في ذكري مولد الرسول الكريم الذي أرسله الله هاديا ومبشرا ونذيرا. وداعيا الي الله بإذنه وسراجا منيرا قائلا عنه لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم تخالج النفس غصة إن كان ما نعيشه وما نراه وما نسمعه هو الاسلام أو إن كان هناك أكثر من إسلام يطرحه كل حسب فهمه ووفق رؤيته وطبقا لتفسيره. هل ما يمارس باسم الاسلام من قطع للرءوس واستباحة للأموال والأعراض وترويع للآمنين من مسلمين وغير مسلمين بحيث أصبح الاسلام قرينا للارهاب والهمجية والبربرية والوحشية في أرجاء كثيرة من العالم هو الاسلام الذي أراده الله لنا وجاءنا به محمد صلي الله عليه وسلم؟ وإذا لم يكن هذا هو الإسلام فما هو الإسلام حقا؟ هل هناك مرجع لنا ولغيرنا لمعرفة الإسلام غير كتاب الله وهو القرآن الكريم ؟ ما الذي يقوله القرآن ويتغافل عنه ويتجاهله بعض الذين ينسبون أنفسهم اليه ويمارسون ما يمارسون من فظائع باسمه. يقول الله سبحانه وتعالي إنه أرسل نبيه محمدا صلي الله عليه وسلم رحمة للعالمين وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ومن يرسل رحمة من الله للعالم كله لا تكون هذه ممارساته فقد كان التوجيه الالهي هو إدع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. وتأكيدا علي هذا النهج فقد قال لرسوله ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ذلك أن تأليف العقول والقلوب يتم من خلال الحوار والنقاش ومقارعة الحجة بالحجة باللين والرفق وضرب المثل الطيب قولا وسلوكا وعملا. لم يعط الله لرسوله سلطة إجبار بل جعل الايمان بما يدعو اليه الرسول متروكا للارادة البشرية فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر موضحا للرسول لست عليهم بمسيطر وأنه ليس من مهمته اكراه الناس دون ارادة منهم علي الايمان أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين ومؤكدا أن أمر الهداية ليس بيد الرسول إنك لا تهدي من أحببت ذلك أن جوهر الأمر كله هو أنه لا إكراه في الدين. إختص الله سبحانه نفسه ولا أحد غيره بالفصل بين عباده يوم القيامة من آمن منهم برسالة محمد ومن آمن برسالة نبي آخر ومن لم يؤمن برسائل ومن أشرك حيث قال إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصاري والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة. لكنه سبحانه قال أيضا إن من عمل صالحا من المؤمنين ومن غيرهم فله أجره يوم القيامة إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصاري والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ذلك أن العمل الصالح ليس مقصورا فقط علي المؤمنين من المسلمين ويؤكد الله ذلك في آية أخري إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصاري من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ورسم الله شكل العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين بقوله لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم والبر أو حسن التعامل بين البشر علي غير تفرقة او تمييز هو الأساس الأول للمواطنة. القاعدة هي أنه لا إكراه في الدين فلا يحق للمسلم أن يكره غيره علي الاسلام أو أن يخرجه من دياره ولا يحق لغير المسلم أن يكره المسلم علي الخروج من دينه أو أن يخرجه من دياره فإذا انتفي ذلك فالمواطنون متساوون والسلام الاجتماعي سائد. بعيدا عن خصائص كل دين في باب العبادات فأن العلاقات الانسانية بين المواطنين التي تدخل في باب المعاملات يحرص القرآن علي ترسيخها من أجل التواصل الانساني مؤكدا وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم. هكذا يتحدث القرآن. فهل في ما بين أيدينا من القرآن ما يبيح أو يبرر او يسوغ ممارسات تتم باسم الاسلام في حق مسلمين مختلفين في المذهب وفي حق غير مسلمين مختلفين في العقيدة؟ هل هناك قرآن لنا وقرآن لهؤلاء ؟ كبرت كلمة تخرج من أفواهم إن يقولون ويدعون ويفتون ويمارسون الا كذبا وزورا. في ذكري ميلاد من كرمه ربه قائلا له وانك لعلي خلق عظيم وفي ذكري ميلاد سيدنا يسوع عيسي المسيح الذي بشر به الله مريم البتول بأنه كلمة منه تتلاقي قلوب المصريين رافعة أكف الضراعة الي الله أن يهدي بصيرتنا وأن ينير طريقنا وأن يجعلنا نري الحق حقا والباطل باطلا وأن يحفظ مصر ويحميها وأن يهب العالم كله السلام وكل عام والانسانية جميعا بخير وسلام. صلاة الله وسلامه علي عيسي يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا وصلاة الله وسلامه علي محمد وعلي آل محمد وصحبه أجمعين. كل عام ومصر بخير.