أمرت نيابة حوادث جنوبالجيزة الكلية برئاسة المستشار أحمد ناجى مدير النيابة بتفريغ كاميرات المراقبة المجاورة لقسم شرطة الطالبية لسرعة تحديد الجناة فى واقعة انفجار قنبلة بجوار القسم مما أسفر عن استشهاد خبير مفرقعات وإصابة 3 مواطنين. فيما انتقل مدحت مكى رئيس نيابة حوادث جنوبالجيزة وإبراهيم صالح مدير نيابة العمرانية لمستشفى الشرطة لمناظرة جثة الشهيد النقيب ضياء فتحى فتوح خبير المفرقعات من قوات الحماية المدنية الذى استشهد أثناء محاولته تفكيك عبوة ناسفة حيث تبين إصابته ببتر فى ذراعيه الأيمن والأيسر وتهتك فى الأمعاء كما أدى الانفجار إلى احتراق البدلة الواقية التى كان يرتديها. وكشفت التحقيقات أن قوات الشرطة ورجال الدفاع المدنى وخبراء المفرقعات قد انتقلوا إلى مكان الواقعة عقب اشتباه حراس قسم الطالبية فى كيس أسود تم إلقاؤه بجانب القسم وأثناء قيام الشهيد ضياء فتحي بالإمساك بالقنبلة لإبطال مفعولها انفجرت فى جسده مما يؤكد أن الجناة كانوا بالقرب من مكان الحادث ويراقبون عملية إخلاء المنطقة تمهيدا لإبطال مفعولها. وكشفت معاينة النيابة عن العثور على أجزاء من القنبلة المتفجرة وتبين أنها تحتوى على كميات هائلة من المسامير كبيرة الحجم والبارود وكان بداخلها شريحة هاتف محمول للتفجير عن بعد. كما استمعت النيابة إلى شهود عيان والذين تضاربت أقوالهم حول عدد الجناة حيث أكد البعض أنهم ثلاثة ملثمين كانوا يستقلون سيارة ملاكى سوداء اللون توقفوا بالقرب من محطة البنزين المجاورة لقسم الطالبية ثم وضعوا كيسا اسود به القنبلة أسفل سيارة متوقفة ولاذوا بالفرار قبل وقوع الحادث بساعة بينما قال البعض الآخر إنهم شخصان يستقلان دراجة نارية فى الجهة المقابلة للقسم احدهما يضع "كوفية" على رأسه لاذا بالفرار من المكان مع بداية الانفجار. كما طلبت النيابة بسرعة تحريات المباحث وأجهزة الأمن الوطنى حول الواقعة للكشف عن هوية الجناة وضبطهم. وكان اللواء كمال الدالى مساعد الوزير لأمن الجيزة قد تلقى إخطارا من اللواء حسن طلعت غراب مساعد مدير الأمن لقطاع الغرب يفيد بورود بلاغ بالاشتباه فى جسم غريب داخل شنطة أمام قسم الطالبية فانتقل رجال المفرقعات بقيادة النقيب ضياء فتحى فتوح وأثناء اقترابه لفحص الشنطة للتأكد من الموجود بداخلها انفجرت فيه قبل تفكيكها مما تسبب فى استشهاده، وقام خبراء المفرقعات بتمشيط محيط الانفجار للبحث عن عبوات أخري. فيما يعكف فريق من البحث الجنائى على فحص بيانات أكثر من 400 شريحة هاتف محمول لأشخاص كانوا متواجدين بموقع الانفجار وقت الحادث لتحديد هوية الجناة. من جانبها نعت وزارة الداخلية ببالغ الحزن الشهيد النقيب ضياء فتحى فتوح عبدالجواد "من قوة مديرية أمن الجيزة" وأكدت الوزارة فى بيان لها أمس أن العمليات الإرهابية الخسيسة التى تستهدف رجال الشرطة لن تنال من عزيمتهم وإصرارهم على مواصلة أداء رسالتهم السامية فى حفظ أمن واستقرار البلاد. وقال اللواء هانى عبداللطيف المتحدث باسم وزارة الداخلية إن التحريات الأولية للحادث تشير إلى تورط عناصر من تنظيم الإخوان الإرهابى لإفساد فرحة المصريين بأعياد الميلاد وإثارة الرعب والفزع فى نفوس المواطنين فى محاولة بائسة منهم لإعادة تنفيذ مخططهم الإرهابى الذى يهدف إلى تشويه سمعة البلاد وإعطاء الرأى العام العالمى صورة خاطئة عن مصر وكأنها دولة تتقاتل مع نفسها وغير مستقرة.