصر تتصدى له ولولاها لكان للمنطقة شأن آخر. وأضاف: "الناس لازم تفهم أن مصر تدافع عن استقرار المنطقة بالكامل وليس المنطقة العربية فقط"، لافتا إلى أن الإرهاب صار يمثل ظاهرة عالمية، وأن ما تشهده سيناء من عمليات إرهابية يعد عملا من أعمال السيادة وحقا من حقوق الدولة المصرية، وهو الحق المكفول لكل دولة فى السيطرة على أراضيها وتأمين حدودها. قال الرئيس إن الكثيرين يسألون عن حقيقة ما يجرى فى سيناء، مؤكدا أن ما يحدث فى سيناء فكر إجرامى بغيض، ودورنا المجتمعى يدفعنا إلى التصدى لهذا الفكر بعيدا عن المواجهات الأمنية والعسكرية، مشددا على حرص القيادة السياسية على عدم سقوط أبرياء خلال حملة الحرب على الإرهاب. وداعب الرئيس عبدالفتاح السيسي، الفنان أحمد السقا والفنانة يسراً قائلاً: "ها تتحاسبوا لو ما وصلتوش رسالة كويسة للناس". مشددا على دور الإعلام فى توعية المجتمع، مؤكدا حرصه على حرية الإعلام. أكد الرئيس أن المجتمع المصرى يقوم على المساواة، ويحترم كل الأديان، ويرفض كل أنواع التمييز، وأن المصريين متساوون فى الحقوق والواجبات، مناشدهم الحفاظ على القيم المصرية الأصيلة. وتحدث الرئيس عن أزمة البوتاجاز، قائلاً "من الممكن أن يكون لدينا احتياطيات إستراتيجية بمستودعات منتشرة على مستوى الجمهورية، بس مواردنا مش كفاية عشان نعمل ده دلوقتي، لو عاوزين نوصل، إذا علينا فعل ذلك، عشان لما يحصل موضوع زى ده يكون عندنا احتياطى يكفى 20 و30 يوما زى الدول اللى عندها. بس الدولة اللى عندها عندها. وإحنا لسه ما عندناش". وكشف الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن السبب الحقيقى وراء أزمة البوتاجاز، أن سوء الأحوال الجوية منع سفن "البوتاجاز" من الوصول للموانئ المصرية مع عدم وجود احتياطى لدى الدولة لسد العجز. ووعد الرئيس، بأنه سيتم خلال الفترة المقبلة إنشاء عدة مستودعات بالمحافظات كاحتياطى لعدم تكرار الأزمة مثل الدول الخارج فى تعاملها مع مثل هذه الأزمات. قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن الموارد ليست كافية لتغطية أزمة البوتاجاز، مؤكدًا أن الناس التى تتكلم عن حقوق الإنسان والله أنا أحرص على حقوق الإنسان أكتر من أى حد تانى لأن ربنا هايحاسبنا قبل الناس، على حد ذكره. وناشد الرئيس، المجتمع الدولى بمواجهة الإرهاب الذى يهدد شعوب العالم، من أجل تحقيق الأمن والسلام، مضيفاً "نحتاج النظر إلى وضع مصر ماحدش يتكلم ويرغى ونردد خلفه دونما أن نفكر. لا أحد يسأل عن حقوق المواطنين المحتاجين"، مشدداً على ضرورة عدم اختزال حقوق الإنسان فى بعض الناس فقط. وأشار الرئيس إلى دور جهاز الشرطة فى الحفاظ على الوطن وفق القانون، كما أشار إلى ضرورة تيسير مشاركة المواطنين فى الحياة السياسية والاجتماعية فى مناخ ديمقراطي.