جدد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس تأكيد أن مزاعم الفساد التي اتهم بها أربعة وزراء سابقين كانت جزءا من محاولة انقلاب نافيا ممارسة الحكومة أي ضغوط علي لجنة برلمانية لمنع إحالتهم إلي المحاكمة. وقال حقي كويلو رئيس اللجنة البرلمانية التي يهيمن عليها أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم: إن بعض التسجيلات لهواتف الوزراء السابقين الموجودة بحوزة الشرطة سيتم إتلافها مما سيصعب علي الادعاء لاحقا إعادة إحياء القضية. وأضاف كويلو لرويترز الأمر الطبيعي هو أن يقوم المدعون العامون بإتلاف هذه الأجهزة. لكنهم لم يفعلوا ولهذا أطلقنا تحقيقا معهم في هذا الشأن. سنكون نحن من يتلف هذه التسجيلات. وتأتي تصريحات داود أوغلو مطابقة لتصريحات أردوغان في رفض فضيحة الكسب غير المشروع التي انفجرت في ديسمبر2013 في محاولة من خصومه السياسيين للإطاحة بالحكومة. وقال داود أوغلو في اجتماع أسبوعي لأعضاء البرلمان المنتمين إلي حزب العدالة والتنمية إن إقدام الحكومة علي فرض قرار علي اللجنة البرلمانية أمر يخالف القانون. وأورد داود أوغلو سلسلة من الاضطرابات من بينها التظاهرات المناهضة للحكومة التي عمت البلاد عام2013 وفضيحة التنصت في العام الماضي في إطار كونها جزءا من مؤامرة أكبر. وتمحورت الفضيحة حول الدائرة المقربة من أردوغان الذي كان في ذلك الحين لا يزال رئيسا للوزراء وأدت إلي استقالة وزراء الاقتصاد والداخلية والتنظيم المدني. كما خسر وزير شؤون الاتحاد الأوروبي أجمين باجيس منصبه في تعديل وزاري لاحق. ونفي الوزراء الأربعة قيامهم بأي أعمال منافية للقانون. يأتي ذلك في الوقت الذي توفي فيه شرطي اصيب بجروح امس عندما فجرت انتحارية حزامها الناسف في مركز للشرطة في حي سلطان احمد السياحي في اسطنبول, وفقا لما اعلنته وكالة الاناضول الرسمية. ووصلت المرأة التي لم تعرف هويتها الي مركز الشرطة حيث فجرت الشحنة الناسفة التي كانت تحملها, كما اعلن حاكم المدينة واصيب شاهين للصحفيين, مضيفا ان شرطيا آخر اصيب بجروح طفيفة. وقال شاهين إن المرأة تحدثت بالإنجليزية بعد دخولها إلي مركز الشرطة لكن جنسيتها وهويتها غير معلومتين. في الوقت نفسه, احتجزت الشرطة التركية صحفية هولندية لفترة وجيزة في اتهامات تتصل بالإرهاب أمس مما يسلط الضوء علي اتهامات للسلطات باضطهاد وسائل الإعلام. وجاء هذا في اليوم الذي صرح فيه اردوغان بأن الصحافة التركية تتمتع بقدر من الحرية اكبر من الذي تتمتع به الصحافة في أي دولة أوروبية. وكتبت الصحفية فريدريك جيردينك المقيمة في مدينة ديار بكر بجنوب شرق تركيا التي يغلب الأكراد علي سكانها علي موقع تويتر: أن الشرطة فتشت منزلها وألقت القبض عليها بسبب اتهامات تتصل بالدعاية لتنظيم إرهابي. وقال وزير الخارجية الهولندي الذي يقوم بزيارة لأنقرة: إنه مصدوم. وكتبت جيردينك بعد ذلك بثلاث ساعات أنه تم الإفراج عنها بعد أن قدمت إفادة للشرطة. وقال نقيب المحامين في ديار بكر لرويترز إن القضية تتصل بتغريدات لجيردينك ومسائل أخري لكنه لم يذكر تفاصيل ومن ناحية أخري, دعا الرئيس التركي الاسلامي المحافظ رجب طيب اردوغان الدول الاوروبية الثلاثاء الي مكافحة ظاهرة الاسلاموفوبيا ومنع التظاهرات المعادية للاسلام بدلا من محاولة اعطاء دروس لتركيا.